طريق أخرى

طريق أخرى
سعد عباس
تنشغل الطبقة السياسية في العراق في أمور لا صلة لها باهتمامات الجمهور واحتياجاته وتطلعاته.
قد تكون هذه الطبقة وطنية بالفعل كما يزعم كل واحد فيها، إنما الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة لجمهور يقرن الوطنية دوماً بالمثابرة الدائمة في بناء الوطن وتنميته وتحسين سبل العيش الكريم فيه، وهذا ما لم يحدث منذ ما يقرب من عقد تلا عقود الاستبداد والمغامرات الكارثية.
معارك هذه الطبقة ليست معارك الجمهور، حتى لو تم زجّه فيها بألف حيلة وحيلة، وهذا ما يفسّر انصرافه بل عدم اكتراثه بصراعات القوائم والكتل والائتلافات.
يتحدثون عن سحب ثقة عن رئيس حكومة، والجمهور حسم موقفه بوضوح يوم سحب الثقة منهم جميعاً.
أخشى أن ينفد صبر الجمهور، ويضطر الى ترجمة نقمته على هذه الطبقة بوسائل عنيفة، فتدفع البلاد أثماناً باهضة جديدة وتنزلق الى انتكاسات أشد وسيناريوهات أكثر خطورة وكارثية.
بعد ما يقرب من عقد، يلزم أن تفكر الطبقة السياسية ، التي ابتليت بها البلاد، بعقلية أخرى، وتبحث عن طريق أخرى، وتفكّ ارتباطها نهائياً برهانات الاستقواء وكسر العظم والابتزاز وسواها من عناوين غير شريفة حرمت البلاد من استحقاقاتها في التعافي والتنمية والازدهار.
طريق أخرى. هذا ما تحتاجه البلاد ويتطلع اليه الجمهور، وما سينقذ الطبقة السياسية من حساب عسير ينتظرها إنْ هي تمادت في استخفافها بذكاء الجمهور.
طريق أخرى. تبدأ بالتوبة عن العنف تورطاً في ارتكابه أو تحريضاً عليه، وتقنين الخلافات وتجميد التنابزات، والاشتغال على دستور على مقاسات البلاد لا على مقاسات فرد أو حزب أو طائفة.
وللحديث صلة.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول مارك توين ليس أصدق من رجل يعترف لنفسه بأنه كاذب ؟.
جواب جريء
ــ قوله الفرق بين القطة والكذبة أن للقطة سبع حيوات فقط .
/6/2012 Issue 4228 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4228 التاريخ 18»6»2012
AZP02
SAAB

مشاركة