طرد القاعدة من الجنوب يعزز رصيد الرئيس اليمني
صنعاء ــ الزمان
حقق عبد ربه منصور هادي الخارج من عقود في ظل سلفه علي عبدالله صالح مكسبا سياسيا كبيرا في سبيل فرض سلطته كرئيس لليمن بفضل الحرب على القاعدة في الجنوب، الا ان المعركة لم تنته مع التنظيم الذي اثبت قدرته على توجيه ضربات موجعة. ونجح الجيش في طرد القاعدة من معاقلها في محافظتي ابين وشبوة بعد معارك شرسة اسفرت عن مقتل المئات، مقتلعا الامارات الاسلامية التي اقامها التنظيم طوال سنة ومنهيا حلم اقامة دولة تكون منطلقا للسيطرة على الجزيرة العربية. الا ان القاعدة وجهت بدورها بعيد انسحابها من الجنوب ضربة موجعة لهادي اذ نجحت الاثنين في اغتيال قائد الحرب في الجنوب اللواء الركن سالم قطن، وتبدو متجهة لتغيير استراتيجيتها بعد فشلها في السيطرة على الارض. وقال المحلل السياسي اليمني فارس السقاف لوكالة فرانس برس ان هادي الذي اختير رئيسا توافقيا لبلاد على شفير الحرب الاهلية ضمن تسوية سياسية كان بحاحة لفرصة توفر له القدرة على فرض سلطته اذ كان في السابق يبدو في الظل وان لا ارادة له وليس له جماعة ملتفة حوله . وبحسب السقاف، فان هادي المدعوم من الولايات المتحدة لم يخترع الحرب على القاعدة بل وفرت له هذه الحرب فرصة لتحقيق مكاسب سياسية ووطنية ، وهو وعد منذ بداية عهده بالقضاء على التنظيم. وذكر السقاف ان هادي الذي كان نائبا للرئيس السابق، حصل في غضون اشهر قليلة من وصوله في نهاية شباط الى الرئاسة لقيادة المرحلة الانتقالية، على شهادة مؤكدة انه جاد في محاربة القاعدة على عكس ما كان في السابق من علاقة ملتبسة بين القاعدة والنظام . واشرف هادي العسكري السابق المتحدر من ابين، شخصيا على المعارك في الجنوب. وكانت القاعدة استفادت من ضعف سيطرة الدولة والاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب اليمن. وسيطر التنظيم على زنجبار عاصمة محافظة ابين بنهاية ايار 2011 ووسع بعد ذلك تمدده معلنا امارات اسلامية في ابين وشبوة المجاورة. وعين هادي قيادة جديدة للجنوب برئاسة قطن، وشنت القوات اليمنية حملة شاملة في 12 ايار انتهت باستعادة الارض بعد شهر من القتال، فيما اسفرت المعارك عن 567 قتيلا بينهم 429 من مقاتلي القاعدة و78 جنديا، بحسب تعداد وكالة فرانس برس. وقال مصدر عسكري في صنعاء لوكالة فرانس برس ان العملية في الجنوب تم تحضيرها بعناية واحدث هادي تغييرات جذرية في القيادات العسكرية مستبدلا قيادات كانت تعد مقربة من الرئيس السابق. وبحسب المصدر، فان ثلاثة عوامل ساهمت في نجاح الادارة السياسية الجديدة في تحرير الجنوب من القاعدة تواجد القيادات العسكرية على الارض وبينها وزير الدفاع وقطن الذي دخل بنفسه الى زنجبار وجعار في ابين، و المساهمة الامريكية المتمثلة بالدعم اللوجستي والاشراف المباشر لخبراء امريكيين على المعارك وغارات الطائرات من دون طيار والاسناد بحري . اما العامل الثالث فهو دور اللجان الشعبية التي قاتلت الى جانب الجيش وقامت السلطات بتسليحها في الفترة الاخيرة بحسب المصدر. لكن المعركة لم تنته بحسب السقاف والمصدر العسكري. وقال السقاف هذه ليست نهاية المعركة… انها ضربة قوية ستؤثر على تنظيم القاعدة الذي سيلجأ مقاتلوه الى ملاذات آمنة يحظون فيها بتغطية قبلية .
/6/2012 Issue 4230 – Date 20 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4230 التاريخ 20»6»2012
AZP02