طالب الدراسات العليا ومتطلبات النجاح – صلاح الدين الجنابي
برامج الدراسات العليا ولجميع التخصصات هي الركيزة الأساسية لتطور العمليات التعليمية والبحثية والمجتمعية، لأنها تعمل على نقل المعرفة بطريقة جديدة ومختلفة وتحاول انتاج المعرفة من خلال المحاضرات والورش والحلقات النقاشية والبحوث والتفاعل مع أصحاب المصالح، وهذه البرامج شكلت الهيكل الأساس لما يعرف بالجامعات البحثية التي ترتكز على مراكز البحوث وبمختلف التخصصات، هنا لا بد من التأكيد على كيفية استثمار برامج الدراسات العليا في الجامعات العراقية لتطوير استراتيجيات وطرائق وأساليب نقل المعرفة، فضلاً عن انتاجها من خلال رعاية وتشجيع طلبة الدراسات العليا على الاهتمام بهذه المرحلة وفهم الدور الحقيقي لطالب الدراسات العليا والتدريسي الجامعي وقواعد ممارسة هذا الدور لينعكس تحديثاً على البرامج الأكاديمية وتطويراً للعمليات التعليمية والبحثية ورعايةً واهتماماً لأصحاب المصالح وأثراً إيجابياً على المجتمع ورفعاً للناتج المحلي الاجمالي، إذ يجب أن يكون هذا الدور واضحاً ليرسم كل طالب خارطة الطريق التي تؤهله لتلبية متطلبات البرنامج الأكاديمي، والقواعد واضحة وشفافة ومتاحة ليتعرف عليها الطالب، ولكي يجيد الطالب الدور ويذعن للقواعد لا بد أن يطلب من القسم العلمي توفير الآتي:
– وصف البرنامج الأكاديمي.
– تقديم الخطة الدراسية (Syllabus) ترسل بالايميل أو ورقية في اللقاء الأول لكل مقرر من مقررات البرنامج الأكاديمي.
– متطلبات اكمال البرنامج الأكاديمي.
– أهم المواضيع التي فيها (اضافة قيمة أو خلق قيمة) لإنتاج بحوث ضمن دائرة الضوء للتخصص وسوق العمل.
– تنظيم ورش عمل وحلقات نقاشية دورية للتعرف على احتياجات الطلبة وأهم المعوقات وكيفية تطوير مهاراتهم وقدراتهم في تلبية متطلبات البرنامج والتعامل مع المقررات الدراسية.
– توفير بيئة تعليمية ملائمة تبدأ بتوفير خدمة الانترنت ولا تنتهي بتحفيز الطالب والهامه وتوجيهه لاستخراج الإبداع والابتكار والأفكار المفيدة وذلك بترشيق المواد والواجبات، لأن التعليم النوعي محفز لكن التعليم الكمي محبط ويضغط على الطالب ليحوله إلى التعليم النمطي غير المثمر.
– تسهيل وتوضيح كافة إجراءات المباشرة والتسجيل وصولاً إلى تسليم الرسالة أو الاطروحة واتمام المتطلبات واستلام شهادة التخرج.
– اختيار التدريسيين وفق معايير وقواعد دقيقة على اساس الخبرة والكفاءة والنزاهة العلمية والبحثية والموثوقية والتخصص الدقيق وامتلاك المهارات التعليمية والبحثية والالكترونية والمجتمعية المرموقة لتدريس مقررات البرنامج الأكاديمي.
تدريب طالب
– الاصغاء لاحتياجات الطالب المشروعة والمستحقة لتلبيتها.
– تدريب الطالب وتوجيهه لأهمية دوره في العمليات التعليمية والبحثية والمجتمعية وكيفية استثمار وتوظيف هذا الدور لصناعة باحث وأكاديمي له أثر علمي وعملي إيجابي على أصحاب المصالح والمجتمع.
– تشجيع التدريسي لتوجيه العلاقة بينه وبين طالب الدراسات العليا لتكون العلاقة علمية معرفية تكاملية تعاونية تشاركية رصينة لإضافة القيمة وخلق القيمة مع التركيز على مكانة ورفعة وأبوية التدريسي كمدرب وموجه ومهندس للعمليات التعليمية والبحثية والمجتمعية.
– إعطاء مرونة للطالب في اختيار المشرف المؤهل الذي يتوافق تخصصه مع موضوع رسالة أو اطروحة الطالب سواء كان من أعضاء الهيئة التدريسية للجامعة أو خارجها وتفعيل المشرف المشارك لتغطية المواضيع متعددة التخصصات وتعزيز الدقة والموضوعية في المنهجية والنتائج والتوصيات.
أما الدور الحاسم والمحوري فهو للطالب الذي يجب أن يتدرب على:
– إدارة الوقت بطريقة ذكية تضمن إكمال المتطلبات بما يتلائم مع قدرته ومعارفه ومهاراته.
– تعلم (معارف، ومهارات، وقيم، وسلوكيات، واتجاهات) في كل حصة تعليمية.
– القراءة الرشيقة أو النوعية وهي التركيز على المحاور والمواضيع الأساسية دون إغفال للمواضيع السردية والتوضيحية.
– وضع إشارات أو تلوين المواضيع المهمة (ورقيا أو إلكترونيا) اثناء القراءة لانسياب مراجعتها واستذكارها.
– قراءة الموضوع قبل طرحه في المحاضرة ليكون الطالب أكثر استعداداً للنقاش وتبادل الأفكار.
– اتقان بعض المهارات الخاصة بالاحتفاظ والاستدعاء التفاعلي مثل (هنا والان، التركيز، الانتباه، التفكير الناقد،…..).
– إتقان مهارات النقاش العلمي وكيفية طرح أفكار إضافة القيمة أو خلق القيمة.
– اتقان مهارات القراءة والكتابة والإصغاء.
– تحديد أهم المحاور والمواضيع ضمن دائرة الضوء المسلطة من سوق العمل والتخصص لكل مقرر في البرنامج الأكاديمي للاستفادة منها عند اختيار موضوع الرسالة أو الاطروحة.
– التعرف على قدرات تدريسي المادة ومعارفه ومهاراته وطريقة تعلمه وتعليمه للتمكن من إدارة عملية التعامل مع المادة والتدريسي لفهم المادة من جهة وتلبية متطلبات النجاح التي يضعها تدريسي المادة من جهة أخرى.
– التعرف على المهارات البحثية لتدريسي كل مقرر في البرنامج الأكاديمي (والتدريسيين الاخرين) للاستفادة منها في اختيار المشرف.
– التعاون المعرفي والمهاري بين الطلبة لابراز دورهم في إدارة العمليات داخل الصف الجامعي ولكل مقرر دراسي من جهة ولتحفيز التدريسي وتشجيعه للتركيز على المعرفة الضمنية التي يمتلكها فضلاً عن المعرفة الظاهرة.
– الالتزام بمواعيد الحضور وزمن المحاضرة وقواعد إدارة العمليات داخل الصف الجامعي والتميز في أداء الدور المطلوب من الطالب.
– الاستفادة القصوى من البحث الالكتروني للكتب والرسائل والأطاريح والدوريات للتعرف على أحدث ما توصل إليه العلم في كل مقرر في البرنامج الأكاديمي وبشكل يومي عند قراءة كل موضوع والاحتفاظ بها (مع التلوين على أهم المواضيع) للرجوع إليها عند الحاجة.
– الاستفادة القصوى من النقاش والعصف الذهني وتبادل الأفكار داخل الصف الجامعي لتطوير مهارات التعليم والتعلم والبحث العلمي والمشاركة وكيفية صياغة وترويج الأفكار.
– تعلم مهارات إعداد المحاضرة والحلقة النقاشية والعرض والالقاء وطرح الأفكار والعصف الذهني والنقاش العلمي الذي يؤدي إلى إضافة القيمة وخلق القيمة.
– تعلم مهارات اعداد التقارير والمقالات وملخصات البحوث والحالات الدراسية.
# الطالبُ المتعلمُ بطريقةٍ فعَّالةٍ من خلالِ نظامٍ تعليمي واضح يصبح مِهنياً مُنتجاً.