طائر النورس ‬- نصوص – ‮ ‬ليث الاسدي‮ ‬

طائر النورس – نصوص –  ليث الاسدي

جلست عند شاطىء البحر تنتظره والدموع قد اختلطت بمائه لتحيل ملوحته الفجّة الى عذوبة تخلو من الكدر ،

سألت المارّين عنه والبحارة القادمين بصيدهم فما أجابوها .

يوما ما أبحر بقاربه الصغير وغاب عنها مجبرا” للبحث عن لقمة العيش في بحر متقلب المزاج وأختفى كما تختفي الجزر عندما يغضب البحر .

كم تمناها حورية تسافر معه وتؤنسه كلما زمجرت الاعاصير بوجهه ولكن الاقدار أبت أن تمنحهما هذه السعادة فتركها نهبا للاحزان وروحها المعذّبة بالشوق الى تلك الليالي المقمرات والقبلات الضائعة .

منذ أن غاب غابت كل الاشياء الجميلة والقمر وحتى البحر لم يعد يرسل بامواجه وقد هجرت شواطئها التي لطالما تكسرت فرحة عليه .أحست بقسوة البحر عليها وقد سلبها عشقها وما أبقى سوى على آهاتها .

ترقبت الرياح لعلها تأتي به ، ولكن حتى الرياح كانت عاقرا” لاغيث يرتجى منها

حين أحست بوحدتها قررت أن تغفو على اصوات طيور النورس

ومن بعيد كان سراب الامل يداعب عينيها الجميلتين عندها فقط شعرت بأن الحياة قد منحتها فرصتها الاخيرة في السعادة .

إبتسمت له واسلمت الروح .