ضوء القمر – هدى جاسم

 

ضوء القمر – هدى جاسم

لم يتبادر الى ذهن احد ان هذه الطفلة التي اسموها « ميار « او»ضوء القمر» ستاخذ سفينة عائلة باكملها لتبحر بها بعيدا عن سنوات الحزن العجاف ، اطلت عليهم كمنقذ من وجع الفقد ، وكأن الحياة ارادت ان تبتسم لهم رغم عثراتها وقسوتها ، اطلت وكانت تطوي كل سنة من سنوات عمرها بينهم كعائلة كبيرة كنسمة باردة تتغلغل في وجوه اهلكتها الاحزان .

قررت « ضوء القمر «وهي طفلة لم تتجاوز سنيها العشر ان تجعل من حولها يفرحون بكل ماهو قادم ويضعون اوزار احمالهم على تلك الطفلة وكانها جاءت من عالم اخر موازي لايشبه عالمهم ،الاطفال من حولها من اخوتها يتشبثون بكل ماتقول وهي تمتلك شخصية فريدة رغم صغر سنها ، تفوقت في دراستها وصارت احلامها تشبه القمر الذي تطل منه كل يوم على ليال عتمة ارادت ان تأد اخر افراح تلك العائلة الكبيرة ، بدأت « ميار « او « ضوء القمر « تكتب لنفسها مستقبلا يشبهها اما طبيبة او مضيفة طيران ، ورغم ان المهنتين لاتشبهان بعضهما لكنها تقول في الاولى ساعالج اهلى من امراض ستداهمهم في اية لحظة وفي الثانية ساخترق العالم بجولات ابحث عن كل جديد قد يزرع الفرح لهم .

تخطت اعوامها بسرعة وكبرت الصغيرة وصارت نبراسا لمن حولها وخصوصا اخوتها واهلها لم تقف عند طموح او امنية بل مضت تحقق الواحدة تلو الاخرى وكانها في سباق مع الزمن تريد كل الاشياء في كل الازمان في لحظة واحدة ،تفوقت وكتبت كل تاريخها بنفسها وكان ابواها سند لها لتمضي حيث تريد ويعلوا شأنها بين اقرانها ، تنبئ لها الكثير مع تفوقها بالحصول على اعلى الدرجات، لكنهافاقت كل التوقعات ومع الوقت رسمت خارطة ستكون وربما كانت .

« ضوء القمر « لم تستفق من احلامها لانها جعلتها واقعا ،لم تضع النقاط على الحروف بل كتبت جملا مفيدة وصفحات سيكون لاي قارئ الحق في ان يتخذ منها حلما يضاف الى احلامه وكيف له ان يسير لتحقيقها .

عندما همت بان تكون اسما لامعا في عالمها الذي سعت بجهد للوصول اليه كان ابواها يلوحون لها بانها انتصرت لهم وحقتت ما تمنوه فيها ، فرحت الصغيرة وكبرت وكانت في كل يوم تثبت انها استحقت الاسم الذي اطلق عليها معنى وشموخ ، كانت ومازالت ضوء» للقمر لكل من حولها ولمن يحتاج ضوء» في طريقه ليكون افضل .

مشاركة