ضرورة التخصص
إن من أسباب تقدم ورقي المجتمعات المتحضرة في الدول المتقدمة هو أعتمادها آليات وضوابط كفيلة بأن تجعل الطرق سالكة إلى ماتصبو إليه من أهداف وغايات ،،
ومن بين هذه الأليات المعتمدة آلية الكفاءة والمهنية والتخصص التي لها أرتباط وثيق بحياة وثقافة شعوب الدول المتقدمة.
لهذا نراها قد سبقت سبقاً بعيداً في جميع مناحي الحياة ، وبمقارنة بسيطة بخصوص الضابطة المعتمدة التي هي (وضع الرجل المناسب في المكان المناسب) بين دول العالم الأول وبين الدول النامية أو دول العالم الثالث نجد البون الشاسع من الفرق بين الحالين.
فلازالت الدول الأخيرة تتعثر في مسيرتها بخصوص تطبيق شعار المذكور ولازالت الطباع السائدة هي المتفوقة بهذا الإتجاه وهي تغليب المحاباة والعلاقات الشخصية والحزبية والمحسوبية لتولي المناصب والمهام.
وقد أتضح هذا جلياً في العراق الجديد بل وصل إلى أعلى قمته في ذلك بحيث تحول التخصص الواحد إلى عدة تخصصات فرجل الأعمار مثلاً بأمكانه إن يكون رجل النفط والنقل والمال و و و .
ومؤكد إن لكل مقدمات نتائج فالنتائج التي ترتبت على تلك المقدمات هو الحال الذي عليه العراق اليوم وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ….. والخ.
إن أحد مناشئ الفساد في الدولة العراقية هو أختيار أشخاص خارج المعايير السليمة من الأختصاص والكفاءة والمهنية ليشغلوا مسؤوليات ليست بحجم قدراتهم البسيطة وأمكانياتهم المحدودة ،
هذه الحالة أصبحت من نمط الحياة السياسية والعملية في المجتمع العراقي .
إن الإصلاح الحقيقي يتطلب وقف ألاساليب المتبناة في الوقت الحاضر وأبدالها بمعايير وأسس علمية مبنية على ثوابت معدة مسبقاً لبناء واقع أداري يشمل جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية التي طرأت عليها ألية ( الدمج ) وآثارها السلبية .
إن بيت القصيد في هذا الموضوع هو ألتزام الحكومة ألتزاما صارماً بأبعاد دور وتأثير الأحزاب والشخصيات المتنفذة بفسح المجال إمام الوصولين والمتسلقين الذين يدينون بالولاء والطاعة لهذه الأحزاب وتلك الشخصيات وأتاحة الفرصة لأصحاب الشأن والاختصاص ليتبنوا دورهم الفعال والمعهود لتغير الواقع المؤلم المشرئب بالفساد الولائي النامي بدون أي حساب أو عقاب كما يفترض إن يكون ما ذكرناه أخير تحت ظل الرقابة الحكومية أو البرلمانية والتي يفترض إن يراقبها الإعلام الحر الذي وجدناه له اليد الطولى في تقويم الأعوجاج والانحراف في الدولة والمجتمعات المتقدمة حتى وصل الأمر بأن يكون الإعلام هو الذي يبني ويقود في تلك الدول .
رسول مهدي الحلو