

بالم بيتش، فلوريدا (الولايات المتحدة), (أ ف ب) – أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين أن الولايات المتحدة استهدفت ودمّرت مرسى يُستخدم، بحسب قوله، لانطلاق قوارب تُهرَّب عبرها مخدرات من فنزويلا، في خطوة قد تُعدّ أول ضربة برّية ضمن الحملة العسكرية الأميركية في المنطقة.
ومنذ أشهر، تكثّف إدارة ترامب الضغوط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي تتّهمه بتزعّم شبكة واسعة للاتجار بالمخدرات، وأعلنت فرض “حظر كامل” على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات التي تبحر من فنزويلا أو تتوجه إليها.
ونفّذت القوات الأميركية منذ أيلول/سبتمبر حوالى ثلاثين ضربة في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ ضدّ زوارق تشتبه واشنطن بضلوعها في تهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل نحو 107 أشخاص.
وقال ترامب للصحافيين من منتجعه في مارالاغو حيث استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، “كان هناك انفجار كبير في منطقة المرسى حيث يحمّلون القوارب بالمخدّرات. لقد استهدفنا كل القوارب، ثم استهدفنا الموقع نفسه ولم يعد موجودا”.
وأضاف “كان الموقع على الساحل”، رافضا تحديد ما إذا كانت العملية عسكرية أم نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية، كما امتنع عن الكشف عن مكان الضربة.
ويتوعد ترامب منذ أسابيع بشن ضربات برية “قريبا” ضد كارتيلات المخدرات في أميركا اللاتينية، لكن أي هجوم لم يؤكد بعد.
وبحسب شبكة “سي إن إن” و صحيفة “نيويورك تايمز”، نفّذت الضربة بمسيّرة استهدفت رصيف إنزال معزول تستخدمه عصابة “ترين دي أراغوا” لتخزين المخدرات وتحميلها في زوارق بهدف تهريبها.
– لا ضحايا –
وذكرت الشبكة والصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على التطورات لم يُكشف عن هويتها، أنه لم يكن هناك أحد في الموقع وقت الضربة ولم تسقط بذلك أيّ ضحية، وأشارتا إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) هي التي نفذت العملية.
وأدلى ترامب بتصريحاته ردّا على أسئلة من صحافيين إثر تلميحه إلى مثل هذه الضربة في مقابلة بُثّت الجمعة.
وفي مقابلة مع الملياردير الداعم لترامب جون كاتسيماتيديس على إذاعة “دبليو إيه بي سي” في نيويورك، قال الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة دمّرت “منشأة كبيرة” لزوارق التهريب، وذلك خلال تطرّقه إلى حملته للضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وأضاف “لديهم مصنع كبير أو منشأة كبيرة.. من حيث تنطلق الزوارق” مضيفا “قبل ليلتين دمّرناها. وجّهنا لهم ضربة قوية جدا”، ما يدفع إلى الاعتقاد أن الضربة نفّذت في 24 كانون الأول/ديسمبر.
ولم يؤكد أي من البنتاغون والبيت الأبيض هذه التصريحات ردّا على اسئلة وكالة فرانس برس.
ولم يصدر أيّ تعليق رسمي عن الحكومة الفنزويلية في هذا الصدد.
وقد ترفع هذا الضربة من منسوب التوتّر العالي أصلا مع الرئيس نيكولاس مادورو الذي تسعى الولايات المتحدة إلى دفعه للاستقالة بممارسة ضغط عسكري في الكاريبي.
والاثنين، قال الجيش الأميركي إن شخصين قُتلا في ضربة استهدفت مركبا يشتبه في أنه كان يستخدم لتهريب المخدرات في شرق المحيط الهادئ.
وقالت القيادة الجنوبية الأميركية على إكس إن “الاستخبارات أكدت أن المركب كان يعبر طرقا معروف أنها تستخدم لتهريب المخدرات في شرق المحيط الهادئ وكان منخرطا في عمليات تهريب مخدرات”، مضيفة أن رجلين قُتلا.
ولم تقدّم الولايات المتحدة حتّى الساعة أي دليل يثبت أن الزوارق المستهدفة كانت تنقل مخدرات.
ونشرت واشنطن تعزيزات عسكرية كبيرة في الكاريبي.
وترى كراكاس أن إدارة ترامب تلجأ إلى اتهامات كاذبة بتهريب المخدرات سعيا إلى إسقاط مادورو والسيطرة على الموارد النفطية الكبيرة للبلاد.



















