صوت مكسور
علي مولود الطالبي
هذا أنتَ ….. ذلكَ النّهر الآخر لوطني
أنتَ وأنا في الغربةِ توأمان
تحملُ أجراسَ الموتِ منذُ ولدتَ ! ترفعُ للأطفال صولجان الفرات
كنتَ هنا … كنتَ شهيداً تنبضُ بين وجعي ووطني
وكنا معاً ….. وهذه جدران الغرفة تنطقُ باسمكَ المُضحّي
أينَ رحلتَ ؟ وتركتَ أهازيجَ الألمِ تراقصني في حلقة النّار !
أينَ رحلتَ يا بطل المنايا ؟
رائحةُ الموتِ في كلّ الجهات
صوتكَ في صلبِ ذاتي , تناديني … وعلى ضحكاتكَ أستيقظُ في الفراغِ
تملئ الذاكرةَ ؛ تملئ الرّوحَ الباكية ؛ وزفرات الكبد المحترقة
صديق الشهادة ….. رفيق التضحية
ذاكَ الرحيل جسدكَ وتلكَ النَفس ضوء يحومُ بين مدنكَ والعراق
أيها القابعُ تحتَ التراب على سنا الأرض …
لمَن تركتني ؟ وأنا ملتوي بين أنامل الوجع والتضحية
غرفتي مظلّلة بعدكَ بالسواد لا همس ليلي ولا ضحكات كنا نقاسمها
ولا كتاب يقتسم ذاكرتنا ….. ولا وطن كان يضم أحلامنا في روضة الشهداء
صراخٌ بين شفتيّ …
دموع تراودُ العينَ
وكلمات تقسو على القلب فتضيعُ كالخديعة !
في اغفاءة مني ألقاكَ والقلب يخطو بالكفن
شهيدٌ يطاردُ اللأمل في أرضٍ أخرى فينتهي الحلم جثة في وطني الجريح !
وأجلسُ هناكَ في زاوية الغرفة أنتظرُ …..
ومسامات الذاكرة ترتعشُ كلّما مرّ طيفكَ
في غيابكَ أحترقُ جداولَ دموع
لقد تأخرتَ … تأخرتَ عن الموعدِ والوحدة قاتلة والحدود أرصفة … آه ه ه
وأنا وأنتَ نختلفان في وهمِ الطريق !
في انكسارات العتمة … لا عبارات على جدران بيتنا
لا ناقوس ….. لا صوت يكسرُ صوتاً في الفرح
بقلمِ الفحم أرسمُ حكايةً جريحةً كانتَ هنا على حيطان الغرفة
شهيدنا، لمَن تركتَ الوطن ؟