صهيل الماء‬ – نصوص – ‮ ‬شادية السعيد

صهيل الماء – نصوص –  شادية السعيد

كانت النيران تتلظى في  جوف ذاك العربجي وهو يبصق في  وجه الحيوان الصغير الذي لايكل ولايمل من حمل الأثقال والأقوال والأفواج الغفيرة التي  شاء القدر أن يكون هذا الحمار هو الموصل الوحيد لمن يسكن في  الأطراف البعيدة من قرية – الصياد – والقناص – رغم وعورة الطريق ووحشة الليل يوجد صالون للحلاقة بمثابة مركز تجميل للصغير والكبير وحبذا يوم العيد يتطاير الشعر على جدران القرية فهذا بارع في  دهن الوجه ببعض الكريمات وتلميع الشعر بالزيوت والشامبو – هذا حال – سيد – الحلاق في  كل عيد يظل واقفا للصباح ينتظر عبور العصافير على ندى الجسر الكبير التي  تجلس عليه – فادية – بعد الخروج من صلاة العيد تلعب وتمرح مع البنات فهي  مراهقة في  قلب طفل وديع تأتي  كالفراشة وتلقى نفسها في  حضن الرياح لكي  تطرز ثوبها الساتان برائحة البرتقال يالها من فتاة تراقص حبات التفاح على الشجر كأنما دثارها الورد بخيوط من الفل نعم أنها النقاء في  وضح النهار– مازالت النار تشكو الحب في  قلب العربجى والغيرة تاكل قلبه فهو عاشق يحمل في  قلبه غيرة حمقاء لسيد الحلاق فهما أصدقاء كلا منهما خيبر في  دفن الأسرار وكلا منهما لا يأسف على الكذب أبدا رغم أن الحلاق يهرول ألى تغسيل الأموات ويحمل الطيب والكفن أيضا يقوم بتزين العريس في  حفل الزفاف وأيضا العربجي يحمل النعش ألى المدافن أيضا يقوم بزف الأثاث وتوصيل العريس ألى الحياة الجديدة مفارفات من الزمن وذاك الحمار ينظر على طباع البشر فهل هو حقا بل قلب لايحس لكنه يرى ويسمع ويحفظ الطريق بدون أى اشارة يعرف الوصف لايفعل شيئاً غير النهيق – عند رؤية الشيطان – وكلاهما رغم الحب أرواح للشر والحسد أم الوصول ألى الحب أو أرقة الدماء وغرس العار بالجسد – وهاهي  – فادية- تحمل سلال التوت وترمى حبات الشوق الى فروع الرمان كم هي  سعيدة وهي  تراقب مراكب الصيد من بعيد فهي  تعشق الحياة تتذوق طعم السعادة من شفاه العسل وتملا صدرها رائحة الغابات الندية كم رائع أن تكون هذا القرية بها حزن وضغف وهزيمة ونصر وبعض من قصص الحواديت عن الغول وأشباح الجن ولكن غدر البشر أفظع من فعل الأساطير – لم تهدأ شمس ذاك اليوم العتيق بعد أن لمح العربجي الحب في  عين سيد الحلاق – تقدم قائلاً ياصديقى لا أكذب عليك فعذرا هذه المرة أن أولى بها منك أمسك الحلاق موس حلاقة بارداً وقال دمى مولع ولست بارد أم الحب أو أن تفارق هي  الحياة – غيرتي سوادء – أغار من قوائم السرير الذي  تنام عليه أغار من الناموس الذي  يلدغ جسدها من الثياب التي  تلمس صدرها لابد أن أكون أول رجل يشق عنها ذلك الجلباب – ضحك العربجي وقال أتظن اني  حمار لن أسمح لك بذلك وأن كان لها الخيار سابقض روحك وروحها وينتهي  نهيق ذاك الحمار – أجتمع الغدر في  شوال من الفول بعد أن فرغ الحمار من التهام وجبة المساء تم سماع زعاريد في  بيت صاحبة الدلال لقد تم خطبتها ألى أبن عمها وهي  في  قمة النشوة والفرح لم تتوقع أن السوء كامن في  شوال فراغ من علف الحيوان وعقد كلاهما العزم على الأنتقام من وهم الحب الذي  طوق الرأس بالهذيان كلهما عيناه مملؤتان بالشرسة ووقع كلاهما عقد على خطف الفتاة والاختلاء بها في  قرية القناص والصياد فهي  قرية خالية من السكان لاياتى الناس أليها الأ في  مواسم صيد الطيور ومن هنا جاء أسم القرية لانها تشتهر بالصيد في  داخل النهر يوجد قارب من أجل الصيد في  وسط الماء – وعاد كلاهما يقرض أظافره من الغيظ وفي  يوم عرس الفتاة تم وضعها داخل شوال فارغ على أنها علف للحيوان فهي  خديعة بعيدة كل البعد عن الرجل الشريف وذهب العربجى ومعه الحلاق والشوال وبها- فادية – حقا حمير تحتاج الى الغذاء وتم أنزال الشوال من على ظهر الحمار وهنا تعالى صراخ العربجى ساموت من الشوق ياصديقى هي  ليأنا الأول ولاتتدخل في  قرارى لا أريد أن أفقدك أنا أحبها لا أحبك ولن تقربها لن أسمح لك ستكون زوجتي بعد أن تجلب لاهلها العار ساتزوجها – أنصرف الأن تعرف اني  قناص ماهر سوف أسدد هذا السيخ في  صدرك وظل يزعق أنها لي- لي فلا تتقرب – وعاد الحلاق يرقص وينزع ملابسه قطعة قطعة – وقال له أثرت غيظي حقا – فأنا أيضا صياد بارع في  القتل – أنها- فادية – وجه الملاح أنا أحق أن أتقدم قبل منك وأجلب لها العار أنا أشتهي  كل جزء فيها أحسن لك لا تتقدم ستكون أول تابوت في  مدن الأشباح وأحتدمت المعركة بينهما وأقتربا من النهر وصوب الحلاق المسدس في  صدر العربجي والأخر أدخل السيخ في  رأس الحلاق وتلاشت الجثث بالماء وظلت الافاعى تتغذى على رؤس البغاء فلم يبق لهما أثر في  هذه الغابة الموحشة ذابت الأحقاد بالملح والحمار يصهل كالموج من الجوع فاقرض بانيابه الحبل الموثق بها الشوال وخرجت الفتاة تقبل وجه الحمار الذي  يعرف الطريق جيدا وعاد بها ألى الفرح من جديد والعناق والقبلات تطوق الحمار من كل جانب وجناح الافاعي مازال يلوث وجه الماء بحماقة الاصدقاء فلاكذب دام ولاصدق أشفق عليهما من غدر الأفعال وغابت الدماء تلوث وجه الماء.