

واشنطن (الولايات المتحدة) (أ ف ب) – لا يشغل جاريد كوشنر أي منصب رسمي في الإدارة الأميركية، إلا أنه صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما جعله يضطلع بمهمات بالغة الأهمية، من مفاوضات غزة وأوكرانيا، إلى صفقة تجارية كبرى في الآونة الأخيرة.
وبالإضافة إلى الدور الدبلوماسي المحوري في المفاوضات حول غزة وأوكرانيا، انخرط جاريد كوشنر زوج إيفانكا الابنة البكر لترامب وابن السفير الأميركي الحالي في فرنسا هذا الأسبوع بواسطة صندوقه الاستثماري “أفينيتي بارتنرز” في صفقة شراء “باراماونت سكايدانس” لتكتّل “وارنر بروس ديسكافيري”.
وبعد خسارة ترامب في انتخابات 2020 الرئاسية في وجه جو بايدن، أسّس جاريد كوشنر (44 عاما) مجموعة الاستثمار “أفينيتي بارتنرز” المموّلة الى حدّ كبير من السعودية. وبات من أصحاب المليارات بحسب مجلّة “فوربز”.
وفي أيلول/سبتمبر، اشترت شركته في مقابل 55 مليار دولار “إلكترونيك آرتس”، أحد أكبر مطوّري ألعاب الفيديو الأميركيين، إلى جانب صندوق الاستثمارات العامة السعودي وصندوق الاستثمارات الأميركي “سيلفر لايك”.
فهل من تضارب مصالح محتمل بين مهامه العامة وتلك الخاصة؟ ينفي جاريد كوشنر أيّ تضارب للمصالح بين المجالين، في حين تعتبر المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت السؤال “تافها بالفعل”.
– “خبرة قيّمة” –
بحسب البيت الأبيض، يقدّم كوشنر “خبرة قيّمة” لطاقمه حتّى لو أنه “مستشار غير رسمي وغير مدفوع الأجر”.
وقالت المتحدثة المعاونة باسم البيت الأبيض آنا كيلي في تصريحات لوكالة فرانس برس إن “الرئيس ترامب معه فرد من العائلة يثق به ومستشار ماهر في شخص جاريد كوشنر”.
فترامب ومبعوثه الخاص الكثير التنقّل ستيف ويتكوف “غالبا ما يستشيران كوشنر نظرا لخبرته في المفاوضات المعقّدة ولا يبخل كوشنر عليهما بالنصائح مقدّما خبرته القيّمة عند الطلب”، بحسب كيلي.
وخلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب، شارك كوشنر في مفاوضات الاتفاقات الابراهامية التي أبرمت في أيلول/سبتمبر 2020 وأدّت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات فالبحرين والمغرب والسودان.
وخلال تلك الفترة، نسج كونشر اليهودي الديانة علاقات وطيدة مع دول خليجية مثل السعودية.
ولجأ الرئيس الأميركي إلى صهره في مساعيه للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وأوفده ترامب مع ويتكوف للتفاوض مع المسؤولين الإسرائيليين وقيادة حماس والجهات الفاعلة في الشرق الأوسط. وبعد الاتفاق المبرم بشأن غزة، أكّد كونشر أن دوره كان موقتا قائلا على سبيل المزاح إنه يخشى من أن تغيّر إيفانكا مفاتيح الفيلا في فلوريدا وتمنعه من العودة إلى البيت إذا ما تغيّب عنه لفترة طويلة.
لكن في الشهر التالي، سافر إلى موسكو مع يتكوف للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال كبير مستشاري الكرملين يوري أوشاكوف إن كوشنر “كان ذا فائدة كبيرة”.
– صفقة تجارية ذات طابع سياسي –
وعاد كوشنر ومصالحه التجارية إلى صدارة الأخبار هذا الأسبوع عندما تبيّن أن “أفينيتي بارتنرز” كانت من المستثمرين الذين دعموا “باراماونت” بمواجهة “نتفليكس” لشراء “وارنر بروس”.
وأضفت التطوّرات طابعا سياسيا على القضية، فإذا ما تمّت الصفقة، قد تتملّك عائلة ترامب جزئيا “سي ان ان”، وهي القناة الإخبارية التي يمقتها الرئيس الأميركي.
ويثير صندوق “أفينيتي” تساؤلات كثيرة.
فقد استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي ملياري دولار في “أفينيتي” سنة 2022، بحسب “نيويورك تايمز”.
وفي 2024، قدّم جهاز قطر للاستثمار مع شركة لونيت التي مقرّها أبوظبي 1,5 مليار ولار، بحسب ما كشف كوشنر في بودكاست العام الماضي.
وباتت مؤسسته تدير 5,4 مليارات دولار، وفق بيان صدر في أيلول/سبتمبر.
وقبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أطلقت لجنة المال في مجلس الشيوخ الأميركي تحقيقا العام الماضي طال “أفينيتي”. وخلال ثلاث سنوات، جنت شركة كوشنر 157 مليون دولار من زبائن أجانب، بينها مبلغ 87 مليونا يأتي مباشرة من الحكومة السعودية من دون عائدات على الاستثمار للزبائن، بحسب السناتور الديموقراطي رون وايدن الذي أشار إلى “التبعية الكاملة لأفينيتي إزاء حفنة قليلة من المستثمرين الحكوميين الأجانب”.
وقال جاريد كوشنر في تصريحات أدلى بها مؤخّرا لقناة “سي بي اس” إن “ما يسمّيه الناس تضاربا في المصالح، أسمّيه وستيف (ويتكوف) خبرة وعلاقات ثقة”.















