سمير عبدالله الصائغ
فجراً .. نغدو إلي الشمال
عائلتنا الصغيرة
أبوان .. أخ .. والأختان
في سيارة الهلمن لونها كوكوختي
كوكوختي
تسير الهويني تخفف الوطءَ
عن حجرِ الطريق
يا وداعتها .. أجماداً كانت !؟
لا وكلّ الحقِّ
أوَ لوْ كانتْ !؟
فحتي الجمادات المتحركات
كانت رهيفةً .. في الخمسينات
وأنا أحتلُّ المقعد الأمامي
جوار أبي الماسك مقودها
أجلس كالصغار الكبار
وإذْ نغذُّ السير تلُوحين
صندور .. رائحة ماضٍ لن تحيا الروح الطفلة
إلا برياها .
البارحة في طريقي إلي البريد
حلّقتِ صورةً في كياني ( قبل ودفيئة عبد الله ..)
أحاول إعادة التركيب
لا جدوي كنت وقفت في الشارع
ودونت تلك الرؤي .
يا أياماً مررتُ عليْكُنَّ .. أم طويتموني
تحت رائحة تلك الكبرة .. يا للعبق
أمضي بتلكما القدمين الصغيرتين
يكاد القلب يتكيء علي رفيف الغُصيناتِ
والعائلة .. الحبيبة .. الحميمة .. كطوقٍ من الماس
والبريهات تحبِسُ أنفاسها
علي الجَذَلِ يا غيمةً في الصّيف
يا سلالَ التين المجدولات
يا ضفاف اللوز الهنيِّ بدرهم .. سلّة العنب
صندور يا مرتع كل الصفاءات
صندور .. يا واسطة الدرب .. بين البيت الموصل
ونهايات القمم .. يا محطّاً إلي بلورة المصايف
يا موئلا .. يا هوي .. يا قلباً .. واحرّ ذكري
سواقيك الساذجات للربع انغمرُ فيهنّ
تدغدغ أصابع الأقدام تلك السميكات
أهمرُ الدّمع الآن علي تلك الأويقات
لن يجديك علاء الدين فرك كل المصابيح
كلّ خواتيم سليمان
لن تعيد أصياف الخمسينات
ماذا .. !؟ لن تعيد لمحة من ذاك الزمان
ودفيئة عبد الله صاحب الكبرة
تفوح فيها أطايب الرز العنبري
والشاي المطبوخ علي الفحم
ونحن وأهله كالأهل
نروح ويغدون
بكل الطيبة بلا كلٍّ
وحين يحينُ الحينُ
تردّد أصداؤك يا صندور
كلمات عبد الله وذوي قرباه خُداحافيز
وتردد روحي اللهفي
خُداحافيز
محال !؟