صراخ من وطن مسروق

صراخ من وطن مسروق

كنا …فأصبحنا…ومتى نكون..

غمامة سوداء تم صنع مكوناتها واجري طبخها في عواصم العالم والمنطقة بين دول ضاهرا اعداء وباطنا يلتقون لكل منهم هدفه ..

الجميع ارادوا من هذه الارض المباركة وهذا الشعب العظيم ارادوا لهم التمزيق والدمار منهم لغرض ثأري والاخر للهيمنة والسيطرة على الثروات واخر لضمان بقاء دويلة صنعوها في قلب الامة وبعد ان هيأوا هذه الطبخة.

كان في نفس الوقت يهيأون ادوات التنفيذ من حثالات وازبال وصعاليك يحملون اسما (جنسية العراق) وهذا ماسهل عملية التدمير والفساد حيث هناك قول للامام علي عليه السلام عندما سأل (ماهو الذي يفسد امر القوم).. قال:

 ثلاثة وثلاث .. وضع الصغير مكان الكبير .. وضع الجاهل مكان العالم.. وضع التابع في القيادة ..

وفعلا هذا مافعله المحتل في تشكيل سلطة القرار ..فكنا يحسب العدو لنا الف حساب واذا انتخينا او مس احدنا الظيم جرت جحافل اخوته لنصرته فصرخة النعمان بن المنذر بوجه غطرسة الفرس عندما ارادوا اذلال المرأة العربية فذاقوا على يد الرجال انكسارا في ذي قار حظي بمباركة الرسول الاعظم (ص) في بداية الرسالة الاسلامية ..

ولكن اصبحنا الان صم بكماً من خلال من تسلط علينا فالنساء العراقيات سبايا لدى مجرمي داعش يباعن عبيدا في الاسواق وحدودنا مفتوحة لما هب ودَب يسرحون ويمرحون ولايوجد من يقول لهم من انتم ..

كنا تحت حماية جيش جرار تجرع اعداؤنا السم عندما ارادوا مجابهته فاصبحنا نتوسل بأعداء الامس ان يأتوا ليدافعوا عن ارض العراق ومقاتلة الارهاب..

كنا يدا واحدة وصوتاً واحداً  نشترك في المعارك الدفاعية  ضد من يريد الاذى لشعبنا ووطننا فاصبحنا احدنا يقتل الاخر على الهوية والبعض منا نزع ولائه للوطن وباعه الى من كان سببا في قتل اخيه ..

كنا بلد الحضارات نرفد الامم بعلمنا وادبنا وكانت معالمنا جزءا من عجائب الدنيا السبع .

فاصبحنا نرى صامتين على هدم تلك الرموز الحضارية من قــــلع ومساجد وكنائس واديرة بل حتى الامم المتحده شطبت بعض معالمنا كأرث حضاري .

كنا نعلق اوسمة الشجاعة والشهامة على صدور الابناء الذين دافعوا عن حرائر العراق وجعلنا لمن استشهد منهم نصبا تذكارية كي لاتنسى مواقفهم الشجاعة واصبحنا نهدم تلك المعالم ونمسح تاريخ هؤلاء الابطال بل اكثر من ذلك (يكرم من هرب ايام الحرب الدفاعية من الخدمة ويكون الان اما وزيرا او قائدا عسكريا او سفيرا او غير ذلك) ..

كنا نرعى الادب والادباء والعلم والعلماء وتعطى لهم امتيازات الكفاءة من اجل بناء البلد وتطوير الجوانب الادبية والثقافية فكانت مهرجانات ( ابي تمام..المتنبي.. مهرجان المربد.. مهرجان بابل ) بل كان هناك مراكز للفنون التشكيلية والمسرحية فكان المسرح العراقي زاخرا بانتاجه الهادف ..

كانت لدينا خططا للبناء كالخطط الخمسية او لعشر سنوات او خططا ستراتيجية على الامد البعيد وفق موازنات دقيقة فاصبحنا دولة بلا ميزانية ولاحسابات ختامية ( نعامة بلا ريش ).. وصندوق تودع به مبالغ بيع النفط يسحب ما يشاء كل من تسيل لعابه على الدينار ..

هذا قلــــيل من كثير قد لاتستوعبه مجلدات وكما ذكرنـــــا مسببات ذلك والان اذا اردنا ان نكون كما كنا دولة يحترمها العالم ويسود الامن والامان في ربوع هذا البلد والذي فيه الان يتجول الموت بانواعه في شوارع وازقة العراق علينا ان ننهض وننتفض ليــس بطريقة العنف انما بطريقة العقل والفكر الناضج.

قاسم حمزة

مشاركة