
صدى الجمعة… بين إرث الشهادة ومنهج الإصلاح – علي حربوش المسعودي
منذ أن ارتفع صوت السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله تعالى عليه في محراب الجمعة، لم يعد هذا اليوم مجرد طقس ديني، بل تحوّل إلى صرخة وجودية تهزّ الضمير وتفضح الظلم. كانت صلاة الجمعة مدرسةً للوعي، ومنبراً للكرامة، وميداناً لمواجهة الطغيان، حتى غدت رمزاً خالداً في ذاكرة العراقيين. ذلك الصوت الذي دوّى في القلوب لم ينطفئ برحيل صاحبه، بل بقي يتردّد بين الناس، يذكّرهم أن الحرية لا تُستجدى، وأن الإصلاح لا يُمنح من فوق، بل يُصنع من تحت، من إرادة الجماهير. واليوم، يقولون إن السيد مقتدى الصدر «يدّعي الإصلاح»، لكن الحقيقة أعمق من ذلك. إن مقتدى هو أساس الإصلاح، لأنه وريث صرخة الجمعة، وحامل أمانة الشهادة، وصدى ذلك الصوت الذي لم يخفت. الإصلاح عنده ليس شعاراً يُرفع، بل موقفاً يُعاش، ومسؤولية تُحمَل، ومنهجاً يُترجم في مواجهة الفساد والذل. إن الجمعة التي خلدها الشهيد الصدر، تحولت في حاضرنا إلى بوصلة يوجّهها السيد مقتدى، لتبقى الصرخة حيّة، ولتبقى الضمائر أمام امتحان دائم: هل تختار أن تتلعثم أمام الحق، أم أن تصرخ معه في وجه الباطل؟

















