شهيد ينال شهادة الدكتوراه برصاصة داعشي

شهيد ينال شهادة الدكتوراه برصاصة داعشي

منذ نعومة اظفاره وهو مولع بالتالق وطامح للتفوق ميدانه طلب العلم وهدفه خدمة المتعلمين لم يدخر جهد طيلة حياته كي ينعم برضا والديه ويكسب اعجاب اصدقاءه ,فهو يضع للتحدي  اولوية في قاموسه اليومي كي يحقق ما يصبو اليه من اقتناء الشهادات والالقاب العلمية عندما اعتكف على دروسه وجد واجتهد بعد ان التحق في مدرسة المروءة الابتدائية ثم المروءة الثانوية في الساحل الايسر بمدينة الموصل وهو الطالب ( يوسف فندي احمد الجبوري) من مواليد 1985 في 25/11  هذا الشاب الموصلي كان يقضي الليل بالنهار في الدراسة وهو يتطلع لهدفه المنشود في تحقيق لقب الدكتوراه من جامعة الموصل وسط دعاء والديه ورعايتهم له كي يحقق امله الذي ترك من اجله الكثير الكثير حتى نال البكلوريوس ولم يتوقف عند هذا الحد كما فعل غيره لكنه واصل المسير واختراق الحواجز والمعوقات وسط اعجاب اساتذته وزملاءه قدم اوراقه للتعيين لكن لم يحالفه الحظ ولم يمنعه ذلك من مواصلة المسير نحو الشهادة العليا التي كان تنتظرها وهو يسير نحوها بخطى سريعة ,فقدم على الماجستير برسالة في التاريخ الاسلامي وقدمها لجامعة الموصل كليةالاداب قسم التاريخ وقد نالها بتفوق كبير بشهادة اساتذته في الجامعة لكن يوسف مازال يتطلع للشهادة العليا ولم يكتفي بالماجستير او ياخذ قسطا من الراحة او الاستراحة  بعد ان شد العزم والاصرار على قطع المشوار الذي يعيش في قلبه وعقله وينتظر الساعة التي يقول لوالديه انا الدكتور يوسف وهو ينتظر الساعة التي ينحني فيها لامه وابيه متبركا بهم حاملا لهم البشارة الكبرى كي يتبختر اكثر (بروب الشهادة العليا ) بعد ان اشترى القماش وفصله على مقاسه وطرزه بالعلم العراقي وهو ينتظر طرح بحثه الممييز والنادر لنيل شهادة الدكتوراه الموسوم ’’ إتجاهات الإستشراق الاكاديمي البريطاني في الدراسات العربية الاسلامية : مجلة مدرسة الدراسات الشرقية والافريقية , جامعة لندن انموذجا ’’ ولاهمية وصعوبة البحث بذل الطالب يوسف اقصى الجهود بعد ان اختار اصعب المواضيع لانه يعرف امكانياته وقدراته في هذا الطرح وسط تشجيع ودعم اساتذته في الجامعة وبعد عناء طويل استطاع استكمال اجزاء كبيرة من اطروحته للدكتوراه لكن كان القدر ينتظر الموصل الحدباء لتختطفها ايادي الشر والتكفير لتقع اسيرة بيد الاهاب الداعشي فتؤجل معها حلم يوسف بنيل الشهادة العليا لكنها لم تمنعه من المراجعة والبحث والتعمق بالبحث لتكون اكثر رصانة وقوة هكذا هو يوسف عازم على تحقيق هدفه مهما كانت الظروف والتحديات وهكذا مرت الايام والاشهر على يوسف وهو ينتظر فرصة الخلاص من داعش كي يقدم اطروحته لنيل الشهادة العليا وهو منهمك في المراجعة والتدقيق ومنطقته.

شح مياه

ومنزله يعاني من شحة مياه الشرب مع وجود العشرات من القناصة الدواعش فوق البنايات وقرر ان يجلب الماء لاهله غير آبه بالمخاطر فخرج يوسف يحمل الدلو لجلب الماء كي يعود مسرعا لاكمال اجزاء اطروحته لنيل الشهادة العليا وهو لا يعلم ماذا ينتظره وماذا يخبىء له القدر الذي عجل بمنحه الشهادة العليا عندما استهدف راسه قناص داعشي لم يمهله كي ينال الشهادة التي كان ينتظرها فيسقط يوسف مضرجا بدمه وسط صيحات اخيه مدين الذي كان ينتظره عند الباب لتبقى اوراق الاطروحة رهينة حالها حال الموصل الابية تنتظر الغيارى الشرفاء لتحريرها من اسرها وتاجل حلم يوسف في لبس روب الدكتوراه وقطف الشهادة العليا ومرت الايام والشهور وعائلة يوسف في لوعة المصاب مع قصة يوسف التي لم تكتمل حتى تحررت الموصل وعادة الحياة اليها من جديد وعاودت جامعة الموصل في نفض غبار اللوعة والاسى بفقد الاعزاء والاحباب وتعاود مناقشة الاطروحات من جديد فقررت العودة لاطروحة يوسف الشهيد وتعيد له آماله في نيل الدكتوراه كانه حاضر وموجود فقرر استاذه المشرف على اطروحته و مراحل البحث وحجم الانجاز فوجدها اطروحة متكاملة بعد ان قلب اوراقها وتحقق من محتواها واراد ان يتاكد بنفسه من صحة المعلومات فسافر الى لندن كي يطابق ابواب البحث مع واقع المعهد الاكاديمي في لندن فوجده كما يصوره يوسف ويستعرضه في بحثه على الرغم من عدم زيارته للمعهد وهنا قرر طرح البحث للمناقشة بالنيابة عن يوسف الشهيد فتم احضار (روب المناقشة) والوشاح العراقي وحضر الاساتذة وحضر والد ووالدة الشهيد يوسف واسرته في جامعة الموصل وكان انفاس يوسف تنفست من جديد ليعاد مناقشة الاطروحة وسط اعجاب الحضور برصانتها ومقدار التعب والعناء الذي بذله يوسف الشهيد في اكمال اجزاءها لتحصل على درجة امتياز ويحصل الدكتور يوسف فندي على اللقب الذي كان يتمناه في حياته فعم القاعة التصفيق الشديد عندما اناب الاستاذ  الدكتور ( ناصر عبد الرزاق الملا) عضو لجنة المناقشة والمشرف على الاطروحة في اجواء سادها الحزن والاسى في بادرة من جامعة الموصل للوفاء للشهيد النجيب وتحقيقاَ لحلمه وحلم ذويه بالحصول على شهادة الدكتوراه وحرص الجامعة على متابعة إنجازات طلبتها العلمية وتحقيق احلامهم حتى وان خطفتها يد المنون.. الرحمة والغفران للشهيد النجيب يوسف الدكتور

{  حامد الزيادي.. السماوة

مشاركة