شماعة الخسارات – اكرام زين العابدين

شماعة الخسارات – اكرام زين العابدين

اغلب العاملين في الرياضة بالعراق لا يفرقون بين التنافس الحقيقي من اجل تحقيق الفوز ، ويتجاهلون ان الخسارة بالمنافسات أمر طبيعي ، وان الروح الرياضية تعني انك تفرح وتحزن وان لا تخرج عن المألوف والضوابط وتلقي باللوم على الآخرين وتعلق الخسارات على شماعات التحكيم والمجاملات لكي تبرر فشلك المتواصل.

عشنا ومازلنا فترة من عدم الاستقرار الرياضي ، وان البعض يحاول ان لا يلتزم في الضوابط والشروط التي وضعها هو وأوهم الآخرين بامكانية تطبيقها على ارض الواقع بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي ستواججه لضيق الوقت.

شهدت الاشهر الماضية انطلاق منافسات دوري نجوم العراق التي تنظم برعاية واشراف (الليغا الاسبانية) ، لكن الظاهر اننا نكذب على انفسنا وعلى الجمهور الرياضي ، لان رابطة الدوري الاسباني لديها تقاليد عريقة لا يمكن تجاوزها ومنها ايقاف او تأجيل المباريات بسبب المشاركة في بطولة ودية خارج ايام (الفيفا دي)، لان هذه المشاركات قد تتسبب في عرقلة وارباك المسابقة التي قد تستمر لاشهر طويلة وهذا غير موجود في اجندات الكرة الاوروبية والعالمية.

اما الدوريات العربية الخليجية فانها تضم فرق بعدد قليل بمسابقاتها ، وبأمكانها ان تنهي مسابقاتها المحلية مبكراً لانها تنطلق اصلاً بوقت مبكر ولن تؤثر المشاركة بالبطولات العربية عليها ، او ان بعضها قد تستمر وتتواصل بالرغم من مشاركتها بالبطولات الخارجية خارج اجندات الفيفا .

دورينا انطلق في شهر ايلول الماضي لكنه توقف بعد 7 جولات لمرات عديدة بسبب اجندات الفيفا والمشاركة في الملحق الآسيوي في الشهر الماضي ، ودخل المنتخب من جديد في منافسات بطولة كأس العرب في الدوحة منذ بداية الشهر الحالي ، علما ان هذه البطولة الودية قد تسهم في انعاش ميزانية الاتحاد المالية ، بالاضافة الى انها فرصة من اجل السفر والسياحة لعدد غير قليل من اعضائه.

في المقابل فان بطولة العرب تسببت في تأخر مباريات الدوري المحلي وتاثيرها على اجندات المدربين المحبطين، لانهم صرحوا اكثر من مرة بان فرقهم باتت تعاني من عدم الاستقرار التدريبي والفني نتيجة التوقفات المستمرة للدوري ، مما يؤثر على اعداد الفريق واللاعب وعدم وصوله الى الجاهزية المطلوبة ، وكذلك عدم ايفاء ادارات الاندية بالتزاماتها المالية لان المباريات متوقفة.

كنا نشكل على ادارات الاتحادات الماضية بانها لا تلتزم بالمواعيد وبالعهود التي تقطعها بشان اكمال الدوري العراقي في موعده المقرر لكثرة التاجيلات لاسباب مختلفة، اليوم بتنا نترحم على الادارات السابقة ، لان ادارة الاتحاد الحالية اطلقت مشروع وهمي وصرفت ملائيين الدولارات على عقد مع الاسبان ، لكن مرض التأجيلات استمر ولم نجد له الحلول ، ان البعض يصر على عدم تقليص اعداد الاندية المشاركة بالدوري العراقي لانها تمثل اصوات انتخابية لهم.

واثبتت المشاركات الخارجية ضعف المنتخبات العراقية مقارنة بالمنتخبات المشاركة الاخرى ، بالرغم من محاولات تجميل صورة هذه المنتخبات ومدربيها بشكل غير مقبول وتهويل بعض الحالات الايجابية فيها ، علماً ان النتيجة النهائية لا تصب في مصلحة الكرة والرياضة العراقية التي لا تملك اي حضور في عالم الاحتراف العالمي.

منتخبنا الوطني خرج من كأس العرب بعد ان حقق انتصارين وخسارتين في ظروف غير اعتيادية ومعروفة ، وتحقق الهدف من المشاركة بعد اكتشاف اسماء جديدة ستضاف الى قائمة الاسود استعداداً للملحق العالمي. اما منتخبنا الاولمبي فانه هو الآخر لم تكن لا بداياته ولا نهايته جيدة ، بعد ان خسر امام اليمن والسعودية في النهائي ، وفاز على عمان والامارات وقطر ، وان هذه المباريات التجريــــــبية كانت فرصـــــة امام الملاك التدريبي لتصحيح الاخطاء الفنية وابعاد من لا يصلحون للاستمرار مع الفريق الذي تنـــــــتظره مشاركة في النهائيات التي ستجري بالسعودية خلال الفترة المقبلة.