شكيب كاظم .. و (الزمان) الجامعة – سعدون جواد
اكتب في الرياضة، ولا اتطفل على غيرها، وان حصل، فخاطرة في صفحة ادب الشباب، في صحيفة ستينية، لم يخدعني نشرها، وغيرها، وهن قليلات، ان ارتحل الى عالم الادب، وهكذا سار قدري مع الكتابة الرياضية، والحمد لله على هذا القدر المحبب الرحيم.
فلتسمح لي (الزمان) الجامعة، وهنا ازعم ان من الحيف ان استمر بتسمية (مدرسة الزمان) التي طالما تغنيت بأسمها وتشرفت بالعمل في رياضتها لسنوات خلت، اذ اصبحت جامعة بحق، وليسمح لي الصديق الدكتور احمد عبد المجيد، ان اكتب ما اراه انصافا لرجل، يعمل في الزمان، وعنها ايضا، ولا اتحرج من (شبهة) مديح قد يغمز من قناته عند بعضهم، تلحق بي، فالزمان… الزمان، والرجل يستحق.
في اصبوحة ثقافية، في جمعة المتنبي الماضية، وجدته بين الحاضرين يجلس بتواضع، كعادته، شكيب كاظم، الاديب والباحث والكاتب الناقد، في الثقافة والفكر والتاريخ واللغة والتراث، المتخلق بأخلاق العلماء، نعم العلماء، وهو يستحق، في التسمية والاشادة، وقد اهداني، بعد حديث قصير كتابه الاخير (قد كان ما كان في النقاش والرأي) بأهداء (الى الصديق الصحفي البارع)، فقلت في نفسي، انظر الى هذا الرجل البارع بحق، متعدد المواهب، صاحب الكتب الـ 17 القيمة، والناشر لا كثر من الف مقالة ودراسة في امهات الصحف العراقية والعربية، ينعت العبد الفقير لله، المتواضع النتاج، بالبارع، اي تواضع هذا عندهذا الرجل؟ وتذكرت في الحال مرة خاطبني بكتاب شكر وتقدير وجهه لي الصحفي البارز والكبير، وصاحب التأريخ المضيء في المهنة، احمد عبد المجيد، اذ دبج عبارة (الى الكاتب اللامع)، وهو اللامع بحق، هي مواقف يسجلها الكبار في التواضع.. سمة الكبار فقط.
تعرفت على شكيب كاظم، في مؤسسة الزمان الرائدة، الجامعة للاطياف والاتجاهات والرجال والكفاءات ومذاهب الادب والسياسة والفن، واحة الحرية الفكرية، والاقلام الرفيعة، صديقة الجميع الاثيرة، وهو يصحح لنا، الخطأ الشائع، في الكتابة اليومية، ويفهمنا الصائب بصبر واناة، يحتوي اعتراضات لنا، مبعثها (غرور) السنوات الطوال التي قضيناها في بلاط صاحبة الجلالة،ولم نلمس عنده (عنجهية) بعض الكتاب واللغويين،الذين لو مس احد لهم طرفا، في هذا الشأن، لاقاموا الدنيا ولم يقعدوها!
شكيب كاظم في كتابه(قد كان ما كان في النقاش والرأي)،وهنا لست بالناقد المختص، يصحبنا في سياحة قراءة شيقة،تنوعت بين النقد،بأصوله الرصينة،والتاريخ المشذب،مما علق به من شوائب،وعرض لامكنة نتشوق لزيارتها، ومناقشة تذكرنا بما قرأناه عن مجالس العلماء والادباء ايام زمان، وتصويب ل(معلومة) خاطئة، وان ظلت لعقود من الزمن سائدة، بأسانيد مقنعة وبتجرد، وهو يخوض في اللغة بشفافية، لا يعسرها على القارىء، وفي المواضيع الدينية بنفس جامع غير مفرق، مثلما ينقب في التراث بحثا عن الدرر والنفائس.
شكيب كاظم ناقد للقصة والرواية، في بعض كتبه، له اهتمامات اخرى في علوم القراءات القرأنية، و قد اصدر كتابا فيها، مثلما له مباحث في الاحاديث التراثية، وهو متنوع الاهتمامات،وقد اجاد فيها بحسب من قرأ له وعرض لكتبه ونشر له في الوسط الثقافي، وقد احتفت به الزمان اكثر من مرة في منهج اختطته لنفسها بالاحتفاء بالكتب والكتاب،مثلما اسست لتقاليد صحفية رائدة كثيرة.