شكوى – طالب سعدون

نبض القلم

شكوى – طالب سعدون

عادت الشكوى من جديد من الكهرباء هذه الايام من تموز .. كما هي في كل عام على مدى عشرين عاما مضت ..

هذا هو موسم الشكوى والكتابة عن الكهرباء لكنها لم تجد نفعا .. فلا يمكن أن تنتهي الشكوى ما دام هناك شريك ( للوطنية ) يتقاسم معها واجبها على مدى عشرين عاما ويزيد .. ولا نعلم متى تنتهي مهمة هذا الشريك ليقوم الاصيل بواجبه لوحده ؟

هذا الشريك (المولدات الاهلية) لا يزال فاعلا ومهما فهو كما تشير احصائية لوزارة التخطيط يقوم بتجهيزالممستفيدين وعددهم 6,700,665 بنحو 25875722 امبير خلال الشهر فيما يبلغ عدد المولدات الاجمالي 48533 وعدد العاملين في قطاع المولدات 44640..

فهذا العدد من العاملين ومستوى الانتاج العالي وعدد المشتركين يقوم مقام وزارة كاملة قائمة ويشترك معها في مهمة تزويد المواطنين بالكهرباء دون أن يكلف الحكومة نفقات ورواتب ونثريات وايفادات الخ … انها (وزارة شعبية) تدار بلا وزير وبدون مبان ومقرات ، ولا تحتاج الى موظفين ، ومؤسسات ، وحسابات ووصولات وحمايات ونثريات إسمها (المولدات الاهلية) ..

 يصف مواطن حال (الوطنية) المؤلم ، وشكواه المزمنة منها ، وكم صرف الشعب عليها من موازنته العامة والخاصة حيث يبلغ اجمالي الايرادات المتحققة للمولدات 3479 مليار دينار خلال فترتي الذروة وخارج فترة الذروة كما تشير احصائية وزارة التخطيط . ….. يقول هذا المواطن ويشاركه غيره في الراي ان هذا العدد الكبير يرتقي الى ان يكون بمستوى وزارة من حيث العدد والمهمات……

كان حال من يكتب في (الوطنية ) على مدى عشرين عاما حال مؤذن مالطا ، يؤذن فلا يسمعه أحد ، فاضطر الى أن يتوقف عن الاذان ، لانه لم يجد غير نفسه بعد انتهاء الاذان ، ففضل أن يصلي في بيته ، ما دام الآذان لا يدعو أحدا للصلاة غيره …هكذا يقول المثل المعروف في بعض الدول العربية …..

أعرف أن الكتابة في ( الوطنية ) لم تعد تجدي نفعا ، ولا تغير أمرا خلال سنوات المعاناة الطويلة الماضية ، فقد أخذت نمطا معينا اعتاد عليه الشعب .. فهي لا تكفي للاستهلاك المنزلي وتطلب المعونة والمشاركة من المولدات الاهلية فكيف يمكنها ان تساهم في دوران عجلة الانتاج والبناء والاعمار والمساهمة في القضاء على البطالة ؟

(المولدات الاهلية) وإن كانت ولا تزال تستنزف اموالا كثيرة وأرهقت ميزانية الإسرة ، على حساب حاجات أخرى ضرورية ، لكنها قامت بما عجزت عنه وزارات الكهرباء ( الوطنية ) المتعاقبة ، وقد قبلها الشعب مرغما ، على أمل أن تكون مهمتها ( إنتقالية ) لمدة معقولة ، ثم يتحسن الوضع ، وينعم بكهرباء على مدار الساعة ، وبسعر معقول ، يراعي حالة المواطن ، وخاصة الفقير..

 لكن يبدو ان المدة قد طالت كثيرا وآن للشكوى من الكهرباء ان تنتهي .. وينبغي ان تكون الكهرباء مهمة الحكومة الاولى التي تتقدم على كل المهمات الاخرى .. وهي مهمة مركبة .. مهمة الانتاج والاعمار من خلال ما يكفي من الكهرباء لعجلة الانتاج في مختلف مرافق الحياة الصناعية والزراعية والخدمية ومهمة الخدمة المتميزة للمنازل والمحلات .

{ { { {

كلام مفيد :

قال الامام علي ( ع ) ..

دع سرك بين اثنين :

نفسك وربك ..

ولا تخف من اثنين :

الرزق والموت فانهما بيد الرحمن ..

واحرص في الدنيا على رضا اثنين :

امك وابيك

واستعن على الشدائد باثنين ::

الصبر والصلاة

واثنان لا تذكرهما :

احسانك للناس واساءة الاخرين اليك

واثنان لا تنساهما ابدا :

الله والدار الاخرة .

مشاركة