شكراً يا ولدي (1) أنك حققت حلمي مازلت طائراً لاني امسيت ضائعاً بلا وطن .. واصبحت بلا هوية على الرغم اني عراقي الهوية عراقي النسب ولادتي تأكد اني عراقي اصيل عراقي الانتماء لاني فضلت وطني على كل بلدان الدنيا في اصعب الظروف وفضلته على اجمل بلدان المعمورة ؟ يوم خيروني بين الهجرة والاغتراب قلت العراق هو المصير وهو الخيار الوحيد حتى ولو كنت على كف عفريت وحياتي مهددة بالموت قلت العراق وليس لي بديل آخر ! لان انتمائي الروحي يسري في جسدي وتلافيف عقلي حتى لو مزقوا جسدي وجعله الطغاة طعاماً للغربان لازلت سادتي القراء اني اخترت الخيار الصحيح ولم اشعر بندم لحظة واحدة على هذه العودة الخائبة التي جنيت منها الحطام والتهميش فلأتعذب في وطن انكر إنسانيتي وصادر ابداعي وان كنتم لا تصدقوني اسألوا السيد معالي رئيس الوزراء نوري كامل المالكي كيف كان ابي قد حملني على دراجته ليجبرني على الدوام والعودة نادماً ولأواصل رحلة الشقاء التي عشتها في كنف هذا المدير المتعجرف الذي اذاقني مر العذاب الاصخب مولود جابر الدوري عندما رفض اجازتي المرضية وكنت اشعر بالم شديد دفعني للنوم على طاولتي مما جعلني سخرية للموظفين ودفعني للهروب الى داري وبقيت ستة ايام منقطعا عن الدوام قبل ان يكتشف ابي انني قد احلت الى لجنة تاديبية وانذار بالفصل مما عالج الموقف وتم تسوية الامر … انا اليوم كسير النفس بعد رحلة عناء وشقاء عشتها في كل مراحل حياتي واصبحت بضاعتي كاسدة بعد ان هدني المرض والحاجة ولازلت شامخاً كشموخ جبال كدرستان كاصالة نهري دجلة والفرات اليوم استرجع ذكريات حياتي المريرة كي اؤكد لكم سادتي القراء اني لست بضاعة كاسدة ولست بضاعة لا يرتجى منها شيئاً فهي راحلة تماماً لا محالة بعد ان ابصم بالعشرة رفاق الامس اني ممثل بارع اجدت تمثيل دوري بكل براعة على مسرح الحياة .. بعد ان صادروا حقي الشرعي وصادروا احلامي انا اعتب على رئيس الوزراء الذي عرفته طيباً ويحمل في قلبه كل حنان الدنيا ان يرضى بهذا الامتهان الذي تعرضت له فهو يعلم علم اليقين اني صديق الامس الجميل الممتع لزميلي واخي الروحي كاتب الطابعة محمد جمعة الذي كان يعيش في نفس منطقته وقد علمت في وقت متأخر للغاية ان النظام السابق اعدمه بكل وحشية وهمجية وسأروي ذكرياتي معه في مقالة مخصصة له فيما بعد .. سادتي القراء لقد عشت في غرفتي الكئيبة المظلمة تسعة اشهر بالتمام والكمال بعد ان ملأت مقالاتي الصحف العراقية في صحف الزمان والرأي الان التي لازلت اواصل الكتابة فيها ونشرت رواياتي التي بدأت تظهر الى حيز الوجود ولتبشر بولادة موهبة ستغزوا هذا العالم الجميل وقد ساعدني الشرفاء في ايصال صوتي لمدى ابعد عندما عرضوها على مؤسسات سينامائية رفيعة قبل اثنان منها ولازلت اواصل النشر .. البارحة التقيت بمخرج سينمائي شاب رأى فصل من احدى رواياتي نال رضاه واستحسانه فعرض عليّ تحويلها الى سباعية جميلة باسم الحب الضائع مطبوعة ومدمجة على قرص كمبيوتر ونالت رضا السيد فرقد الحسيني القزويني الذي شجعني وامدني بشحنة قوية عندما طلب من احد مساعديه ان يؤرشفوا تاريخ حياتي في قناة نحن الفضائية ورفعت الحلقة الاولى ولكن من طلب منه الامر ضاع مني لفقدان الاتصال بيننا لان الموبايل الذي اتصل به ما زال عند المصلح وهو عاطل وفقدت الاتصال لان زوجتي من النوع الذي لا يفتح جهازه للغرباء حتى ولو على حساب مستقبلي ومصلحتي فاحترمت رأيها ريثما ينتهي اصلاح الموبايل من الاخ صفاء الذي عاهدني ان يصلحه اكراماً وتقديراً لاني استحق ذلك كما يقول ذلك المصلح الذي يتميز بالنبل والكرم وقدمت مذكرة للنائبة لبنى رحيم اشرح فيها جزءاً من مأساتي اوضح لي سكرتيرها انه رفع المذكرة لها مرفقة بموضوع طلبته مني الروائية الفاضلة الجزائرية الاصل احلام مستغانمي بعنوان مواطن للبيع ومر عليها اكثر من عشرة ايام دون رد وانا اقترب رويداً رويداً من الهجرة عن هذا الوطن الذي احببته وضحيت من اجله اقوى تضحية عندما اخبرتني زوجتي العراقية الاصل الكويتية الانتماء بين الاختيار بينها وبين العودة وقالت بالحرف الواحد لن اعود الى العراق فاذا سجنت او اعدمت كيف ستكون صورة حياتي واين سيذهب مستقبل ابنتي سارة التي لم اشاهدها منذ 22 عاماً من فراقها معي وعلمت فيما بعد ان ابنتي سارة من ابن شقيقتي انها تعيش في انكلترا في جامعة برمنغهام الطبية وكانت نعم البنت بوفائها وصدق ابوتها عندما اتصلت بها في الانترنيت بكيت مراراً حتى اغرق الدمع وجهي على حظي العاثر لاني لم اخذ بنصيحة انتصار التي قالت ستضيع يوماً وستندم الان جاءت لحظة الحساب العسير يا ليتني مازلت متواصلاً في مهنة بيع الكعك والكيك التي كنت سعيداً بها وفارقتها منذ عودتي للوظيفة الان ادركت خطأي القاتل اني تزوجت امرأة خائنة باعتني ونست كل ما عملته من اجلها ولازالت عريضة الطلاق تنتظر الحسم في المحاكم العراقية وهي تسير سير السلحفاة بانتظار الحسم النهائي أما زوجتي الاولى فهي حقاً مجنونة لانها فرطت بانسان مبدع مثلي واذاقته الويل والثبور بعد ان اصبحت معلمة وانتمت للبعث الكافر الذي احتضنها ومنحها كل الامتيازات التي جعلت منها قوة متسلطة علىّ انا الانسان الضعيف الصابر الذي حاول ان يحمي عائلته من الضياع والتشرذم وبقي متمسكاً باخر الخيط رغم شكاويها المستمرة عليّ بحكم انتمائها البعثي وكانت تغلق باب المنزل وقت الغروب ولا يفتح رغم الدق المستمر ولاني انسان مسالم رضخت للامر الواقع وقد شهد مشتل الحلة جزءاً من مأساتي عندما كنت مجبراً على النوم فيه لاصبح في ذلك اليوم والكلاب تنام جنبي … وبعد معاناة مريرة وجهاد طويل قررت الانفصال عنها فدخلت قاعة المحكمة وحدي بلا محامي اما هي دخلت بحماية ثلاث رفاق ومحاميين اثنين وعندما سألني القاضي ابني لماذا انت وحيدا بلا محامي فاجبته اني على حق والحق بين وواضح ولسان الحق لا يحتاج الى محامي فسألني انت ماذا تعمل قلت له اني معلم بسيط فردني بالقول هذا يفصح انك تملك مؤهلاً آخر فاخبرته انا صحفي وكانت الغلبة لي فقد قرر القاضي تطليقها بلا حاضر ولا مؤخر ولم تجد لديها سلاحا الا الاستسلام للامر الواقع فنزلت على قدمي لتطلب السماح والعودة مرة ثانية وعندما قال القاضي ابني هل تعطيها فرصة ثانية قلت له انها حرباء ولن ينفع معها سماح فوافق على طلاقها وعبرنا جسر الحلة الجديد حاولت التقرب مني وقالت هل تحتاج الى مال عند السفر فقلت لها نحن مطلقان وقد اصبحت حراماً علي فلتذهب في طريقها ولتدعني اذهب في طريق آخر .. حسين المسعودي – بغداد
















