شـارع المـتـنـبـي

شـارع المـتـنـبـي

 في بداية ثمانينات القرن الماضي وكنتُ وقتها طالباً في المرحلة المتوسطة ذهبتُ مع أبي (رحمه الله) الى سوق السراي لشراء قرطاسية وبعدما انتهينا قال لي : راح أوديك لمكان ما تنساه طول عمرك!.

وقفنا في بداية شارع من جهة السراي ثم قال لي رحمه الله : هذا الشارع اسمه شارع المتنبي يبيعون فيه كتب مختلفة وفيه مطابع وقهاوي وكل شي يجي إبّالك… ودخلنا الشارع وكنتُ مبهوراً بكل ما فيه ثم أعطاني أبي ورقةً وقلماً وقال لي : سجل ما تريد من الكتب وسأجلبها لك لكن ليس اليوم. سجلّت بحدود 50  كتاباً وأعطيت الورقة لأبي فضحك رحمه الله و قال :حيل هذني كلهن تريدهن.

قبل نهاية الشارع وقفنا عند (بسطية) كبيرة لبيع الكتب وقال لي : اختر كتاباً لأشتريه لك فاخترتُ واحداً اشتراه لي أبي فكان أول كتاب أملكه في حياتي.. من يومها بدأت عندي هواية قراءة الكتب.

رحمك الله يا أبي لقد كنتَ محقاً فشارع المتنبي لن أنساه طوال عمري.

في أمان الله

صفاء حسين المفرجي – بغداد

مشاركة