شعوب الكومبارس – كريم صويج

كريم صويج

(الكومبارس) كلمة إيطالية تعني أصحاب الأدوار الأقل من الثانوية وهم مجموعة من الممثلين او المؤديين غير الاساسين لتكملة المسرحية او الفيلم او المسلسل او الأغنية، وعلى الرغم من أهميتهم لتكملة العمل الفني وجعله أكثر واقعية الا ان هيئتهم وأداءهم وأجورهم هامشية.. الكومبارس يمكن أن يتواجدوا في الحياة العامة للشعوب:
بعض المسؤولين والموظفين في دوائر الدولة، يتم تعيينهم بالولاء والتبعية وليس بالكفاءة والانجاز، دورهم تنفيذ التعليمات والاجراءات فقط بدلا من وضع الاهداف والخطط والابداع، فهؤلاء مجرد كومبارس لمسلسل “الروتين والفساد” في تلك المؤسسات.

هناك دول فيها انتخابات لكنها بدون شروط الانتخابات الديمقراطية الستة (تطبيق القانون على الجميع، حياد مؤسسات الدولة، استقلال الجهات المشرفة عليها، تساوي الفرص أمام المرشحين، الرقابة الشعبية، شفافية المعلومات عن المرشحين وبرامجهم واموالهم)، ومع ذلك نجد هناك من يطالب بمشاركة الناس فيها وهناك من يشارك ومن يمجد ليشكلوا كومبارس “أنشودة الانتخابات والديمقراطية”! .
بعض نواب الشعب في البرلمان ومجالس المحافظات لا يؤيدون ولا يرفضون مشاريع القرارات بعد دراستها وتفحصها، وانما حسب الاوامر الواردة اليهم من قادة الكتل والاحزاب وبالتالي فهم كومبارس في فيلم “الدورة البرلمانية” والتي أبطالها الحقيقين قادة كتلهم وأحزابهم !!.

هناك شعوب لا تعرف دورها الحقيقي بتقرير مصيرها، وانما علة وجودهم بالحياة، التزاوج والتكاثر، وتوفير لقمة العيش حتى ولو بالتحايل والحرام، والانقياد كالقطيع مع من تربع على العرش، والتشكي والتظلم وانتظار المعجزة لتخلصهم مما هم فيه ، فهولاء كومبارس في مسرحية “الحياة العامة والسياسية”!!.
للاسف لقد تربينا لنكون كالكومبارس، فالتعليم يركز على تكرار ما يقوله الاستاذ “كتاب الاستاذ” للنجاح، والشيخ يريد من مريده تطبيق ما يقوله “بدون نقاش” والا مصيرهم النار، والاعلام والساسة ذو توجه واحد وما خالفهم فهو “عميل”، وحتى في التواصل الاجتماعي نرى الكثير ينسخ وينشر بدون “دراية” لنجد تقارب التعليقات وتكرارها.

طبيب عراقي

مشاركة