الموسوعة العربية
شعراء العصر الأموي
فالح الحجية
ابو الاسود الدؤلي
هو: ابو الاسود ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر الدؤلي الكناني ويقال له الديلي والدئلي والدؤلي نسبة إلى بني الدئل وهم بطن من بطون قبيلة كنانة.
وأم هي الطويلة من بني عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر( قريش) بن كنانة القرشية. ولد أبو الأسود قبل البعثة النبوية بثلاث سنوات أي قبل الهجرة النبوية بـستة عشر عاما أي في عام 585 ميلادية وقيل انه ولد قبل الهجرة النبوية بعام واحد أي عام 605 ميلادية ولهذا فهو من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولكنه ليس صحابيا حيث لم يحض بصحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم يره رغم أنه أدركه وعاصره . أسلم أبو الأسود الدؤلي في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان قومه بنو الدئل بن بكر حلفاء قريش خلال عقد صلح ( الحديبية ) وهم الذين عدوا على خزاعة وكان ذلك سببا من اسباب فتح مكة من قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم .فأبو الأسود ولد وأسلم قبل وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان يعيش مع قومه بني الدئل جنوب مكة المكرمة فلم يدخل المدينة المنورة إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهل فيها من العلم الشرعي حيث أخذ الحديث ورواه عن عدد من الصحابة منهم عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب والحسن والحسين وأبي بن كعب وأبو ذر الغفاري وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس والزبير بن العوام ومعاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري وعمران بن حصين وطائفة. وقرأ القرآن على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب. وحدث عنه ابنه أبو حرب وعبد الله بن بريدة ويحيى بن يعمر وعمر بن عبد الله مولى عفيرة وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش الأسدي وآخرون.
وهو من اشراف التابعين وأعيانهم وفقهائهم وشعرائهم ومحدثيهم ومن دهاة العرب وهو عارف فاهم بقواعد اللغة العربية نحوي بارع عالم وضع علم النحو في اللغة العربية وهو أول من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف ووضع النقاط على الأحرف العربية وفرق بين المتشابه منها مثل ( ب ت ث ) و( ج ح خ ) وهكذا وقد رسم الحروف العربية بشكلها الجديد وهو الذي قام بتحريك القرآن الكريم ووضع الحركات الهمز والسكون والفتح والضم والجر على الحروف فهو معدود في طبقات التابعين وصحب علي بن أبي طالب الذي ولاه إمارة البصرة في خلافته وشهد معه حروبه في صفين والجمل ومحاربة الخوارج. وكان يلقب (ملك النحو) لوضعه هذا العلم وقواعده إلا أن الروايات اختلفت في سبب وضع أبي الأسود الدؤلي لهذا العلم فقد قيل أن علي بن ابي طالب أمر أبا الأسود الدؤلي بوضع شيء في النحو لمَّا سمع اللحن. فأراه أبو الأسود ما وضع فقال علي : ما أحسن هذا النحو الذي نحوت فمن ثمَّ سُمِّي النحو نحوا.
وقد سئل أبو الأسود عمَّن نهج له الطريق فقال:
تلقيته عن علي بن أبي طالب.
وقيل كان الذي حَدَاه على ذلك أن ابنته قالت له :
– يا أبت ما أشدُّ الحرِّ؟
وكان في شدة القيظ. فقال:
– ما نحن فيه؟
فقالت: إنما أردت أنه شديد.
فقال: قولي ما أشدَّ
فعمل باب التعجب
وقيل في رواية اخرى :
جاء أبو الأسود إلى زياد فقال : أرى العرب قد خالطت العجم فتغيرت ألسنتهم أفتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يقيمون به كلامهم ؟
قال : لا .
فجاء رجل إلى زياد فقال : أصلح الله الأمير توفي أبانا وترك بنون.
فقال : ادع لي أبا الأسود. فدعي
فقال له : ضع للناس الذي نهيتك عنه.
انتقل الى البصرة وسكنها وتولى عددا من المناصب بالبصرة في خلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان وفي خلافة علي بن أبي طالب كان عبد الله بن عباس أمير البصرة وكان أبو الأسود الدؤلي كاتبا له ثم ولاه قضاء البصرة وعندما رجع ابن عباس إلى الحجاز استخلف على امارة البصرة أبا الأسود الدؤلي فأقره الخليفة علي بن أبي طالب أميرا على البصرة في خلافته وشهد معه جل حروبه فقلما استشهد انتقل الى الشام واتصل بمعاوية بن ابي سفيان فبالغ معاوية في اكرامــــــه والانعام عليه .
و كان ابو الاسود الدؤلي من الشعراء المجيدين وقيل أنه دخل على معاوية بن ابي سفيان فقال له معاوية:
– أصبحت جميلا يا أبا الأسود فلو علقت تمـــــيمة تدفع عنك العين.
يهزأ بشكله فرد عليه ابو الاسود قائلا شعرا :
افنى الشباب الذي فارقت بهجته
كر الجديدين من آت ومنطلق
لم يتركا ليَ في طول اختلافهما
شيئاً أخاف عليه لذعة الحـدق
قد كنت أرتاع للبيضاء أخضبها
في شعر رأسي وقد أيقنت بالبلق
والآن حين خضبت الرأس فارقن
ما كنت ألتذ من عيشي ومن خُلقي
وكان له صديق يقال له الجارود سالم بن سلمة بن نوفل الهذلي وكانا يتجاذبان الشعر فقال أبو الأسود للجارود يوما :
أبلغ أبا الجارود عني رسالة
يروح بها الماشي لقاءك أو يغدو
فيخبرنا ما بال صرمك بعدما
رضيت وما غيرت من خلق بعدُ
أإن نلت خيرا سرني أن تناله
تنكرتَ حتى قلت ذو لبدة وردُ
واغلب شعره في الحكمة ومنها يقول :
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرَّ نَفسِهِ فَفاضَ فَفي صَدري لَسِرِّيَ مُتَّسَع
إِذا فاتَ شَيءٌ فَاصطَبِر لِذهابِهِ
وَلا تَتبَعَنَّ الشيءَ إِن فاتَكَ الجَزَع
فَفي اليأسِ عَمّا فاتَ عِزٌّ وَراحَةٌ
وَفيهِ الغِنى والفَقرُ يا ضافيَ الطَمَع
إِذا صاحِبا وَصلٍ بِحَبلٍ تَجاذَبا
فَمُلَّ قُواهُ أُوهِنَ الحَبلُ فَانقَطَع
وَلا تَحفِرَن بِئراً تُريدُ أَخاً بِها
فَإِنَّكَ فيها أَنتَ مِن دونِهِ تَقَع
وَكُلُّ امرىءٍ يَبغي عَلى الناسِ ظالِماً
تُصِبهُ عَلى رَغمٍ عواقِبُ ما صَنَع
توفي ابو الا سود الدؤلي في سنة \69 هجرية n 688 ميلادية وقد اختلف في سنة وفاته كما اختلف في سنة ولادته ففي بعض الروايات انه توفي سنة \64 وقيل سنة\ 66 وقيل في سنة\99 والمرجح انه توفي في عام\ 69 وهو عام الطاعون في البصرة حيث انتشر هذا الوباء فيها حتى قضى على من فيها وقيل انه كان مصابا بالفالج الاانه توفي بالطاعون .
ومن شعره هذه الابيات :
حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ
فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ
كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها
حَسداً وَبَغياً إِنَّهُ لَدَميمُ
وَالوَجهُ يُشرُقُ في الظَلامِ كَأَنَّهُ
بَدرٌ مُنيرٌ وَالنِساءُ نُجومُ
وَتَرى اللَبيبَ مُحسَّداً لَم يَجتَرِم
شَتمَ الرِجالِ وَعَرضُهُ مَشتومُ
وَكَذاكَ مَن عَظُمَت عَليهِ نِعمَةٌ
حُسّادُه سَيفٌ عَليهِ صَرومُ
فاِترُك مُحاوَرةَ السَفيهِ فَإِنَّها
نَدمٌ وَغِبٌّ بَعدَ ذاكَ وَخيمُ
وَإِذا جَريتَ مَع السَفيهِ كَما جَرى
فَكِلاكُما في جَريهِ مَذمومُ
وَإِذا عتِبتَ عَلى السَفيه وَلُمتَهُ
في مِثلِ ما تأَتي فَأَنتَ ظَلومُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ
عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتُ عَظيمُ
ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيِّها
فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى
بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ
وَيلُ الخَلِيِّ مِنَ الشَجِيِّ فَإِنَّهُ
نَصِبُ الفُؤادِ بِشَجوِهِ مَغمومُ
وَتَرى الخَليَّ قَريرَ عَينٍ لاهياً
وَعَلى الشَجيِّ كَآبَةٌ وَهُمومُ
وَتَقولُ مالَك لا تَقول مَقالَتي
وَلِسانُ ذا طَلق وَذا مَكظومُ
لا تَكلَمَن عِرضَ ابنِ عَمِّكَ ظالِماً
فَإِذا فَعَلتَ فَعِرضُكَ المَكلومُ
وَحَريمُهُ أَيضاً حَريمُكَ فاحمِهِ
كي لا يُباعُ لَدَيكَ مِنهُ حَريمُ
وَإِذا اِقتَصَصتَ مِن ابنِ عَمِّكَ كَلمَةً
فَكُلومُهُ لَكَ إِن عَقِلتَ كُلومُ
وَإِذا طَلَبتَ إِلى كَريمٍ حاجَةً
فَلِقاؤُهُ يَكفيكَ وَالتَسليمُ
فَإِذا رَآكَ مُسَلِّماً ذَكَرَ الَّذي
كَلَّمتَهُ فَكأَنَّهُ مَلزومُ
وَرأى عَواقِبَ حَمدِ ذاكَ وَذَمِّهُ
لِلمَرءِ تَبقى وَالعِظامُ رَميمُ
فارجُ الكَريمَ وَإِن رَأَيتَ جَفاءَهُ
فالعَتبُ مِنهُ والكِرامِ كَريمُ
إِن كُنتَ مُضطَرّاً وَإِلّا فاِتَّخِذ
نَفَقاً كَأَنَّكَ خائِفٌ مَهزومُ
وَاِترُكهُ واحذَر أَن تَمُرَّ بِبابِهِ
دَهراً وَعِرضُكَ إِن فَعَلتَ سَليمُ
فَالناسُ قَد صاروا بَهائِمَ كُلُّهُم
وَمِنَ البَهائِمَ قائِدٌ وَزَعيمُ
عُميٌ وَبُكمٌ لَيسَ يُرجى نَفعُهُم
وَزَعيمُهم في النائِباتِ مُليمُ
وَإِذا طَلَبتَ إِلى لَئيمٍ حاجَةً
فَأَلِحَّ في رِفقٍ وَأَنتَ مُديمُ
وَاِسكُن قِبالَةَ بَيتِهِ وَفِنائِهِ
بِأَشَدِّ ما لَزِمَ الغَريمَ غَريمُ
وَعَجِبتُ للدُنيا وَرَغبَةِ أَهلِها
وَالرِزقُ فيما بَينَهُم مَقسومُ
وَالأَحمَقُ المَرزوقُ أَعجَبُ مَن أَرى
مِن أَهلِها وَالعاقِلُ المَحرومُ
ثُمَّ اِنقَضى عَجَبي لِعلميَ أَنَّهُ
رِزقٌ مُوافٍ وَقتُهُ مَعلومُ
امير البيان العربي
المخبر السرّي في المنظور السردي
يوسف عبود جويعد
تعد رواية المخبر السرّي للروائي والقاص سالم بخشي المندلاوي وهي تطرح ثيمة سردية غاية في الاهمية – شخصية المخبر السرّي -من الروايات المهمة التي توثق لنا حقبة زمنية عاشها الشعب العراقي وهو يقاسي الأمرين من جور وظلم وجبروت المخبر السرّي في ظل النظام البائد.
تبدأ أحداث الرواية الشائقة من مشهد بانورامي متحرك على لسان(ثائر الطويل) وهو يشارك حشود الشعب الهائجة في ساحة الفردوس لإسقاط الصنم. ثائرالذي يحمل في داخله ثأراً كبيراً؛ حيث أُعدما أبيه وعمه في يوم واحد بسببالمخبر السرّي، وكان همه الأكبر أن يجد ذلك الشخص الذي أوشى بهما واضعاً أمام المتلقي البناء السردي المتماسك أخذاً بنظر الاعتبار الأصول المهنية الحقيقية لصناعة الرواية. فالروائي بعيداً عن أحداث الرواية ومهمة سير الأحداث، تركها لأبطال الرواية وكل واحد منهم له فصوله المرقمة والتي تخصه وحده فقط. فالبطل ثائر الطويل يقوم بهذه المهمة ويدعونا لنرحل معه في واقع حياته المحتدمة والمشوقة والتي بدأت من الوهلة الاولى إذ كان همه أن يبحث عن الواشي أو المخبر السرّي ويقتله انتقاماً لإعدام والده وعمه، وهذه عفاف والتي سميت بالإنكليزية لجمالها الخارق وعينيها الزرقاوين وهي أم ثائر الطويل والتي كان همها الأول حماية ابنها وكبح جماح اندفاعه لأخذ الثأر خوفا عليه، وقد تزوجت من عمه من أجل أن يرعى ثائر. وهناك شخصية منخيالأدبس وهو عم ثائر الذي كان ينطوي على سرّ كبير لم يكشف إلا في نهاية الرواية.
هؤلاء هم الأبطال والرواة في آن واحد وبهذا فإن الرواية وزعت بجمالية عالية وباهرة بين الأبطال وكل له خيوطه المرتبطة مع الآخر وهي ذات صلة وثيقة بالأحداث واحتدامها وتقدمها وحبكتها وتأزمها وذروتها، ولم يغفل الروائي الشروط التي تتيح له ان يسبح في فضاء الأحداث الواسعة برشاقة سردية لافتة فهو لاينقل حياة أبطاله من منظور ضيق وممل، بل انه نقل بشكل صاف ونقي وواضح ماحدث في سنة 2003 حتى يشعر المتلقي أنه يعيش بالفعل أحداث تلك الفترة المهمة من الزمن: السلب، النهب، فقدان الامان، بلاد بلا حكومة. وهذا ليس دخيلاً فهو يندرج ضمن الحدث السرّدي، حيث خلو الشوارع في ذلك اليوم والوحشة وخوف الشعب وانتظار مايحدث وانقطاع التيار الكهربائي والفانوس والظلمة والمولدة الصغيرة والبنزين والأزمات التي مرت. كان يراعي كل ذلك وسط فضاء الأحداث.
وضمن هذا السياق اتفق ثائر الطويل مع رفيقيه على قتل أحد الوشاة البارزين في المنطقة هو المختار ابو عروبة لكن هناك من وفر عليهم هذه المهمة؛ ما ساعدهم للبدء بمهمتهم الرئيسةللبحث في الدوائر الأمنية الرسمية التي كانت تحفظ فيها التقارير السرية للوشاة، منها فرع الحزب المقبور، حيث رافقهم عمه بطلب من أم ثائر لرعايته ومتابعته، فوجدوا ان كل الأضابير قد حرقت في هذه الدائرة ثم ذهبوا إلى مديرية الأمن العامة، وهناك وجدوا أناس جاءوا من محافظة كربلاء لذات المهمة، وعندما لم يجدوا ما يبغون، طلب منهم الكربلائي وضع الأضابير المتناثرة في أكياس وتحميلها في المركبة، وسيقوم هو ومن معه لاحقاً بالبحث فيها عن المخبر السرّي، ويرسل أسمه حال العثور عليه، وتبادلا العناوين.
وهكذا فإن المتلقي يتنقل بين فصول الرواية بشغف وهو يكتشف حياة الأبطال، فعفاف تمقت منخيالأدبس وتزوجته من اجل ثائر وهي لاتحبه، وقد صارحته في أحلى وأجمل وصف بين زوج وزوجة وكانت تسلمه جسدها الوردي البض كجثة هامدة بلا احساس وهو يحاول بكل الوسائل ثنيها عن هذا الاسلوب، ويضطر إلى ضربها ضرباً مبرحاًإلا أنها قررت ان يكون قلبها لزوجها السابق فقط.
وهناك قصة الحب الجميلة بين ثائر وشيماء والتي انتهت بسفر الحبيبة إلى الكوت وتركه، وقد تمت خطبتها من ابن عمها.
يمرض ثائر بسبب هذه الصدمة العاطفية وتأتي أربعينية استشهاد الإمام الحسين ويقرر ثائر ان يذهب سيراً على الاقدام لزيارة الامام الحسين ع عله يشفى من حبها ويجد ضالته، ويتذكر الكربلائي الذي اخذ الاضابير، فيطلب من عمه العنوان فيفتش عمه في جيوبه وفي المحفظة فلم يجد العنوان. لم يكترث ثائر للأمر وذهب الى مبتغاة، وهناك وبعد ان صلى في حضرة الإمام ودعا ربه ان يعثر على الكربلائي،استجاب الله دعائه فوجد من يربت على كتفيه ويقول: انت ثائر… وما ان شاهده حتى انفرجت اساريره: انت الكربلائي. وفي مفاجأة صادمة ومذهلة ورهيبة غيرت مسار الأحداث، يكشف الكربلائي عن اسم المخبر السرّي والذي لم يكن غير منخيالأدبس ذاته! ويتبين أن الكربلائي قد ارسل في وقت سابق احد الاشخاص للبحث عن ثائر الا ان العم منخي كان قداعطى عنواناً غير صحيح ، فطالت مهمة البحث الا ان الصدفة وحدها هي التي كشفت العنوان الصحيح للشخص المرسل واصدقائه ويصلون إلى بيت ثائر الذي كان وقتها في رحلة الزيارة. يستقبلهم منخيالأدبس ويطلب منهم ترك المظروف لكنهم رفضوا اذ ان الكربلائي اوصاهم بإعطاء المظروف لثائر فقط. احس منخيالأدبسإن أمره انكشف، وهنا يظهر الوجه القبيح عندما يسرد وقائع وشايته والجرائم اللاحقة… منها قتل زوجته القبيحة فضة بدفعها أمام إحدى المركبات الكبيرة (قاطرة ومقطورة) لتدهسها ويتخلص منها من أجل الزواج من عفاف، وكذلك كذبه على عفاف بان أبيها قبل أن يموت كتب بيته باسم زوجته، اي زوجة ابيها وليست امها المتوفية، وكذلك اخبرها بانها لاتريد رؤيتها؛ الأمر الذي جعل عفاف تعزف عن الذهاب الى بيت اهلها، وكذلك اتصاله بأحد المجرمين الخطرين والمزورين الذي زور له جواز سفر للهروب إلى سورية لكن قبل الفرار بلحظات يصل ثائر وفي الزقاق يصرخ ثائر:منخيالادبس، فيخرج منخي مسدسه ويصيب صديقه أزادأولاً ثم يطلق رصاصة اخرى فتصيب ساق ثائر، عندها تخرج عفاف وبيدهاخنجر الثأر فتطعنه وترديه قتيلا! إن رواية المخبر السري كتبت بحبكة وبراعة وقدرة سردية شائقة، ونلمس هذهالحقيقة من خلال ما كتب عنها الكاتب والناقد حسب الله يحيى في مقدمة الرواية: ((بعد قراءة متأنية كانت تبحث عن لؤلؤ الابداع في رواية سالم بخشي المخبر السري واذا باللآلئ تكشف عن نفسها من دون مخبر…)).