
أكاديميون وباحثون يدعون إلى إستلهام رؤى المفكر الاجتماعي
شعبان: الوردي لم يقدّم نظرية خاصة بشأن مفهوم الدولة
بغداد – إبتهال العربي
أجمع اكاديميون وباحثون في العلوم السياسية على ضرورة استلهام فكر المفكر الاجتماعي الراحل علي الوردي ، ومراجعة ارثه البحثي بما يتلاءم مع التحولات المجتمعية في العراق، مؤكدين في تعقيبات على محاضرة معمقة، قدمها الباحث المفكر عبد الحسين شعبان في اروقة كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد صباح الخميس الماضي ، خصوصية المنطلقات التي وردت في رؤى الوردي بشأن مخرجاته حول التناشز
الاجتماعي والحضارة والبداوة وازدواجية الشخصية. ورأى شعبان الذي يزور بغداد ، هذه الايام، لالقاء سلسلة محاضرات، ان الوردي لم يقدم نظرية خاصة به حول مفهوم الدولة ، كما لم يتوصل الى مفهوم خاص حول نظرية الحق وقد يكون تجنب الاقتراب منهما بفعل الأوضاع السياسية السائدة والتي أخذت فيها تضيق فسحة الحريات ، بما فيها حرية التعبير ، لكن اعتبر نظرية العقد الاجتماعي التي قال بها جاك روسو وعدد من المفكرين والتي شكلت خلفية مرجعية للثورة الفرنسية ، لا تصلح لبلداننا ، مثلما هي في الغرب). وقال ان (الوردي يعتقد ان السياسة تعني القوة والدولة مغالبة وليس اتفاقاً أو عقداً بين طرفين غير متكافئين (الحكام والمحكومين) والتفويض من المحكومين الى الحكام حسب وجهة نظره غير وارد). وشدد على القول ان (الوردي لم يكن مؤدلجاً أو داعية سياسياً وان قارب السياسة فإنها من زاوية الفكر ونقده للأيديولوجيات، لأنه ضد الأنساق المغلقة والنظريات الجاهزة، وقد انطلق من الحياة ذاتها ومن الواقع)، ووصف شعبان ، الباحث الراحل الوردي (بإنه من الرعيل الانتحاري، يخطىء ويصيب معتمدأ على التجربة (البراكسيس) والتراكم، مثيراً اسئلة بحاجة الى تعميق ، بعضها تجاوزه الزمن، ولكن نحن بحاجة الى اعادة قراءتها، وبعضها الآخر يعاد طرحها على نحو جديد، وهي تندرج في سياقها التاريخي) ولاسيما البحث عن الحقيقة والحرص على استقلالية الباحث ووضع مسافة من الجميع . وكان وسطياً معتدلاً متجاوزاً الاستقطابات الطائفية والتمترسات السياسية ولا ينبغي اقحام استنتاجاته على أوضاع الحاضر، فبعضها يصلح للفترة التي عاشها وبعضها الآخر سيعيش بعدنا لعقود وربما لقرون بحيث لا يمكن ان نستذكر ابن خلدون من دون أن نستذكر تلميذه النجيب ومطور أفكاره العلامة المفكر علي الوردي وكان شعبان قد ألقى الاربعاء الماضي محاضرة بعنوان (أثمة نظام عالمي جديد ما بعد الازمة الاوكرانية ؟) بدعوة من مركز دالة للسياسات والاستشاريات في بغداد.


















