علي مارد الأسدي
لديه وظيفة حكومية ويحصل على مرتب جيد على الرغم من البطالة المقنعة والإنتاجية التي تقترب من الصفر لكن فور انتهاء الدوام الرسمي بل وفي كثير من الأحيان يستغل علاقاته في العمل كي لا يلتزم بالحضور فنجده يجوب الشوارع بسيارته لينافس سائقي التكسي على الفرص الشحيحة في الرزق وهو في نفس الوقت يحجز مساحة من رصيف عام في شارع تجاري يتصرف فيها كما لو كانت ملكًا خاصًا له ويا ويل من يزاحمه عليها أو يحاول إبعاده عن ممشى الناس فيضع فيها “بسطية” أو “جنبر”.
ويكلف أحدهم بالعمل لصالحه مقابل أجر وهو بالإضافة لما سبق قد أستولى منذ سنوات على أرض تابعة للدولة بنى له فيها دار متجاوزة بينما أسكن في بيته (الطابو) عائلة مقابل إيجار شهري مرتفع..
ليس هذا فحسب.. فلديه عدة هويات لنقابات ومنظمات استخرجها بطرقه الخاصة تؤمن له علاقات وامتيازات مادية ومعنوية
قد ينطلق منها لتوسيع نطاق أعماله فيدخل نادي كبار رجال الأعمال والتجار وإذا إبتسم له الحظ أكثر سنجده يومًا ما رقمًا مميزًا في عالم السياسة.
للأسف ان النموذج الأناني المشوه الذي أتحدث عنه، بتفاصيل تزيد أو تنقص، أصبح اليوم ظاهرة شائعة، غير مرفوضة وغير مستنكرة لدى الغالبية في العراق، لدرجة أن التعرض بالنقد لهذا السلوك المصنف شعبيًا كإجتهاد وشطارة وندارة سيكون هو المستنكر.