شتاء من نتاج غبار كويكب دام 15 عاما وقضى على الديناصورات

باريس‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬كان‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬اصطدام‭ ‬كويكب‭ ‬بسواحل‭ ‬المكسيك‭ ‬الحالية‭ ‬قبل‭ ‬66‭ ‬مليون‭ ‬سنة‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬انقراض‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬العالم‭ ‬الحي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الديناصورات‭.‬

لكن‭ ‬الطبيعة‭ ‬الدقيقة‭ ‬للظاهرة‭ ‬التي‭ ‬سببها‭ ‬الكويكب‭ ‬تشيككسولوب‭ ‬ظلت‭ ‬موضع‭ ‬نقاش‭. ‬وكانت‭ ‬أحدث‭ ‬النظريات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكبريت‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الاصطدام،‭ ‬أو‭ ‬السخام‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬حرائق‭ ‬هائلة،‭ ‬ربما‭ ‬كانا‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬حجب‭ ‬ضوء‭ ‬الشمس‭ ‬وإغراق‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬شتاء‭ ‬طويل‭.‬

وأعادت‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬نتائجها‭ ‬الاثنين،‭ ‬الزخم‭ ‬إلى‭ ‬نظرية‭ ‬سابقة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الغبار‭ ‬الذي‭ ‬أثاره‭ ‬الكويكب‭ ‬أظلم‭ ‬السماء‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭.‬

وقد‭ ‬يكون‭ ‬غبار‭ ‬السيليكا‭ ‬الناعم‭ (‬رمل‭ ‬مسحوق‭) ‬بقي‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬مدة‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭. ‬وكان‭ ‬نقص‭ ‬الضوء‭ ‬قد‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬متوسط‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬بما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬بحسب‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬نتائجها‭ ‬مجلة‭ “‬نيتشر‭ ‬جيوساينس‭” ‬‭\‬‭ ‬Geoscience‭.‬

في‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬تحدث‭ ‬لويس‭ ‬ووالتر‭ ‬ألفاريس،‭ ‬وهما‭ ‬أب‭ ‬وابنه،‭ ‬عن‭ ‬إمكان‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الديناصورات‭ ‬قد‭ ‬انقرضت‭ ‬بعدما‭ ‬أدى‭ ‬اصطدام‭ ‬كويكب‭ ‬إلى‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تغليف‭ ‬الأرض‭ ‬بالغبار‭.‬

وكانت‭ ‬النظرية‭ ‬موضع‭ ‬شك،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اكتُشفت‭ ‬الحفرة‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬أحدثها‭ ‬الكويكب‭ ‬تشيككسولوب‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬يوكاتان‭ ‬المكسيكية‭ ‬الحالية‭ ‬بعد‭ ‬حوالى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭.‬

وأوضح‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬المرصد‭ ‬الملكي‭ ‬البلجيكي‭ ‬أوزغور‭ ‬كاراتيكين‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬الدراسة‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬النظرية‭ ‬القائلة‭ ‬بأن‭ ‬الكبريت،‭ ‬وليس‭ ‬الغبار،‭ ‬ربما‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬غيّر‭ ‬المناخ،‭ ‬لقيت‭ ‬قبولاً‭ ‬واسعاً‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يُعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الغبار‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالحجم‭ ‬المناسب‭ “‬للبقاء‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭”.‬‮ ‬

وتمكّن‭ ‬فريق‭ ‬دولي‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬جزيئات‭ ‬الغبار‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬اصطدام‭ ‬الكويكب‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬أحفوريات‭ ‬تانيس‭ ‬بولاية‭ ‬داكوتا‭ ‬الشمالية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬ويراوح‭ ‬قياسها‭ ‬بين‭ ‬0,8‭ ‬و8‭ ‬ميكرومتر‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬إدخال‭ ‬بياناتهم‭ ‬في‭ ‬نماذج‭ ‬مناخية‭ ‬مشابهة‭ ‬لتلك‭ ‬المستخدمة‭ ‬اليوم،‭ ‬خلص‭ ‬الباحثون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الغبار‭ ‬أدى‭ ‬دوراً‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬مقدرّاً‭ ‬سابقاً‭.‬

وكشفت‭ ‬عمليات‭ ‬المحاكاة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬الكمية‭ ‬الإجمالية‭ ‬للمواد‭ ‬المسقطة‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي،‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباعها‭ ‬كانت‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬الغبار،‭ ‬و24‭% ‬من‭ ‬الكبريت،‭ ‬و1‭% ‬فقط‭ ‬من‭ ‬السخام‭.‬

وتسببت‭ ‬جزيئات‭ ‬الغبار‭ ‬في‭ “‬منع‭ ‬عملية‭ ‬التمثيل‭ ‬الضوئي‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭” ‬في‭ ‬النباتات‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ “‬انهيار‭ ‬كارثي‭” ‬للنباتات،‭ ‬وفق‭ ‬كاراتيكين‭.‬

مشاركة