شارع الرشيد تاريخ بغداد العريق – وليد الحيالي
شارع الرشيد ليس مجرد طريق في بغداد، بل هو ذاكرة وطنية ومركز حضاري ارتبط بتاريخ العاصمة منذ افتتاحه عام 1916 في عهد الوالي العثماني خليل باشا. ومنذ ذلك الحين أصبح رمزًا للحداثة وملتقى الثقافة والتجارة والسياسة.
قلب بغداد النابض
شهد الشارع مقاهي شهيرة مثل مقهى حسن عجمي ومقهى الزهاوي حيث كان يجتمع الأدباء والمفكرون، كما ازدهرت فيه دور السينما والمسرح مثل سينما الروكسي، إضافة إلى الأسواق التراثية كسوق الهرج والصفافير. وامتازت مبانيه بطراز معماري مميز ما زال شاهدًا على هوية بغداد.
خطوة إيجابية لكنها غير كافية، إن ترميم جزء من شارع الرشيد مبادرة تُثنى عليها الجهات المختصة، لكنها تبقى خطوة أولى تحتاج إلى رؤية أشمل. فإحياء هذا الشارع لا يقتصر على إصلاح الأبنية، بل يتطلب:
- الحفاظ على الطابع التراثي ومنع تشويه الهوية المعمارية.
- إعادة الوظيفة الثقافية والفنية عبر دعم المسارح والمكتبات.
- إنعاش النشاط التجاري والحرفي وتحويله إلى مقصد سياحي.
- إدارة حضرية حديثة تُراعي المشاة وتنظم الحركة.
دعوة وطنية
إن إعادة الحياة لشارع الرشيد ليست مشروعًا عمرانيًا فقط، بل مشروع وطني يعيد لبغداد وجهها الحضاري ويجعلها جديرة بتاريخها العريق. إن الاهتمام بالرشيد هو اهتمام بذاكرة العراقيين جميعًا، وحفظٌ لروح بغداد التي تستحق أن تبقى حيّة في وجدان الأجيال.