سيول سدّي سليمان ودز الإيرانيين تغرق جنوب العراق


سيول سدّي سليمان ودز الإيرانيين تغرق جنوب العراق
واسط وميسان منطقتان منكوبتان وطهران تضخ مياه مبازلها إلى شط العرب
لندن ــ نضال الليثي
بغداد ــ كريم عبدزاير
أفادت مصادر من داخل ايران ان كمية الامطار التي سقطت على ايران تفوق الامطار التي سقطت على جنوب العراق خلال الاسبوع الاخير بأربعة أضعاف.
وقالت المصادر لـ الزمان ان السلطات الايرانية عمدت الى فتح عدد من بوابات سدي سليمان ودز اللذين توجد مقترباتهما واراضيهما المسطحة باتجاه مباشر نحو الاراضي العراقية مما تسبب في إلحاق اضرار تفوق مرات عدة الاضرار التي تسبب بها سقوط الامطار على جنوب العراق فضلا عن سرعة جريان المياه وقوة انجرافها بفعل الضغط الذي ولّد فتح عدد من بوابات السدين.
فيما لا تزال الحكومة العراقية تتستر عن المعلومات حول تعمد ايران فتح بوابات السدين باتجاه الاراضي العراقية خشية انهيارهما وتسببهما في فيضانات تلحق اضراراً كبيرة بموسمها الزراعي نتيجة تساقط الامطار. من جانبه قرر مجلس محافظة ميسان، امس، اعتبار قضاء علي الغربي شمالي العمارة منطقة منكوبة نتيجة السيول المدمرة ، واكد أن نسبة الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية في القضاء بلغت نحو 100 ، فيما اشار الى أن المنطقة تحولت من أراضي زراعية الى مسطحات مائية شاسعة . وهذا يحدث للمرة الاولى في تاريخ العراق خلال قرن كامل.
وقال رئيس لجنة الزراعة والري في مجلس محافظة ميسان حسن ان السيول القادمة من جهة ايران دمرت الأراضي الزراعية والقرى التابعة لقضاء علي الغربي ، مبينا ان اللجان التي تشكلت بأمر مجلس المحافظة لتقييم الأضرار التي خلفتها السيول ما زالت تعمل بصورة متواصلة .
واوضح لازم أن المجلس قرر اعتبار قضاء علي الغربي منطقة منكوبة بعد أن حولت اغلب الاراضي الزراعية الى مسطحات مائية شاسعة.
وتابع رئيس لجنة الزراعة والري في مجلس ميسان أن نسبة الضرر في الاراضي الزراعية التابعة لقضاء علي الغربي بلغت 100 .
وأعلنت مديرية الدفاع المدني العامة، امس وصول الخسائر البشرية في محافظتي واسط وميسان جراء موجة الأمطار والسيول الأخيرة الى سبعة أشخاص، من بينهم طفل سقط في احدى فتحات الصرف الصحي، مؤكدة أن الوفيات لم تحصل في ناحية شيخ سعد أو قضاء علي الغربي المتضررين بشكل كبير من السيول، وانما حصلت في مناطق أخرى من المحافظتين.
واوضحت المصادر ذاتها لـ الزمان ان هذه ليست المرة الاولى التي تفتح ايران بوابات سديها في اتجاه جنوب العراق للتخلص من فائض الامطار متسببة باضرار كبيرة بالموسم الزراعي في جنوب العراق.
وضربت السيول القادمة من ايران عشرات القرى جنوب العراق وتسببت بخسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
ونفق في قضاء علي الغربي شمال شرقي العمارة المئات من رؤوس الماشية والابقار التي هي عماد حياة السكان ، نتيجة السيول.
من جانبها قالت مصادر عراقية لـ الزمان ان السيول القادمة من ايران تسربت من بين جبال حمرين وبشتكو ضاربة القرى والسكان الذين يعتمد مصدر رزقهم الأساس على الزراعة وتربية المواشي وبيوتهم المبنية من الطين والقصب سقطت.
وأدى انهيار سدة الشماشير الترابية في قضاء علي الغربي، الى تدفق مياه الأمطار والسيول الى القرى وتدميرها بالكامل.
وقالت المصادر من داخل ايران ان ايران لا تلتزم بالعهود والمواثيق الدولية الخاصة ببناء السدود مع العراق والخاصة بدولة المنبع ودول المصب فهي فضلا عن فتحها بوابات سدودها على العراق فانها تحتجز مياه مصبات دجلة النابعة منها مما تسبب بالجفاف في العراق وسط صمت السلطات في بغداد.
وتحولت الطرق الى برك للمياه وهجر السكان منازلهم بعد أن حاولوا انقاذ ما يمكن من ممتلكاتهم.
وذكر مسؤولون محليون أن عشرات الالاف هجروا منازلهم وآووا الى مخيمات مؤقتة أقامها الهلال الأخمر.
وقال ماهر الشرفي من سكان احدى القرى المنكوبة جاءتنا السيول والأمطار فغرق البيت بكامله. هذه العوائل بيوتها تهدمت المدارس امتلأت كلها وهذه الطرقات كلها امتلأت بالناس. وأوضح مسؤولون في محافظة واسط أن الأمطار الغزيرة والسيول ألحقت أضرارا جسيمة بنحو 40 قرية.
وقال العميد كاظم بشير مدير العلاقات العامة والاعلام في الدفاع المدني جهد الدفاع المدني تم استنفاره منذ اليوم الأول قبل ثلاثة أيام من هطول الأمطار والسيول في محافظة واسط وبالتحديد ناحية شيخ سعد اضافة الى قضاء علي الغربي في محافظة ميسان. الجهد يتضمن عمليات اخلاء المواطنين بالقرى ونقل المواد والمعدات والمستلزمات الأخرى اضافة الى التنسيق مع جمعية الهلال الأحمر العراقية فرع واسط بنصب خيام للمتضررين والتي تم نقلهم الى مناطق آمنة.. اضافة الى توزيع المعونات والمواد العينية والأغذية والبطانيات لهم ولا زالت عمليات الانقاذ.. الاخلاء مستمرة للمواطنين .
ونصب الهلال الأحمر العراقي عشرات الخيام لايواء المتضررين من السيول ويوزع عليهم الطعام والأغطية. كما لجأ مئات من سكان القرى الى مساجد وأضرحة ومدارس بعد أن تضررت مساكنهم.
وذكر الهلال الأحمر أن الأحوال الجوية السيئة أدت الى تشريد ما يزيد على 300 أسرة.
وقالت المصادر ان انخفاض التدفق المائي من روافد نهر دجلة التي تنبع من الأراضي الايرانية بنسبة تتراوح بين 60 ــ 70 في المائة أثر سلباً على المشاريع التنموية في العراق.
وقالت المصادر لقد تقلصت المساحات الزراعية في حوض نهر دجلة نتيجة نقص المياه خاصة المساحات الزراعية القريبة من الحدود بين البلدين.
واضافت أن مياه روافد نهر دجلة الجارية من ايران لرفد نهر دجلة في العراق لا تغدو سوى تصاريف مائية ذات تراكيز عالية من الأملاح تسيئ لاجمالي مياه نهر دجلة على طول المجرى وتسبب تملح الترب الزراعية نتيجة ريها بمياه مالحة.
واشارت الى ان أن التراكيز العالية للأملاح في مياه نهر دجلة أثر سلباً على أداء تقنيات الري الحديثة المعتمدة في بعض المناطق خاصة أجهزة الرش والتنقيط نتيجة انسدادها بالأملاح.
وشددت ان تحويل روافد نهر دجلة على طول الحدود البالغة 1200 كم مما أدى لتصحر الأراضي الزراعية وخروجها من حيز الانتاج الزراعي وانعكس سلباً على تدفق المياه نحو الأهوار في جنوبي العراق تحديداً هور الحويزة وأدى لاختلال المناخ المناطقي وهبوب عواصف رملية أضرت بالمساحات الزراعية.
وقالت نقص ايرادات المياه نحو شط العرب أدى لاختلال العلامات الحدودية للمياه الاقليمية العراقية خط الثالوك ــ خط العمق مما أثر سلباً على الموانئ العراقية ومراسي السفن وزاد من مساحة المياه الاقليمية الايرانية وعلى حساب العراق. كما تسبب بأضرار بيئية بالغة على الأحياء المائية في منطقة شط العرب وعلى عملية هجرة الأسماك بين المياه المالحة والعذبة، وكذلك على التغيرات الجيولوجية التكتونية لمنطقة شط العرب وبالتالي على كامل النظام المائي في منطقة الخليج العربي.
وشددت ان تسارع مشاريع الري الايرانية على الحدود مع العراق لتحويل روافد الأنهار الى عمق الأراضي الايرانية والحد من تدفقها نحو الحدود العراقية خلال السبع سنوات الأخيرة، وقالت المصادر لقد عمدت ايران على تحويل كافة الروافد المائية على جانبي الحدود بين البلدين الى العمق الايراني وبذلك فانها حولت معظم الأراضي الزراعية على الحدود الى أراضي جرداء فرحل سكانها نحو العمق الايراني.
AZP01