سيناريو ما بعد داعش
حفظ الله العراق
لم يبق لداعش سوى بضعة ايام وتنتهي هذه الحقبة السوداء من تاريخ وطننا الجريح.
كنت ولا زلت على قناعة تامة بان حكام ما بعد 2003 لم ولن تقوم لهم قائمة ولا يستطيعون البقاء في مناصبهم الا باشغال البلد بازمات متكررة وبحروب تاكل الاخضر واليابس ومشاحنات وتخويف طرف من طرف اخر وزرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد ، وكنت اظن بانهم سيبداون المخطط القادم بعد زوال داعش بالكامل ، ولكنهم لم يصبروا على ذلك فاوجدوا لنا ازمة الاقليم والحكومة المركزية والتقسيم.
بقاء وطن
مع رفضي الشديد لاي مشروع من مشاريع التقسيم ومع اشد رغبتي في بقاء هذا الوطن واحدا موحدا من اقصى شماله الى اقصى جنوبه ومن شرقه الى غربه .
ولكن الامور تسير على نهج مختلف وان حكومة اقليم كردستان مصرة على الانفصال بل وصل بهم الحال الى الامتداد في مشروعهم وطمعهم في اخذ كركوك واجزاء واسعة من محافظة نينوى وديالى ، وان الشعب الكردي كذلك سائر على نهج حكومته ولا الومه فقد لُعبت علينا نفس الادوار التي كان يلعبها من يحملون لواء المذهب ونصرتهم من الاحزاب الاسلامية ومن يحملون لواء الدفاع هم اهل المذهب ونصرتهم ، وبالنهاية كلها ادوار تمثيلية تلعب على تلك الاطراف للبقاء في مناصبهم واللعب على اي وتر ينالون فيه استحسان الناس واصواتهم بشتى الطرق الدنيئة ، فكلهم لا يهمهم لو ان العراق يباد عن بكرة ابيه بكل اصنافه والوانه المهم ضمان بقائهم في السلطة بشكل او باخر .
واني اليوم مع اي وقفة للحوار والنقاش والحيلولة دون جر البلد الى حرب اخرى سنخسر فيها المزيد من الشباب وسنولد فيها الايتام والارامل والبيوت المنكوبة .
كما اني اقف مع الحوار والنقاش للحيلولة دون تقسيم هذا البلد الذي عشنا فيه اخوة لعقود من الزمن .
وان كان لابد من التقسيم ، فايضا لابد من التمسك بكل شبر ( باستثناء المحافظات الثلاث ) من العراق التي اراها اصبحت امرا واقعا سيفرض علينا وستصبح دولة مجاورة للعراق.
اما ان كان لا جدوى من الحوار واستمر ذلك الابن الضال في طمعه ولم يرضخ للحوار العقلاني فالواجب يقتضي بان يردع هذا الابن الضال بالقوة وعن طريق (وقفة حكومية جادة لا تراجع فيها).
واؤكد ان تكون الوقفة حكومية لاني ضد كل صوت نشاز من تهديد وتجريح وتخوين بين العرب والكرد ، وليعلموا انها لعبة سياسية قذرة تقف خلفها اجندات خارجية وسيناريو رسم لكم فلا تاخذكم العواطف ولا تزيدوا الفجوة ولا تعمقوا الجراح ، انا ضد اي تهديد من افراد او ميليشيات او عشائر تهدد هنا وهناك .
وهنا دور العقلاء من الطرفين باحتواء تلك الازمة وردع تلك المؤامرة باسرع وقت والا ستكون محرقة سيكون الخاسر فيها ابناء الشعب البريء ، وهذا لا يعني التنازل عن اي شــــبر من ارض العراق .
حفظ الله العراق ارضا .. وشعبا.
احمد وسام المفتي – بغداد