سيطرة الأخ على أخته
ثلاثة أنواع
ان من اكبر العوامل المؤثرة على شخصية الابناء هي الاسرة حيث تغرس فيهم المفاهيم من خلال سلوكيات تقوم بها فتنطبع في شخصية الابناء .
ان الاسرة هي جزء من المجتمع وبالتالي تطبق عاداته وتقاليده وبما ان المجتمع الذي تنشا به الاسرة هو مجتمع ذكوري يعطي الاولوية للذكر ويجحد حق الانثى فلا عجب من سيطرة الاخ على اخته!
اذ تبدأ هذه السيطرة من خلال اهتمام الاسرة بالذكر ورأيه وعدم اشراك او اعطاء الانثى فرصة لابداء رأيها واهتمامهم برأيه ويصورون له انه الذي يحل محل ابيه في غيابه أي انه الحكم المسيطر على الاسرة فيخرج بشخصية دكتاتورية مستبدة على الكل الانصياع لها سواء كان هو الصغير او الكبير ..
الاسرة تعاني من مرض التمييز بين الذكر والانثى مما يخلق فجوة بينهما ويغرس في نفسية الذكر حب السيطرة والتحكم بإخته ويخلق العداء والحقد والكره بين الاخ واخته ان هذا المرض خطير لانه يقتل وجود شخصية الانثى في الاسرة ويجعلها مقيدة مكبلة ورهينة بيد اخيها المتسلط .
حيث اصبحت الكثير من الاناث سجينة الدار بسبب سلطة اخيها حيث اصبحت محرومة من ابسط حقوقها المشروعة التعليم والعمل ..
انها اهانة لوجود الانثى !
وطمسها تحت شعار ان اخاها يخاف عليها ويعلم مصلحتها ..متناسين ان الانثى تمتلك عقلا كما هو اخوها بإستطاعتها معرفة مصلحتها ايضا..
انه كبت لحقها الانساني..
وهناك انواع لسيطرة الاخ على اخته :
النوع الاول هو سيطرة الاخ المراهق ..كونه بدأ يحس بالمسؤولية تجاه اخته ويشعر انه حاكم عليها ويجب ان تأخذ اذنه بكل شيء لانه هو الاخ..في عمر المراهقة يتولد عند الذكر شعوره بالسلطة والتحكم حتى على امه وان على الجميع ان ينصاع لامره ..
ولهذا اسباب اهمها ان الاسرة هي من سمحت له بذلك من خلال سلوكياتها وغرس عادات المجتمع من حيث تشعر او لا تشعر وبذلك تصور له انه اصبح رجل وهو من يتحكم ومسؤول على اخته الانثى ..! وهو من يتحكم بمصيرها وملبسها وخروجها .
الحالة الثانية هو الاخ الذي يسيطر على اخته بعد وفاة ابيه هذا النوع هو الذي يتصور انه اصبح المسؤول ..وحل محل ابيه ويجب الحفاظ على اخته كونه هو المسؤول على اخته لانه رب الاسرة الجديد ! ويسيطر حتى على اخته الكبرى ! ويتعدى بسيطرته حتى على امه متناسيا ان امه هي عمود الاسرة الثاني ! وتأخذ اذنه حتى للخروج !
النوع الثالث هو سيطرة الاخ بوجود الاب وهذا النوع ناتج من ضعف شخصية الاب واعطاء المجال للاخ بالسيطرة على الاسرة والتحكم بها واضعاف شخصية الاخت واعطاء الاولوية للاخ. ان تصرفات الاخ ماهي الا نتاج من سلوك الاسرة ! لوكانت الاسرة تغرس مفهوم ان الاخ كاخته متساو في الحقوق والواجبات لا فرق بينهما ولاسلطة يفرضها احدهما على الاخر هم فقط اخوة يتقاسمون الحب والود والاخلاص فيما بينهما يساعد احدهما الاخر بكل حب واخوة.
ان من عواقب هذه السيطرة هي قتل احلام وطموحات الاخت فبدورها رهينة لدى اخيها وهو من يتحكم بمصيرها. وتعديم وجود شخصيتها في الاسرة واضعاف ثقتها بنفسها وبالتالي تترتب اثار نفسية كبيرة من جراء المشادات التي تحدث بين الاخ واخته بل وتتعدى الى الضرب والتهديد..!
ان معالجات هذا المرض بسيطة بمجرد قيام رب الاسرة بتصرفات صحيحة ليست نابعة من مجتمع ذكوري واعطاء الانثى وجودها وقيمتها في الاسرة والمجتمع وجعل مفهوم التساوي قائما بينهما وخلق روح الحب والاخوة ..
ان شيوع هذا المرض يدمر شخصية الانثى في المجتمع ويجعلها ضعيفة لذا علينا الاسراع بالمعالجة من خلال تناول الموضوع ودراسة الاسباب بدقة اكبر وطرح الحلول.
ام البنين حسن – بغداد