سيار ونجوى والزمان والمواقع المعنية ـ وليد خالد احمد

سيار ونجوى والزمان والمواقع المعنية ـ وليد خالد احمد
نشرت جريدتكم الزمان صفحة اتجاهات الرأي عدد يوم الاربعاء 20» 11» 2013 مادة للدكتور سيار الجميل معترضاً فيها على طريقتي في عرض كتاب الاتحاد العربي الهاشمي في الوثائق البريطانية الذي نشرته الجريدة في يوم 16» 9» 2013،ــــــــــ لاحظ تاريخ نشر المادة وتاريخ الرد ، على ما يبدو مكتب الدكتور متابع ودقيق ــــــــــ وقد اعادت الزمان نشر نفس المادة الاعتراضية في اليوم التالي الخميس 21» 11» 2013 بأسم نجوى مسعد مدير مكتب الدكتور، ولا اعرف سبب اعادة الزمان نشر مادة ليومين متتاليين وتحت اسمين مختلفين؟ على من ارد؟ سافترض ان الاثنين واحد، وبخصوصه اوضح الاتي
بادئ ذي بدء ليس تبريراً بل افهاماً اود ان اوضح امراً يتعلق بمسألة عرض ومراجعة الكتب في صحافتنا اليومية التي تحيط بها عادة معاناة قد تحمل العارض احياناً على أيثار العافية تفادياً للمواجهة الشخصية. فقد يؤخذ رأي العارض او طريقة عرضه للكتاب احياناً بالمضنة سواء أكانت في مواطن التقريظ ام في مواطن الاختلاف. وفي منهج عرض الكتب ومراجعتها المعمول به والمتعارف عليه في اغلب الصحف اليومية والمجلات الفكرية، هناك متخصص من يقوم بهذه المهمة يعرف بـ Reviewer مهمته تلخيص اهم الافكار والاتجاهات الاساسية التي يسعى المؤلف الى طرحها. واعتقد ان ذلك من حق المؤلف ومن حق العارض، كما انه من حق القارئ، وتلك وظيفة جوهرية يهدف اليها باب عرض ومراجعة الكتب في اية مطبوعة، وهذا كما اسلفت المتعارف عليه في العمل الصحفي.
والمقصود بعرض الكتب في رأينا المهني، هو ذلك الذي يتوجه باهتمامه الى القراء عامة من دون تخصيص فئة محددة منهم، اذ يعمد الى عرض مادته باسلوب سلس لا يدعو الى الملل، يبتعد عن لغة التخصص البحت وحرفيته، وان كانت مطلوبة بعض الاحيان، ويهدف الى توسيع مدارك القراء عامة بتقديم حقائق يصعب عليهم تتبعها او فهمها بشكلها المفصل.
ولا يعني هذا السعي كسب جمهور كبير من القراء تنازله الموضوعي لعرض محتوى الكتاب بل يجب ان يحرص على ذلك متوخياً تبسيط المادة لتكون قريبة من ذهن القارئ.
وعليه، فأن من ابرزما يميز تقديم اي عرض لاي كتاب في مطبوعة يومية لقرائها، هو مساهمته في اثراء معرفتهم من خلال تقديمه لهم موضوعات كتب ذات مستوى معرفي لا يقل عن مستوى اي واحد منهم مهما كانت مستويات خلفياتهم الثقافية، ناهيك عن لفت انتباه القارئ المتابع او المتخصص للبحث عنه واقتناءه.
كلامي هذا للدكتور ولمسؤول الصفحة، ولنجوى، التي على ما يبدو من خلال ما نشر لها او لغيرها… لا علاقة لها بالكتابة الصحفية، والا كان فرقت بين الكتابة لمطبوعة يومية والكتابة لمجلة علمية متخصصة والمجالين لهما امتيازاتهما الكتابية، اما القيمين على صفحة اتجاهات الرأي، فيكفي نشرهم نفس المادة لأسمين مختلفين وليومين متتاليين ليعكس مستوى كفاءة مهنيتهم وحرفيتهم..
واليهم اقول ان الكتابة في الصحافة بشكل عام قبل كل شيء اخلاقيات رفيعة واحترام للمهنة واهلها، فمن يمتهمن القلم ليكتب للصالح العام لا لاغراضه المبطنة، يفترض فيه ان يتمتع او يتحلى بمثل وقيم اخلاقية المهنة، فاحترام فكر وعقل الغير واجب، واحترام الحرفة والصدق في التعامل وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، وعدم اللجوء الى اساليب التدليس والاستغفال والدس واجب آخر.
ما المغزى او الدافع من اعادة نشر مادة لأسمين مختلفين تتبجح وتجعجع بالامانة العلمية وليومين متتاليين في نفس الصفحة من الزمان؟
الذي يبدو، ان مسؤول الصفحة لا يقرأ ولا يدقق ما ينشر في صفحته، وهذا بالتأكيد قمة انعدام المهنية الذي ابتليت به صحافة المهجر التي لم تتعلم من قريناتها الاجنبية تفاصيل المهنة.
كذلك اقول ليس كل من نشر مقالاً او بحثاً او ألف كتاباً صار كاتباً او باحثاً ، وليس كل من حمل مؤهلاً علمياً عالياً يتعكز عليه ويتبجج به، اصبح ابو الكتّاب او عارف بحرفية المهنة حتى لو كان مقيماً في بلدان الصحافة الراقية….
دكتور سيار، نجوى…
ذكرتم … ان اغلب فقراته عرض الكتاب منقولة في معظمها نقلاً حرفياً عن مقدمة د. سيار الجميل من دون ان يضع الكاتب نقولاته الحرفية بين اقواس بل ولم يشر ابداً الى الدكتور سيار كونه صاحب الافكار .
ألفت انتباهكم الى الفقرة التاسعة من العرض حيث ذكرت … ضم الكتاب الذي نحن بصدد مراجعته الترجمة الكاملة لنصوص 215 وثيقة بريطانية قام بترجمتها المؤرخ العراقي مؤيد الونداوي [ وقدم لها بدراسة تحليلية مسهبة المؤرخ والكاتب الغني عن التعريف سيار الجميل هل يستوجب بعد ذلك ان اثقل المادة وهي صحفية وليست بحث علمي بالاقواس والاشارات، والقارئ الحصيف بالتأكيد سيعرف يا دكتور ويا نجوى بعد قراءته لهذه الفقرة، ان المادة التي بين يديه هي حصيلة دمج افكار الونداوي المؤلف والجميل المقدم من قبل عارض الكتاب لأخراجها وعرضها بهذه السلاسة المبسطة للفهم، ناهيك عن ذكر اسم المؤلف والمقدم نهاية المادة ضمن هوية الكتاب.
انبه ان هناك من عرض الكتاب عرض بائس منشور في موقع الدكتور.
الذي يبدو لي من سياق الفقرات الاولى لمادتهما الاعتراضية، ان الدكتور اعتمد على اطلاع نجوى ولم يجهد نفسه مبتسماً بقراءة المادة بالكامل، لوجدها انها عرض كتاب ومراجعة وليس بحثاً علمياً وهو العارف بالتأكيد بأصوليات ومنهجيات عرض ومراجعة الكتب، ولوجد ايضا من لم ينكر دوره البحثي لو اطلع بين ثنايا النص وتمعن به جيداً، لوجد ان من امثالي لا يحتاجونه ولا يحتاجون امثال نجوى ان اتعلم منهم اصول البحث العلمي والكتابة الصحفية، ولا النقل حرفياً ولا الأخذ من علمهم على غفلة منهم ولا الاخذ من كتاباتهم ولصقه بأسمنا من دون وجه حق ومن دون ان اذكرهم … فأنا ولله الحمد لي 17 كتاب مترجم عن الانكليزية والفرنسية، واكثر من 250 مقالة ودراسة وبحث منشورة خلال السنوات الثلاث الاخيرة… في اغلب الصحف والمجلات والمواقع العراقية والعربية، وبأمكان الدكتور ونجوى الاطلاع على المنشور منها في جريدة الزمان ليلمسوا الفرق بين قيمة كتاباتي وكتاباتهم ، لكن مشكلتي هو اني لست من اولئك الذين يسوقون انفسهم مستعرضين من خلال محاضرات ومؤتمرات، معلومات مقتبسة عن مراجع اجنبية مؤطرة بمفردات ومنهجيات استعراضية لا تستغفل النبيه ، مستغلين جهل وامية بعض جمهور النظارة والقراء….
مع تقديري لكم
جريدة الزمان للنشر في نفس الصفحة والزاوية
موقع الدكتور سيار الجميل والمواقع التي راسلها
waleedkaisi@yahoo.com
AZP07