سيابيات
-1-
المطر هناك ليس كالمطر
فلا حياة عندنا ولا عيونٌ مثل غابة النخيل ساعة السحر
فالوقت يمضي دونما شعورُ
أننا بشر
فعالمٌ يسوده الضياع والسهر
بلا نتاج يورق الكروم
ولا ضياء أو رقص لذلك القمر
ليس جديراً أن يسمى عالماً
أو أن يكون زائراً له المطر
فعراقنا سيدتي ما عاد ذلك العراق
ولم يـَعدْ أنشودة لذلك المطر
وشاعري سيدتي قد مات منذ قرن
ولم يلدْ خليفة يغني للمطر
وبويب يا سيدتي قد غادر الحياة
ولم يعد بحيرةً من الدموع أو نهر
-2-
هناك ينزل المطر ……… ويغسل الدروب والشجر
ولا أحس فيه بالضياع….. ولا أخاف فيه من قمر
ومدينتي سيدتي تسكنها الأشباح
والخوف فيها زائرُ المساء والصباح
نعيشه على الدوام دونما مطر
فهل اغني لحظةَ المطر ؟
أو زقزقة عصافير على الشجر ؟
ولا مجال عندنا لكي نغوص في القرار
لنجمع اللؤلؤ والمحار والحصى
من ذلك النهر
فنهرنا سيدتي قد جف منذ حين
وفارقتنا ضحكةُ الأطفال
ودردشات الصبية الصغار
وشاخت البنات في الصِغَر
وشبابنا سيدتي ما عاد كالشباب
فشبابنا سيدتي ….. يصارع القضاء والقدر
يصارع القضاء والقدر
-3-
في قاعتي سيدتي فتحتان
تأتي منهما رائحة الشجر
لكني لا أرى من خلالها ضوءاً
لذلك القمر
ولا أشاهد منهما النجوم في السحر
فقاعتي سيدتي بعيدة الأطراف
لكنها مكتظة بأصناف من البشر
وجوهها سيدتي يثير فينا مشاعر الضجر
فقاعتي سيدتي
زنزانةٌ القضاء والقدر
أعيش فيها تائهاً أصارع السهر
واسكبُ الآهات والفِكَر
والتقي فيها بأخوة على طريقةِ
القضاء والقدر
فلاح شديد- بغداد
AZPPPL
