سور وأبواب (باب الطلسم) – نورهان شيراز

نورهان شيراز

سور وأبواب وطرق باب الحلبة (باب الطلسم)

ـــــ باب جمع بين القدسية والتخريب العثماني.
ــــ وصفه البلدانيون ووضع المستشرقون خرائط لسور وبوابات مدينة بغداد الشرقية.
ـــلماذا أنفقت الحكومة العراقية في ثمانينات القرن المنصرم مبلغ مليوني دينار عراقي كتعويض للشركة المنفذة لطريق محمد القاسم ولماذا هذا الجسر مقوس الشكل ؟.

سورمدينة بغداد الشرقية وأبوابه الأربعة (باب المعظم ـ باب الشرقي ـ الباب الوسطاني ـ باب الطلسم ).
بدأ بعمارتها الخليفة العباسي المستظهر بالله عام (1095 م) بعد الفيضان الذي أصاب بغداد وأدى الى خرابها ، وأكمل بناء هذا السور والبوابات في زمن ابنه الخليفة المسترشد بالله عام (1123م).
وقد عمل أهالي بغداد على بناء هذا السور وبواباته الأربعة حيث تبرع أهالي محلات بغداد على العمل لمدة أسبوع لكل محلة
أما عن باب الحلبة والذي سمي بهذا الأسم لقربه من حلبة السباق وساحة لعب الصولجان ، أما اسم الطلسم فجاء كون هذه البوابة تضم في أعلاها تمثالا لرجل متربع ويمسك في كلتا يديه أفعى عظيمة وعد العامة من اهالي بغداد أن هذه طلسمة تحميها من الاعداء ، وقد قام الخليفة الناصر لدين الله بتجديد وترميم هذه البوابة سنة (1221م ) كما تذكر الكتابة التي تعلو البوابة حيث ذكر فيها أسم الخليفة وسنة البناء والدعاء له وللدولة.


وصف مدينة بغداد الشرقية البلدانيون العرب امثال ابن بطوطه وابن جبير حيث زاروا بغداد في العصر العباسي المتأخر ووضعا وصفا كاملا لمدينة بغداد الشرقية وأسوارها وخندقها وبواباتها الأربعة ومحلاتها وقصورها وجوامعها ومدارسها وسككها وغير ذلك.
كذلك زار بغداد أبان العصر العثماني العدديد من المستشرقين الأجانب ووضعوا وصف بواباتها وخرائط لمدينة بغداد الشرقية حيث وصفها المستشرق الفرنسي تافرنيه وكذلك وصفها الرحالة الهولندي (ولفرت دابر) ، على أن أهم من وضع وصف وخرائط على أسس علمية وفنية لمدينة بغداد الشرقية هوالرحالة نيبور حيث ذكر (أن باب الحلبة بقي مغلقا منذ دخول السلطان مراد الرابع منتصرا من هذه البوابة حيث أمر باغلاقها بالآجر لكي تبقى مقدسة ولايضع أحد قدميه عليها أحتراما له ).
وقد استخدمت هذه البوابة في اواخر العصر العثماني كمخزن للبارود واثناء انسحاب الجيش العثماني وهزيمته أمام القوات البريطانية حيث اوقد الاتراك النار في البارود ونسفوا البوابة ليلة 11آذار 1917 وبذلك أزيل بسبب هذا التصرف السيء أحد معالم بغداد التي تمثل طرازا رائعا مما وصلت له عمارة القرن الرابع الهجري وبهذا العمل أنتهت قدسية هذه البوابة وخربت بالنسف.
على أنه في ثمانينيات القرن المنصرم وأثناء شق وبناء جسر وطريق محمدالقاسم عثر على بقايا هذه البوابة مما حدى بالحكومة آنذاك بتغيير مسار الطريق ، حيث اصبح الجسر بشكل مقوس وقامت الحكومة بتعويض الشركة المنفذه بمبلغ مليوني دينار عراقي.
ثم قامت مديرية الآثار ببناء بوابة شبيهه ببوابة الطلسم وان كانت اقل ارتفاعا وبنفس المواصفات التأريخية والعمارية ، وذلك حفاظا على الأرث الحضاري لمدينة بغداد ولاتزال هذه البوابة قائمة كالطود الشامخ رغم حداثة هذه البوابة من حيث البناء والتنفيذ.
العراق بين الأحتلال والهدم وبناء الطرق ضاعت أسوار وبوابات مدينة بغداد الشرقية ولم يبق الا ماذكرته بطون كتب البلدانيين وخرائط ووصف الرحالة الأجانب.

مشاركة