سور الوطن.. الرقم الأصعب
محمد السيد ياسين الهاشمي
غداً السادس من كانون الثاني من كل عام يمر علينا هذا اليوم العظيم، الجميل، ذلكم هو عيد تأسيس الجيش العراقي.. جيشنا الباسل ، الذي كنا أيام الصبا والشباب والى سنوات قريبة نغرد بأكرم وأجمل نشيد و للجيش العراقي الباسل في عيده سنويا ًوفي مناسبات وطنية أخرى ، نردد فيه :
الجيش سور الوطن يحميه أيام المحن
نفذي له يوم المحن أرواحنا بلا ثمن
علمتنا كيف الشمم وكيف يرفع العلم
إن حبنا للجيش الذي نحس به خلال ترديد النشيد مصدره ان الجيش هو تعبير خالص عن كل معاني البطولة والشجاعة والإيثار والعز والشهامة ، وهو يمثل حقيقة العراق الحبيب .
حقا ً إن هذا اليوم والذي تمر فيه الذكرى الثانية والتسعين هو من أيام العراق المجيدة، ومناسبة جليلة لا يوازيها أي مناسبة لأنه على مدى تاريخه كان سورا ً منيعا ً للوطن بوجه الأعداء والمتربصين للعراق… وكان تجسيداً لمعاني الوحدة العراقية الأصيلة . انه من أيام العراق الخالدة ، وله مكانه في قلوب العراقيين المخلصين يستمد هذه المكانة الرفيعة من مكانة جيشنا المقدام ودوره في النضال على كافة الأصعدة وبطولاته العزيزة من اجل العراق ، ومشاركته في الدفاع عن ارض العرب جميعا ً ، ومقارعته للاستعمار والصهيونية ، وأعداء للوطن من كل شكل ولون.
فلم تقتصر بطولة جيشنا على الدفاع عن حدودنا ، بل امتد ذراعه الفولاذية ليدافع عن الدول العربية دون تمييز ، فهل ننسى بسالته في فلسطين عام 1948 فأبلى بلاءً حسنا ًفي قتاله ضد الصهيونية والدفاع عن سوريا وحمايتها من السقوط في أيدي أعداء الإسلام والعروبة عام 1973 ودوره في سيناء ، كان دفاعا ً بطوليا ً سجل له التاريخ ملاحم وأساطير تناقلتها الأجيال عبر التاريخ .
تلك مواقف وادوار مشرفة وشجاعة تستحق الإجلال والإكبار وقد سماه الكثير بسجله المتخم بالانتصارات (أسطورة العرب ) .
ولا يزال الجيش العراقي يمثل الرقم الصعب في معادلات التوازن والامن والاستقرار مقارنة مع الفشل العسكري والسياسي لقوات الاحتلال الامريكي التي عجزت عن ادارة العراق وتخبطت تخبطاً عشوائياً من موقف إلى موقف …
لقد ترك لنا الجيش بكل تشكيلاته وصنوفه وخبراته الطويلة تراثا ً ثرا ً من المعاني الوطنية ظلت ولا تزال مصدر الهام وقوة لجيشنا في كل مراحله وأعوامه.
لكن الأعداء والغزاة والمستعمرين يحاولون طمس حقيقة هذا التراث الخالد ، الا انه لا يمكن نزع تاريخ مليء بالبطولات مهما دعا سعاة الشر في هذا الاتجاه .
صحيح أن جيشنا واجه تحديات كثيرة وانتكاسات أضعفته وجعلته لقمة سائغة أمام الأمريكان الطغاة ، فقد انهكته سنوات الحروب العبثية والمجازفات غير المدروسة التي أنهكته وقللت من معنوياته ، وغيرت من سلوكياته مما سهل الأمر للولايات المتحدة الأمريكية احتلال أرضه المقدسة بيسر وسهولة دون مقاومة تذكر ، وما جريمة الحاكم الغادر البغيض الحاقد على العراق وجيشه (بريمر) بحل هذا الجيش بعد الاحتلال عام (2003) إلا تنفيذا ً وتحقيقا ً لواحدة من صفحات الأعداء الغادرة في أضعاف الجيش العراقي وتحجيمه وإبقائه قوة متخلفة محدودة الدور والفاعلية ، إلا انه نما وتطور بعد أعادة بنائه بهمة الغيارى من أبنائه الذين قاموا بتأهيله وتنظيمه واستحداث صنوف جديدة .
وبمرور العقود التسعة ومالقي الجيش من صعوبات وتحديات كبيرة اثناء مسيرته ، بقي وفيا ً لدوره متمسكا ً بعقيدته الوطنية ، كما اثبت خلال تلك السنوات انه ذلك السور المنيع الذي يسيج الوطن ويمنع عنه شرور الطامعين من قوى الظلام الذين يحاولون جره إلى متاهات لا تحمد عقباها .. ها هو اليوم يحمل هم العراقيين ويسدد الضربات القاصمة الى نحور الارهابيين والقاعدة ويهزمهم الى خارج الحدود كالجرذان مخذولين فاشلين ، فيؤكد صلته الحية بالشعب وبأهدافه الوطنية ، ويثبت انه جيش الشعب جميعا ً بكل طوائفه وشرائحه وأطيافه .
آملين وأحلامنا تتمنى في هذا العام الجديد أن يكون تطور جيشنا كما ً ونوعا ً وأن يكون مهابا ً دائما ينال رضا ومحبة الجميع.
نتمنى له القوة بالتدريب الجيد والتسليح الممتاز لجعله جيشا ً في مصاف احدث الجيوش تنظيما ً وتسليحا ً .
تحية لجيشنا الباسل وقادته في عيده الوطني ولكافة المؤسسات العسكرية والأمنية وتحية الى شعبنا العظيم ، ولشهداء جيشنا الابرار الخلود والرحمة .