سميرة الشمس .. أقدم مصوّرة تمارس المهنة
العمارة – علي قاسم الكعبي
تعد المصورة سميرة مزعل فهد الشمس من اقدم المصورات في العراق،و
لأنها أحبت الورد اهتمت بحديقة منزلها التي تطل على الشارع بشكل مباشر ووصل كرم مشاركتها مع المارة من خلال عدم بناء سياج يفصلها وكأنها حديقة عامة وتجدها أحيانا تقلب الزهور وأحيانا أخرى تزرع بعضها رغم تخطيها العقد السابع من العمر.
خصها الشاعر الكبير مظفر النواب بأمضاءة على احد دواوينه الشعرية كهدية لها ورسم لها خرائط مادة الجغرافيا عندما كانت صغيرة وكان يتردد على بيت أبيها في مدينة العمارة.
سميرة أيقونة مدينة العمارة وتاريخها الحافل أول مصورة احترافية في العراق سجلها النضالي مملوء بأحداث مبهرة مارست مهنة عرفها من خلالها أبناء مدينتها كانت شاهدة على أسوء حقبة مرت بتا البلاد وحسبك القول سميرة المصورة.
ولدت في أربعينيات القرن الماضي في مدينة العمارة وتبرعمت من عائلة تمتهن التصوير الشمسي آنذاك جدها لوالدتها وأبوها وأخوها وكانت لها صولاتها مع الكاميرا وهي لا زالت طفلة. حصلت على شهادة ممارسة المهنة عام 1962 من وزارة الإرشاد آنذاك ولم تبلغ سن الرشد بعد لتكون أول مصورة احترافية في العراق.
مارست العمل السياسي اليساري واعتقلت عام 1963 وكانت تبلغ من العمر 16 ربيعا وتم مصادرة كاميرتها وحكم عليها بالسجن لخمس سنوات والتقت بالعديد من اليساريات المناضلات وأدى تدهور حالتها الصحية في سجون بغداد إلى نقلها إلى مستشفيات العاصمة بغداد.
وصل خبر اعتقالها و وضعها الصحي الحرج قياسا لصغر سنها للكاتب و الفيلسوف البريطاني برتراند راسل داعية السلام فنظم على إثرها حملة واسعة لإطلاق سراحها شاركه فيها رؤساء و قادة دول أمثال خروشوف و انديا غاندي و غيرهما مما ولد ضغطا على الحكومة العراقية التي كان يترأسها عبد السلام عارف وأطلقت سراحها بعد أمد من الاعتقال.
بعد فترة افراج ليست طويلة، عاودت السلطات اعتقالها مرة أخرى لتقضي طورا من حياتها متنقلة بين سجون بغداد و العمارة و البصرة و لم يطلق سراحها إلا بعد مقابلة والدها الضرير للرئيس العراقي الأسبق و هذه المرة عبد الرحمن عارف و التماسه له بالإفراج عنها.شغلت سميرة حيزا كبيرا جدا من وسائل الاعلام المختلفة والمتنوعة وتصدرت عناوين عدة مواضيع كانت بطلتها بما تمتلكه من تاريخ حافل قلما تجمعه امرأة.
لا زالت محط استقبال العديد من الشخصيات الحكومية وكان آخرها زيارة وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم الوفد المرافق له لمنزلها مطلع عام 2021.