القاهرة – مصطفى عمارة
على الرغم من مرور عامين على انطلاق عاصفة الحزم العربى لانهاء انقلاب الحوثيين الا ان تلك الحملة لم تحقق كامل اهدافها فلم يستطع التحالف العربى والذى تقوده السعودية من تحقيق نصر عسكرى حاسم فى الوقت الذي ازدادت فيه معاناة الشعب اليمنى بسبب الحرب المستعرة بين الجانبين ووسط تلك المعاناه ادلى سليم المغلسى عضو المجلس السياسى لانصار الله بحديث خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه مايحدث الان فى اليمن وفيما يلى نص هذا الحوار
-ما هى حقيقة الموقف العسكري الآن ؟ وما هى امكانية حسم الازمة عسكرياً لاى من الطرفين؟
على الرغم من ترسانة الاسلحة الهائلة التى يمتلكها التحالف العربى فضلاَ عن الامكانيات المادية الهائلة والتى لا تقارن بامكانيات الشعب اليمنى المتواضعه مادياً وعسكرياً الا ان تلك الامكانيات استرقب بارادة وصلابة وشجاعة الجيش اليمنى واللجان الشعبيه واستطاعت تلك القوات باسلحتها البدائيه التصدى لقوات العدوان وايقاف تقدمها دون تحقيق اهدافها العسكريه فى معظم الجبهات الاستراتيجيه منذ اكثر من عامين بل تكبدت تلك القوات خسائر هائله فى العدد البشرى والعتاد العسكرى وهى تحاول الان التقدم فى السواحل العربيه بالتزامن مع اللعب على الورقه الاقتصاديه من خلال فرض مزيد من الحصار ورغم الحمله العسكريه الكبيره والغطاء البحرى والجوى للمعركه الا ان الجيش اليمنى واللجان الشعبيه استطاعوا الاحتفاظ بالجبال المطله على ذوباب والمخاء ولم تستطيع قوات العدوان الا التقدم على الخط الساحلى تحت غطاء جوى ولكنه تقدم غير مستقر لان الجبال التى تطل على تلك المناطق لازالت تحت سيطرة الجيش اليمنى واللجان الشعبيه والتى تقوم باستنزافهم بفعل الكمائن المستمره وبالنسبه لامكانية الحسم العسكرى فاعتقد ان كل من الطرفين لن يستطيع ذلك ولقد اثبتت الاحداث خلال العامين الماضيين ان الامكانيات العسكريه مهما كانت تلك القوه لن تستطيع حسم المعركه عسكرياً امام الاراده الصلبه للشعب اليمنى
-وما هى حقيقة الدعم العسكرى الذى يتلقاه الحوثيون من ايران ؟
هذه شائعات كاذبة تهدف الى تجريم وتهويل اى حديث عن الجمهورية الاسلامية الايرانية الشقيقة بغية عزلها وقطع الروابط الاخويه بينها وبين الشعوب العربية والاسلامية وتضليل وتزييف الوعى لدى هذه الشعوب بتصوير ايران انها العدو الحقيقى الذى يهدد المنطقه بصرف النظر عن العدو الحقيقى للامة والمتمثل فى امريكا واسرائيل وفى هذا المقام ومن الانصاف نؤكد ان ايران بلد شقيق له الكثير من المواقف المشرفة فى صف الشعوب العربيه والاسلامية خاصة الموقفالمميز مع الشعب الفلسطينى واللبنانى ضد العدو الاسرائيلى فضلاً عن تعاطفها مع المظلومين من الشعب اليمنى ونحن نؤكد بان السعودية والامارات وغيرها من دول العدوان تدرك جيداً انه لا وجود او تأثير لايران فى اليمن والا لما تجرات ان تشن عدوانها عليها بشكل مباشر .
-وهل ترى ان هناك تحولاً فى الرأى العام اليمنى تجاه التدخل العسكرى السعودي بعد الخسائر التى تعرض لها المدنيون ؟
شعبنا اليمنى لديه من الوعى والتراكم التاريخي والحضاري مايجعله برفض الوصاية والهيمنة الخارجية
-هناك اتهامات توجه للحوثيين بالتسبب فى الازمة الحالية بعد انقلابهم على القيادة الشرعية ومحاولة فرض واقع جديد بالقوه فما ردك على ذلك ؟
قبل حدوث العدوان السعودي كانت دول العدوان وعلى راسها امريكا والسعوديه وعملائهم يشكلون نفوذ قبلى وسياسى وعسكرى تتحكم فى اليمن وتفرض سياسات ومشاريع تلك القوى وبعد سقوط مراكز النفوذ القبليه والعسكريه العميله امام شعبنا الثائر الحر من عمران الى صنعاء حاولت امريكا واداتها الطائعه السعوديه تمرير مشروعها لتفكيك البلد الى ستة اقاليم على اساس طائفة ومناطقيه ومذهبية تؤسس لصراعات قادمة لا نهاية لها وكان تمرير هذا المشروع عن طريق ماتبقى من نفوذ سياسى لها على راس الحكم المتمثل فى عبد ربه منصور هادى والذى قد انتهت ولايته فى حينه وكذلك عن طريق مدير مكتب هادى عميل امريكا الاول احمد عوض بن مبارك وبعض قيادات الاحزاب خصوصاًَ حزب الاصلاح التابع لجماعة الاخوان المسلمين حيث حاولوا وبخطوات سريعه مخالفه مخرجات الحوار الوطنى القائم على مبدا التوافق لفرض مشروع التقسيم متجاوزين كل الاتفاقيات المبرمه وبعض القوى الوطنية الفاعلة والرغبة الشعبية حينذاك وعندما تحطمت مشاريعها ومراكز نفوذها على المستوى المحلى امام ارادة شعبنا لم يبقى امامهم الا العدوان العسكرى المباشر لفرض مشاريعها بالقوه فخابت امالها امام وعى شعبنا بعد ان اتضح للجميع اهداف الاحتلال والهيمنه والتفكيك كما ان السعودية من خلال تصدرها للعدوان تحاول فرض نفسها كلاعب اساسى قوى لفرض معادلات مشاريع الحلف الامريكيه فى المنطقه العربيه واتخذت من شرعية هادى المنتهى ولايته غطاءً وساتراً لاهداف العدوان وبلسان هادى نفسه كما ورد فى بعض وسائل الاعلام تأكيده عدم علمه بالعدوان الا بعد وقوعه
-ما تقييمك للوساطه العُمانية ووساطة دول اخرى فى عدم تحقيق النتائج المرجوة ؟
سلطنة عمان هى الدوله الخليجية الوحيدة التى احتفظت بمكانتها لدى الشعب اليمنى برفضها الانخراط فى العدوان وبرؤيتها العميقة وموقعها الثابت الداعي لحل سياسى منذ البداية لادراكها لحقيقة الصراع فى اليمن كما تقوم بتوضيح الصورة من خلال علاقاتها الدبلوماسية الكبيرة سواء على المستوى الاقليمى او الدولى فضلاً عن مساهمتها فى تضييق الهوه بين الاطراف وصولا الى طاولة الحوار تحت مظلة الامم المتحده حتى لا يساء فهم دورها الايجابى من النظام السعودي او اي نظام عربى اخر .
-وما هو تقييمك لمهمة المبعوث العربى فى الازمة ؟
من المعلوم ان امريكا تهيمن على الامم المتحده وقراراتها وتوجهاتها ومن هذا المنطلق كانت تحركات المبعوث الدولى بناء على توجهات دول العدوان بشكل واضح وبعيد عن الامم المتحده ومجلس الامن ومن هذا المنطلق اصبحت تحركات المبعوث العربى والتى تندرج فى اطار اجندة رباعيه العدوان المتمثله فى امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات ويؤسفنا ان يقبل المبعوث العربى المسلم هذا الدور المخجل
-وما هى رؤيتكم للموقف العربى بصفه عامة والمصري بصفة خاصة من الازمة ؟
من المعروف ان الانظمه العربية وخاصة الجمهورية منها عانت منذ عام 2011 من ازمات داخليه وقبلها عاصفه الازمه الماليه العالميه واستقل النظام السعودى والانظمه الملكيه فى دول الخليج تلك الازمه للسيطره على قرارها حتى لا تشكل خطراً على الكيان الصهيونى ورغم ذلك فاننا نلقى دعم شعبى فى كل الدول العربيه بما فيها الدول المشاركه فى العدوان وبالنسبه للاشقاء فى مصر والتى تربطنا بهم علاقات تاريخيه حيث وقفت مصر وشعبها بجانب ثورة اليمن الا ان هناك من يريد ان يفقدها دورها التاريخى من خلال العمل على تكبيل هذا الدور من خلال الضغوط الاقتصاديه كما يحدث فى سد النهضه وتسخين ورقة السودان لايقاعها بالفخ وجرها الى مستنقع الاستنزاف فى اليمن ونتمنى ان تدرك مصر ابعاد تلك المؤامره وندرك انه فى مصر من يسعى لذلك جيداً
-وماهى حقيقة الانباء التى ترددت عن وجود مخطط ايرانى لغزو السعودية انطلاقاً من الاراضى اليمنيه ؟ ولماذا استهدفتهم الاماكن المقدسه مؤخراً ؟
اليمنيون هم اول من كسى الكعبة ودورهم الريادي فى الاسلام والمحافظه على المقدسات لا يستطيع ان ينكره او يزايد عليه احد
-فى النهاية ما هى افضل السبل للخروج من الازمة الحالية؟
لابد من حلول سياسية فى نهاية المطاف مهما كانت الوقائع على الارض حقنا للدماء واعتقد ان هذا لن يتحقق الا ان بعد ان تصل امريكا والسعودية وحلفائها الى قناعة كامله بان الشعب اليمنى مصمم على الحصول على حريته واستقلاله بعيداً عن الهيمنه والوصايا الخارجيه ومن هنا فانني ارى ان اول خطوات الحل هو رفع الايادى الدولية سيما مايسمى بالرباعيه عن الملف اليمنى وعندئذ فان اليمنيين سيجدون طريقاً للحل عبر الحوار وهو مااكده جمال بن عمر المبعوث الاممى السابق الى اليمن بان الاطراف اليمنية كانت على وشك الاتفاق لولا تدخل السعودية وقد اعربنا مراراً وتكراراً عن ترحيبنا بأية مبادرات والسعودية تحاول تحقيق المستحيل بكسر ارادة الشعب اليمنى وفرض ارادتها عليه