اللـه بالخير رياضة
سلة وطائرة متراجعة – اكرام زين العابدين
ما زالت الالعاب الجماعية والفردية بالرياضة العراقية تعاني من الاهمال وعدم الاهتمام بها في بلدنا الذي اصبحت الرياضة فيه كرة قدم فقط ، وغابت القاعات المغلقة والمسابح ومضامير العاب القوى والدرجات التي تسهم في صناعة ابطال من الممكن ان يحصدوا الميداليات في الدورات العربية والآسيوية والاولمبية.
المشكلة ان المسؤول بالدولة العراقية اختصر الرياضة بكرة القدم ، واعتقد بان الالعاب الرياضية الجماعية والفردية الاخرى غير مهمة وضرورية لان شعبيتها مفقودة ، وقرر بناء ملاعب لكرة القدم ونسي ان يبني قاعات للالعاب الاخرى ، ومازالت قاعة بغداد ارينا شاهد على ما نقول لانها غير منجزة بالرغم من تعاقب خمسة وزراء للرياضة عليها.
اما منتخبنا الوطني لكرة السلة فانه عانى كثيراً في مشاركته الاخيرة في كأس آسيا بالسعودية واحرز المركز (14) وهو مركز لا يليق بالعراق الذي كان من بين الخمس الاوائل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي .
لكن اللعبة تراجعت بمستواها الفني والاداري بمرور السنين لعدم الاستقرار الاداري باللعبة ، ومازل الاتحاد العراقي لكرة السلة ينقاد من قبل هيئة مؤقتة بعد ان اعلن عن حل الاتحاد السابق ، وحضر وفد من الاتحاد الاسيوي لكرة السلة ليجد حلول ممكنة للخروج من ازمة اللعبة.
وكانت نتائج الاندية العراقية لكرة السلة لا تسر ايضاً من خلال النتائج السلبية في المشاركات الاخيرة في البطولات العربية والآسيوية ، ونحتاج الى ثورة حقيقية من اجل رسم استراتيجية جديدة للعبة بعيداً عن الاسماء التي اخذت فرصتها ولم تنجح في احداث التغيير الايجابي للعبة ، وعلينا ان نستعين بالخبرات العراقية المهاجرة ، او الاجنبية من اجل اعادة اللعبة للمسار الصحيح لاننا افضل من لبنان والاردن وسوريا وفلسطين بالجانب المالي ، لكنهم افضل منا فنيا وادارياً ونجحوا في بناء منتخبات تشارك في البطولات وتحقق الفوز علينا في اغلب المناسبات.
اما لعبة الكرة الطائرة فانها تعيش فترات مظلمة ولن تقوم للعبة قائمة الا من خلال التغيير الجذري للقائمين عليها ، لانه من غير الممكن ان تحتل المركز الاخير في بطولة العرب التي شهدت مشاركة 8 منتخبات للناشئين وبغياب فرق قوية عنها.
وتباينت نتائج منتخب الناشئين بعد ان حقق الفوز بالادوار الاولى على فلسطين والكويت ، لكنه عاد وخسر معهم في ادوار الترضية ، مما يعني ان هناك خلل في منظومه الفريق بشكل كبير، وان اختيار اللاعبين لم يكن صحيحا ، بل ان المجاملات كانت حاضرة ، وظهرت الكذبة الكبيرة بالاهتمام بالقاعدة ومراكز الموهبة ، واننا نحتاج الى اعادة نظر بالقائمين على تدريبات فرق الاشبال والناشئين ، لان الحاليين غير ناجحين في عملهم وغير قادرين على بناء جيل يحمل افكار احترافية باللعبة.
ولا اعرف كيف سيبرر رئيس الاتحاد العراقي للكرة الطائرة هذه الخسارات والنتائج المخيبة، ام انه سيعلقها على شماعة عدم وجود اموال مخصصة للاتحاد وان المشاركة جاءت من خلال الاقتراض من الآخرين من اجل تمشية امور الفريق ، وان الاتحاد سيجتمع بالملاك التدريبي من اجل معالجة الاخطاء وعدم تكرارها.
البعض يعتقد ان تحقيق ميدالية في بطولة مفتوحة تعني انه وصل الى درجة الكمال وان عمله ناجح ويستحق اتحاده الدعم المالي لانه من الممكن ان يحقق ميداليات بالدورات الاسيوية المقبلة او يخطف بطاقات التأهل الى اولمبياد لوس انجلوس 2028 .
لذلك اقول لا تعظموا من بعض النتائج التي تحققت في بعض الالعاب الفردية وتريثوا ، وطالبوا من حققها بميداليات في الدورات الآسيوية المقبلة لانها المعيار الحقيقي للنجاح ، وعندها يستحق الابطال تكريماً يليق بهم .