سلالم الدماء
يبدو المسبب للمشهد العراقي الدام الحالي واضحا للمتتبع لاراقة الدماء العراقية بعد الاحتلال وتاسيس ركائز دولة برايمر لعراق جديد ديمقراطي تعددي يرضي جميع الاطراف القادمة للتغير بايدلوجياتها المتعددة التي ملأت اسماء احزابها جدران البلد وبشخصيات مهيبة تبعث الطمأنينة والامل لما هو مقبل من الزمن لشعب مظلوم فبين دكتور واستاذ ومعمم يقودون ستكون نهضه عمرانية مؤطرة بالعلم والابداع والمساواة … وستوظف كل ما في هذه الباقة المنوعة الجميلة من احزاب لخدمة العراق بتنوع اطيافه التي البسوها اياها ولكن اثبتت الايام للاسف انهم ماكانوا يلبسوه هذا الثوب الا لاجنداتهم الحزبية ذات المصلحة الضيقة التي لاتخدم سواهم وبدرجات متفاوته وفق ما يرتكز عليه هذا وذاك الحزب من قاعدة وما سيحصل عليه من سلالم للوصل للهدف الاوحد او مايعادله بالمناصب والامتيزات والتسابق للصعود…ولسوء حظ العراقيين لم يجد الساسة المستوردون من الامريكان الا قاعدة الطائفية ينطلقوا منها ولم يختاروا الا دماء الابرياء لتكون لهم سلالم الوصول…وعملوا على ذلك بمحاكاة الانتمائات للجماهير بشعار طائفي وتحشيد واصطفاف اجباري وان كان انتقائي بالايحاء الوهمي منطلقين من مبدا المظلومية والغالب والمغلوب…ونجحوا فيما ارادوا واوهموا الشعب بعد ان جردوه من روح المواطنة ورصه بثلاث صفوف طائفية عرقية اوهموه بعدائية الطرف الاخر وسالت الدماء لتصنع سلالم الوصول من الدماء الى كراسي المناصب فيما بعد لمنقذي الموالين لهم ولكن من من ؟؟؟ وتوجه المستغيثون في اليوم الديمقراطي الموعود نحو صناديق الاقتراع تصطبغ ارجلهم بالدماء قبل ان تصطبغ اصابعهم بالبنفسجي …وألت النتائج الى فوز الاحزاب الطائفية والعرقية من خلال دماء الموالين قبل اصوات المقترعين المتأملين بمن صوتوا لهم ان ينقذهم من واقع دام وماض بأس ولكن ما صنعوه السادة الفائزون بالمناصب التي تدير دكة البلد الا ترسيخ بؤس الماضي للحاضر ويئس ورهبه للمستقبل .واصبح الدم العراقي ارخص ادوات السياسي التي يدوس عليها كسلمة يصعد من خلالها الى مبتغاه في ميدان التسابق السياسي بين زملاء العملية السياسية ميدان شهد حروب نيل المكاسب في التسقيط للاخر بأثارة الملفات كلأ على الاخر والاداة الفاعلة في الحسم دماء العراقيين ولم يبق يوم من ايام الاسبوع في العراق الا واتصف بالدامي …من خلال هذا المشهد الا يتبادر الى الاذهان وبعفوية :من الذي استفاد ويستفيد من اراقة الدماء؟؟؟ والجواب يفيدينا كدرس لما هو قادم والسؤال الاهم هنا : اليس الاجدر بنا ياعراقيين يانجباء ياجمجمة العرب ان نستوعب الدرس ؟؟؟اوليس الاولى بنا ان تتوحد كلمتنا ولاتهدر دمائنا برخص لمن شاء من صناع سلالم الدماء ويرتقوا من خلال صعودها لنيل مكاسب المناصب او مايعادلها من امتيازات مادية ؟؟؟ لنبدأ بنبذ انتماءاتنا الطائفية المســــــــتوردة من احزابنا المحترمة ورد بضاعتهم عليهم وارجاعها واياهم الى دول المنشأ فأنها غير مطابقة لتركيبة الانسان العراقي … ولتترسخ فينا المواطنة التي توحدنا ولاتجعل منا كما يريدون فانهم لن يتوقفوا عن تغير عناوين السيناريوهات ولنعلم ان اهدافهم لن تتغير وان تغيرت الوجوه. وتحضرني ابيات للشاعر المرحوم عبدالحسين الحلفي يقول فيها:
من ادور الارض كالونه يصير نهار وليل واتكون الايام..عدنه الليل يبدي من الصبح ليل معقوله الارض دورتهه اوهام..ومدام الليل يبدي من الصبح ليل شما ننتخب واحد لازم ينام..ولو عدنه اكو نيام واعين بس ياحيف اكو واعين نيام.. ونصفكك لليكطعون بالروس ومن يوصل سرانه نصيح ظلام..نلتم ننجمع بس ماكو تغير النتيجه صفر تكرهنه الارقام.. واخاف يمر علينه بهل الوطن يوم اطيور الحب تسحب علينه اقسام.
علي محمود الخالدي
AZPPPL