سقوط داعش
تحرير باقي الأرض
اخيرا ً أعلن النصر على داعش وتحررت الموصل بعد معاناة كبيرة لمدة ثلاث سنوات ومن قبلها معاناة ايضاً هيأت ارضية خصبة لزراعة داعش وانتاج ماحصل وهذه ثمار هذا الزرع…. دمار شامل وبنى تحتية مدمرة بشكل كامل وقبل تدمير العمران تدمر الانسان الموصلي المحافظ المعتز بتاريخه وبطقوسه وعاداته المتوارثة منذ مئات السنين.
تاريخ مدينة تمت ازالته بشكل كامل وممنهج ومدروس وتمت ابادة عوائل كاملة واحياء كاملة وماتبقى قد شرد الى اعالي الجبال او وسط الخيام في بطون السهول ينتظرون الصدقات من هنا وهناك وليس لهم بارقة امل في الغد ان كان يحمل معاناة جديدة او حياة متعبة ملئها الالم والماسي لما جرى ولما تم فقده حيث ان الذي فقد قد لايعوض ابداً ان كان في الارواح او في بعض الارث التاريخي والعمراني القديم .
دماء كثيرة
نعم انتصرنا على داعش المجرم عسكرياً بعد ان استنزفنا دماء كثيرة واستشهد من شبابنا الكثير الكثير وكما يحمل اهل الموصل الم خراب المدينة وتشريد اهلها وموت البعض منهم هناك الاف الارامل والايتام والاف اللافتات التي خطت باسماء الشهداء في كل المدن العراقية وخاصة الجنوبية منها حيث لم يسلم زقاق او حي او منطقة او عشيرة الا فقدت بعض شبابها الذين استشهدوا في سبيل الوطن وارجاع الاراضي المغتصبة من قبل مجموعة مجرمة ليس لها وازع ديني او اخلاقي ينهرهم عن فعل المحرمات وعدم انتهاكها .
انتصرنا على داعش الجسد والسلاح ولكن هل انتصرنا على الفكر الداعشي والذي هو اخطر بكثير من احتلال مدينة او حي او منطقة ….
الفكر الداعشي الذي يعيش في نفوس الكثير من الناس الفكر المتمثل بلغة القتل والتهديد والوعيد وروح الانتقام والحقد الاعمى …. فكر الذين لايزالون ينعتون الناس بنعوت سخيفة وهناك من يقول النواصب وهذا يقول كذا وهذا يقول كذا .
هذا الفكر الذي يلغي وجود الاخر حسب نظرة دينيه متطرفة جدا ظاهرها مرضاة الله في سلوك منهج الدين السليم وباطنها خدمة لاهداف واجندات بعيدة كل البعد عن روح الدين الاسلامي السمح..
لايزال البعض يؤمن بفكر الاعتصامات ويؤمن ان داعش جاءت نتيجة سلب الحقوق واضطهاد السلطة وها هي تعود السلطة من جديد لتبسط هيبة الدولة بعد ان اثبتت الحقائق ان لاحل بلغة القوة وبلغة القتل ولغة اقصاء الاخر هذا الحل الذي انتهجه البعض قد اضر الجميع واستنزف الجميع بالمال والدم..
حسب التقارير الامريكية التي تقول ان اعداد داعش في الموصل 35 الف مقاتل ومنذ بداية التحرير ولغاية اعلان النصر لم نشاهد قتلى لداعش وان شاهدنا فسنشاهد من هم عبيد وموالين لداعش تم قتلهم …..
اين البقية اين القادة اين المخططون واين الممولون واين المهربون واين وزراءهم واين قناصيهم واين زارعي العبوات كيف تسنى لهم ان يهربوا والجو والاقمار الصناعية كلها تراقبهم ؟؟
تحرير ارض
نعم انتصرنا على داعش وحررنا مدننا وسنكمل تحرير باقي الارض العراقية بشكل كامل كل الارض العراقية حتى اخر متر ….
لكن السؤال هنا هل انتصرنا على الفكر الداعشي الاجرامي واقتلعنا جذوره من نفوس بعض الناس ؟
الجواب لا والف لا .. لأننا لانزال لم نع الدرس جيداً ولم نفهمه ولم نستوعبه ولاتزال عاطفتنا مسيطرة على تفكرينا نزعل بسرعة لننسى بعدها سريعاً ماحصل …ليعود ماحصل ليحصل مرة اخرى ….وقد تختلف الطريقة لكن الفكر واحد والهدف واحد وهو اشاعة روح القتل والكراهية وقطع كل خطوط التماس المجتمعي بشكل كبير…..
اليوم وغداً ستصدح بعض الاصوات المطالبة بالاقليم السني لتبدأ مرحلة مابعد داعش وهي مرحلة التقسيم بدأ من مطالب الاكراد بالانفصال مروراً للموصل المهدمة الى الرمادي وسيطرة الصقور التي تتبع منهج ضغط كبير لخلق حالة نفور جديدة تستدعي مطالبة البعض بالتقسيم …..
كل البوادر والاشارات على الساحة الان تقول نحن نتجه لتجاذبات عنيفة جدا جدا سوف تنسي الناس ماحصل لانها ستدخل في خضم متاهات جديدة وفصول جديدة اشد ايلاما من الذي حصل …..
سوف تبدأ تصفية الحسابات المعلقة وتسديد الديون المتراكمة وكشف الملفات وتسقيط بعض الواجهات هنا وهناك لكي ينشغل الناس من جديد وينسون ماحصل وكيف حصل ومن سيتحمل المسؤولية عما حصل …..
بالامس كنت اراقب بعض اللقاءات العربية وهم يتحدثون عن احتمالات ظهور تنظيم جديد خلال سنتين او ثلاث سنوات وهذا حسب تحليلي الشخصي شيء اكيد لان الفكر موجود ولم تتم معالجته بشكل جذري ولم تطرح حلول جذرية لهذا الامر ….
نحتاج ان نعي الدرس وان نتعلم منه وان نداوي الجرح ولا ننجرح من نفس السكين مرة اخرى .
كيف يحصل ؟
عندما نحتوي من هو قابل على الاحتواء بلغة الحب ونستدرجه رويدا رويدا لنطهره من براثن الجاهلية والوثنية التي علقت في فكره الذي يتمثل بفكرة اما انا او انت وعلى اساس انا الجنة وانت النار او بالعكس ..
آخر الدواء
والذي غير قابل للاحتواء نقصيه بعيدا وبالطرق التي تجعل اقصاءه كأخر الدواء الكي ….
وعلينا ان نبدأ مرحلة الاعمار بشكل مدروس وسريع وهنا لأقصد اعمار المدن انما اقصد اعمار النفوس وبناء الانسان وخاصة الاطفال والاحداث ونهيء ارضية خصبة لزراعة العلم والحب والتسامح واشاعة روح المواطنة بين الناس واشغالهم بالعمل والعلم بحيث لانعطي مجال للبطالة والكسل حتى لاتولد هذه الحالة انشغال فكري اخر متطرف يستغل عجزهم وجهلهم ويوظفهم لخدمته وخدمة اهدافه الجديدة …..،
هذا يحصل من خلال فرض هيبة الدولة وسلطة القانون وحماية الناس واموالهم وممتلكاتهم وانفسهم وبالتالي الشعور بالامان الذي سوف يستقطب روؤس الاموال لبناء المدن وتشغيل الناس وبناء الجامعات والكليات والمدارس والمولات وانعاش الاسواق وهكذا تدب الروح من جديد وتجري الاموال بأيدي الناس فلا عاد يستطيع احد ان يشتري المعدمين والمحرومين ليوظفهم لخدمته ان كانت تلك الخدمة سياسية او ارهابية …..
نحتاج ايضاً لجهد جبار لاحتواء الايتام والارامل وزجهم بالمدارس والتعليم وايجاد مراكز عمل وكفالة اجتماعيه كامله حتى لانخرج بكارثة جديدة تنذر بخروج طبقات اجتماعية منحلة ومنحرفة اجبرتها العازة وغياب الرادع والرقيب وبذلك انحلت وانتهجت طرقا بعيدة عن المجتمعات المحافظة وبالتالي سوف نحارب من جديد الجريمة المنظمة والمخدرات ودور البغاء وزنى المحارم وهكذا ستحل علينا كارثة جديدة تحتاج لجهد جبار وكبير اكثر من جهد الاله العكسرية لعودة ماقد يخرج عن الطريق الى الطريق الصحيح مرة اخرى.
اتمنى كمواطن عراقي ان ارى عودة الحياة الطبيعية لكل المدن التي نالها مانالها من الخراب والتدمير والقتل وان يمهد اصحاب العقول الرشيدة المحبة للوطن الطريق لبناء مستقبل واعد للاجيال القادمة في وطني وكفانا قتلاً وتشريداً وكفانا تسقيطاً وكفانا تكفيراً .. ان الاوان ان نتوقف ونراجع انفسنا ونحاسب مقصرينا ونضرب على يدهم ونأطرهم للحق اطرا
والا سيعود الالم والقتل والدم من جديد وبطرق جديدة والات جديدة ومناهج جديدة …. عاش العراق
الرحمة والخلود لشهداء العراق جميعاً
يزي قهر
احمد ثامر الجبوري – بغداد