سقوط الأخلاق أم سقوط النظام؟
إرجاء البناء في دول الربيع العربي
يوجد شي مهم قد تشترك فيه جميع الثورات التي اسقطت انظمة عربية شيء لابد من انه يعتبر انكسارة لواقع الحال المرير الذي يعيشه ابناء الوطن العربي فكل ما نريده قد تم وحسب ما انتم والكل يتمنوه تم اسقاط الانظمة الدكتاتورية وانا اتكلم وابتدأ كلامي بالحديث اولا من العراق وانتهى بمصر تم القضاء على عدة انظمة في المدة القريبة والاخيرة من ايامنا هذه فلماذا بعد ماتم تحقيق المراد لايتم البناء ؟ نعم لدينا مسؤولية ضخمة جدا نحن ابناء الوطن الواحد بصورة عامة للبناء والنهوض من واقع الماضي المرير الا اننا للاسف لم ولن نستطيع التخلص من مرحلة خطرة تمر بنا مرحلة السقوط الاخلاقي لدى الكثير منا نعم بدا جليا وواضحا عدم اكتراث البعض لكل ما يمت للدين والشرع والعرف والقانون أية صلة والهم الوحيد هو عمليات السرقة من هنا وهناك ناهيك عن عمليات الفساد الاداري والذي بات افة تنخر في اساس الحياة الجديدة نعم سقطت الانظمة الفاسدة الجائرة الدكتاتورية ، وقد تداعى لهذا النضال وانضم لهذه الثورات كافة أطياف وشرائح المجتمع من مدنيين وعسكريين كسبة وموظفون، الجميع خرج مطالباً بإسقاط النظام ورافعاً الشعار الشهير الذي يتردد صداه في كل فضاء :
الشعب يريد إسقاط النظام ..
وفعلاً : سقط النظام بخروج فئات كثيرة من ابناء الشعب الواحد للمطالبة بإسقاطه ، ثم سقط عسكرياً بانضمام أغلب المناطق والوحدات والقيادات العسكرية، و سقط اقتصاديا بعجزه عن توفير الخدمات الأساسية والاحتياجات الرئيسة للمواطن ، وخلال كل هذا التساقط سقط النظام أخلاقياً وهو أخطر أنواع السقوط بممارسته القتل والاعتقالات، وتزييفه للحقائق وممارسة الكذب العلني وقول الزور عبر أدواته الإعلامية ، وممارسة الخطف والتعذيب والادهى من ذلك ممارسة الحصار لكافة أبناء الشعب معارضين ومناصرين ، على حد سواء من خلال قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة ، وقطع المياه عن المنازل لأسابيع عديدة ، واساليب اخرى تشترك بها جميع الانظمة ، كل هذه الممارسات اللا أخلاقية كشفت عن البعد اللا أخلاقي لهذه الأنظمة التي ظلت تحكم شعوبنا العربية على مدى سنوات طوال .
لكن المستغرب والمستبعد معاً أن يسقط الشعب أخلاقياً بالتزامن مع سقوط النظام، وهذا ما لانريده مطلقاً .. لن يضرنا سقوط النظام أخلاقياً لأنه ساقط أخلاقياً منذ زمن بعيد ولولا سقوطه أخلاقياً ما خرج الناس يطالبون بإسقاطه ولأننا نتطلع إلى بناء نظام آخر يتحلى بالأخلاق الفاضلة .. لكن ما يضرنا هو أن يسقط الشعب أخلاقياً لأن سقوط الأخلاق يعني فناء الأمم :
ألا إنماالأمم الأخلاق ما بقيت — فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
نعم خلال هذه الأزمة الخانقة التي تعيشها الشعوب ، ظهرت أخلاقيات سيئة وبوادر سقوط أخلاقي مجتمعي خطير ، فعلى سبيل المثال :
– الاحتكار الذي يمارسه بعض التجار لا سيما للسلع الأساسية يعد سقوطاً أخلاقياً .اضافة الى عمليات الاستغلال التي يمارسها بعض التجار للظروف الراهنة وانتهازها فرصة للثراء السرقة والنشل بسبب الظروف الراهنة ، – تناقل الإشاعات المغرضة وتداولها والترويج لها يعد سقوطاً أخلاقياً.
بسبب أي مناسبة قد تحدث تجد البعض منهم خرج إلى الشارع اويصعد إلى سطح المنزل ليطلق رصاصات قاتلة في الفضاء فرحاً ولتنسى أنك في منطقة سكنية قد تعود إليها الرصاصات التي أطلقتها فتزهق روح بريئة أو تصيب جسداً طاهراً أو تدمر ملكية خاصة أو عامة ، فهذا أيضاً سقوط أخلاقي رهيب .او عمليات السرقة التي تحدث امام اعين الكل و عدم انضباط بعض من ابناءنا وعدم الاهتمام بهم حتى تكون نهايتهم مؤسفة لأستغلال بعض ضعاف النفوس في السيطرة على مثل هذه النماذج او عمليات الفساد الاداري كالرشوة والمحسوبيات وعلى حساب الصالح العام كلها سقوط اخلاقي او العمليات التي تحدث كالخروج بمظاهرات ومن ثم تتحول الى اعمال تخريب كل هذا يندرج ضمن السقوط الاخلاقي لاندري هل نعلم ماكنا نطمح اليه فقد تحقق وهل نعرف ماهو المطلوب منا في هذه المدة الحرجة التي نمر بها فما نقوم به من اعمال خارجه عن الشرع والقانون تجعل منا مكانا للسخرية والضحك نعم فالعالم الخارجي كله يشاهد امة الاسلام امة القرأن ماذا تفعل لقد اسأنا قولا وفعلا للدين الحنيف لقد اسأنا لكل الشرائع السماوية للاسف الشديد
فالخوف ليس من سقوط النظام الخوف من سقوط أخلاقنا .. لذلك لا بد أن نرفع شعارا للمرحلة القادمة :
الشعب يريد إسقاط النظام .. ولايريد سقوط الاخلاق
علي السباهي – بغداد
AZPPPL