سحر الجيوب – حسين الصدر
-1-
في مقالتنا المنشورة على صفحتنا في face book بالامس كتبنا عن سحر البيان، وقدرة فرسانه على النفاذ الى العقول والقلوب .
فكتب السيد شاكر المحنة معلقاً وقال ما مؤداه :
« ان سحر البيان كان يَصِيد في السابق
أما اليوم فسحر الجيوب «
-2-
سِحْرُ الجيوب ،
المال السياسي ،
الاغراء المالي ،
العطاء الشيطاني ،
شراء الذمم ،
كل هذه التعابير تكشف من شيء واحد وهو اصطياد الرجال بالأموال .
-3 –
واصطياد الرجال بالأموال ليس شيئا جديداً وانما هو ظاهرة معروفة منذ أَمَدٍ بعيد .
-4-
وللامام الحسين (ع) كلمة ذهبيةٌ في هذا الموضوع حيث قال (ع):
« الناس عبيد الدنيا «
والسيد شاكر المحنة يعلم بان ابن زياد زاد في عطاء الجند في الكوفة مائة مائة وقال لهم :
ان أميره امر بذلك
ثم أخرجهم الى حرب امامهم الحسين (ع) .
وقد استخدم معاوية المال السياسي لاغراء عبيد الله بن العباس – وهو قائد الجيش الذي اعده الامام الحسن (ع) لمحاربة معاوية – واصطاده حيث ترك معسكر الامام الحسن (ع) وانتقل الى معسكر أعدائه .
-5-
وقد كثرت في العراق الجديد عمليات شراء الذمم والضمائر بالمال السياسي .
ولكن السؤال المركزي الان :
من هم الذين يُصطادون بسحر الجيوب ؟
انهم أشباه الرجال ؟
والاّ فان مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) غنية بالرموز الذين حاولت السلطات المعادية لاهل البيت (ع) شراء ذممهم وعجزت .
واختار بعضم الشهادة على ان يستجيب للطغاة المارقين
وهكذا نخلص الى أنّ سحر الجيوب ليس بأمر جديد ، وقد ارتد على الساحر في بعض الأحيان وما قضية ( حجر بن عدي الكندي) ببعيدة عنا .
-5-
ان أهم العناصر التي يركز عليها منهج التربية الاسلامية الصحيحة التورع عن الحرام، اما الذين يأكلون في بطونهم ناراً ولا يتورعون عن الحرام فهم موجودون في كل زمان ومكان .