أجهزة أمنية توصي المسؤولين المصريين بعدم التكلم بالأسرار في الهاتف
القاهرة – مصطفى عمارة
على الرغم من بقاء عام على استمرار الرئيس عبد الفتاح السيسي فى منصبه في انتظار الانتهاء من ولايته الاولى فى عام 2018 فان الحديث عن شخصية الرئيس المقبل لمصر بدأ مبكرا فى ظل غموض موقف الرئيس السيسي من ترشحه للانتخابات القادمة خاصة بعد تصريحات السيسى بان ترشحه لفتره قادمة يتوقف على رغبة الشعب المصري، وعلى الرغم من ترجيح عدد من الخبراء استمرار السيسي فى منصبه فى ظل المخاطر المترتبة على تغيير شخصية الرئيس فى هذا التوقيت الدقيق الذى تجتازه مصر والمنطقة من عدم الاستقرار، خاصة ان اي رئيس قادم قد لا يجد حلولاً سريعة لمشاكل مصر الاقتصادية فى ظل استمرار التضخم والبطالة والديون الداخلية التى تجاوزت 2 تريليون جنيه والخارجية التى تجاوزت 65 مليار دولار فان امكانية التغيير اصبحت واردة بقوة ،حيث كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه فى تصريحات خاصة ل (الزمان)ان المؤسسة العسكرية لن تسمح بتردي الاوضاع والتى تنذر باحتمالات ثورة ثالثة او حدوث اضطرابات واسعه فى ظل تراجع شعبية السيسى بفعل الازمة الاقتصادية الطاحنة ،وان تلك المؤسسة ربما تضغط على السيسى لعدم الترشح مره اخرى لازالة الاحتقان السائد الا انه فى كل الاحوال فان المؤسسه العسكريه لن تسمح بتولى شخصية مدنية الحكم على الاقل فى السنوات القادمة لان طبيعة تلك المرحلة بحسب المصدر الدبلوماسي نفسه ، تتطلب وجود شخصية عسكرية حازمة يمكنها ادارة البلاء. واضاف المصدر ان المشاورات لا تزال تجرى حول الشخصيه العسكرية المناسبه خلال المرحلة القادمة، واكد المصدر ان ابرز المرشحين لرئاسة مصر خلال المرحلة القادمة ينحصر فى الفريق محمود حجازي رئيس الاركان نظرا لاتصافه بالحزم والصرامة وهو الامر الذى تتطلبه طبيعة المرحلة فضلا عن اشرافه على عدد من الملفات الهامة وعلى راسها الملف الليبى . وفى المقابل بدا الفريق احمد شفيق رئيس الوزراء السابق والمقيم حاليا فى الامارات اتصالات مع عضو المجلس القومى لحقوق الانسان جورج اسحاق طالبا دعم قيادات ورموز 25 يناير فى الانتخابات الرئاسيه فضلا عن لقاءاته مع عدد من السياسيين والخبراء فى الامارات للانضمام الى فريقه الانتخابى حيث يقدم الفريق شفيق الترشيح ويحظى الفريق شفيق بدعم خليجى خاصة من كل من الامارات والسعوديه وهو ماسوف يساعده فى استئناف ضخ المساعدات الخليجية لمصر لتجاوز ازمتها الاقتصادية. فى الوقت نفسه اجرى الفريق شفيق اتصالات مع اللواءمراد موافي رئيس المخابرات الاسبق فى الامارات لتنسيق المواقف وامكانية ترشيح موافى لهذا المنصب فى حالة تعذر ترشيح شفيق ودعم كل منهما للاخر فى الانتخابات الرئاسية وفى ظل تزايد الترشيحات للفريق محمود حجازى والفريق احمد شفيق للانتخابات الرئاسيه تشير بعض الترشيحات الى امكانية ترشيح اللواء محمد العطار وزير الانتاج الحربى فى ظل النجاحات التى حققها فضلا انه يعد الشخصية المقربة من السيسى، وعلى الرغم من التكهنات التى ترشح شخصيات مدنية لهذا المنصب من امثال خالد على مرشح اليسار وعمرو موسى الا ان حظوظ تلك الشخصيات قد تكون منعدمة فى حالة ترشحها فى ظل اصرار المؤسسة العسكرية على تولى شخصية عسكرية لمقاليد الحكم فى المرحلة القادمة لحسابات داخلية وخارجية.
من جهة اخرى اثار بث قناه مكملين المعارضة المحسوبة على جماعة الاخوان المسلمين والموجوده فى تركيا لتسريبات مكالمات هاتفية جرت بين الرئيس السيسى ووزير الخارجيه سامح شكري والتى استطلع فيها رايه فى عدد من القضايا الخارجية والداخلية ضجة واسعة حول كيفية تسريب تلك المكالمات.
وكشف مصدر امنى رفيع المستوى للزمان ان تحقيقات واسعة تجرى للكشف عن كيفية تسريب تلك المكالمات وكيفية التصدى لتلك الظاهرة التى اصبحت تشكل تهديدا للامن القومى المصري خاصة فيما يتعلق بمكالمات المسئولين الكبار فى مناصب حساسة وان اجهزة سيادية وجهت تحذيرا لهؤلاء المسئولين بعدم التحدث فى اسرار الدولة خلال هذه المكالمات ،كما طالب عدد من اعضاء البرلمان بتشكيل لجنة تقصي حقائق للبحث فى تلك الجريمة.
و وصف الكاتب محفوظ عبد الرحمن تلك التسريبات بانها حرب قذرة وموقف غير اخلاقي ويمكن ان تتحول الى ظاهرة مرعبة خلال الاشهر القادمة لاسيما مع قرب الانتخابات ، وعن الجهة المسئولة عن تلك التسريبات رجح خبراء ان يكون الاخوان وراءها ،وقال المهندس مالك صابر خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان الاخوان وراء تلك التسريبات،وعندما القى القبض على خيرت الشاطر نائب المرشد وعدد من قادة الجماعه عثروا بحوزتهم على اجهزة مراقبة للتصنت على المكالمات وتسجيلها .