السوداني:سنزيد الاستثمار النفطي
طهران – بغداد- الزمان
دعا المدير العام لمكتب التقييم البيئي في منظمة حماية البيئة الإيرانية، سعيد كريمي، إلى استثمار بلاده في حقل سهراب النفطي المشترك مع العراق، والواقع في هور العظيم، مشيرا إلى ان الحكومة العراقية شرعت بعمليات استخراج النفط من سهراب، داعيا كبار المسؤولين الحكوميين في إيران الى ضرورة التحرك في أسرع وقت ممكن للاستفادة من هذا الحقل، خاصة وأن بناء آبار جديدة في حقل سهراب النفطي يتطلب استثماراً كبيراً بالنقد الأجنبي، ما يعني أن تأخر إيران في استخراج النفط من هذا الحقل سيترتب عليه خسارة مالية كبيرة بسبب سرعة الاستخراج من قبل الجانب العراقي. وتعاني الأهوار العراقية من جفاف كبير، وسبق ان جرى تحميل النظام السابق في بغداد مسؤولية تجفيف الاهوار لأغراض عسكرية وامنية في الثمانينات من القرن الماضي.
ودعا المسؤول الإيراني إلى تطوير حقل سهراب النفطي في أسرع وقت ممكن.
فيما ترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، صباح الأحد، الاجتماع الدوري الخاص بمتابعة وزارة النفط والمشاريع النفطية، وسير تنفيذ خطط الوزارة المعدة لتطوير القطاع النفطي في العراق. وانعقد الاجتماع بحضور وزير النفط والكادر المتقدم بالوزارة، ومستشاري رئيس مجلس الوزراء لشؤون النفط والطاقة، وفقا لبيان صادر عن مكتب السوداني. وذكر البيان أن الاجتماع شهد استعراض مشاريع قطاعات الاستخراج والتوزيع، ومحور التصدير، ومشاريع الغاز والمصافي، ونسب الإنجاز، وأبرز المشاكل التي تواجه سير التنفيذ، فضلاً عن مناقشة الفرص الاستثمارية المعلنة من الوزارة عام 2023. وأكد السوداني، ضرورة النهوض بهذا القطاع الحيوي لارتباطه بخطط الدولة والتنمية المنشودة، مشيراً إلى أهمية استثمار الارتفاع النسبي لأسعار النفط العالمية، في زيادة التخصيصات المالية من خلال الاستثمار الأمثل للنفط والغاز. وأشار السوداني إلى أن النفط يشكل المصدر الرئيس للدخل، والحكومة تعمل على تطوير القطاع النفطي والقطاعات الأخرى الخاصة بالصناعات الكيمياوية والبتروكيمياوية والأسمدة، على وفق ما جاء في برنامجها الحكومي، وكذلك تطوير قطاع الكهرباء والعمل على برنامج خطة مشاريع الطاقة المتكاملة، مشيراً إلى سياسة الحكومة في مواصلة تقديم الدعم على مستوى الحلول والسياسات والقرارات. وكشف كريمي عن ان منظمة حماية البيئة الإيرانية لم توافق إلى الآن على حفر آبار جديدة في حقل سهراب النفطي، محذراً من جفاف 18 هكتار من الحوض الثاني لهور العظيم في حال أصدرت منظمة البيئة التصريح البيئي لمشروع تطوير حقل سهراب النفطي وحفر 20 بئراً في هذا الحقل. وقال سعيد كريمي، لوكالة إيلنا الايرانية للأنباء، بشأن صدور التصريح البيئي لحفر آبار جديدة في حقل سهراب النفطي المتاخم لمستنقع هور العظيم: منحت المنظمة في الماضي تصريحاً لحفر بئرين في حقل سهراب، واليوم يتقدم مدير المشروع بطلب للحصول على تصريح بيئي لحفر 20 بئرا أخرى. وتابع: وصلنا تقرير تقييم التداعيات البيئية لمشروع تطوير هذا الحقل من قبل مكتب التقييم التابع للمنظمة منذ حوالي شهر، وانعقدت مؤخراً لجنة الخبراء الفنية لهذا المشروع، ومن المحتمل أن يتم عقد اجتماع لجنة التقييم خلال الأسبوع المقبل لتحديد النتيجة النهائية للمشروع.
وواصل هذا المسؤول: تقع الآبار الجديدة التي يطلب مدير المشروع حفرها بوسط هور العظيم، وحفر هذه الآبار، في كل الأحوال، سيكون عاملاً في جفاف جزء من الحوض الثاني من هذا المستنقع. وذكر كريمي أن الجزء العراقي من حقل سهراب يقع على اليابسة، أما الإيراني فهو يتوسط مستنقع هور العظيم، وقال: من الطبيعي أن يكون حفر البئر واستخراج النفط على اليابسة أسهل من القيام بذلك في وسط الأراضي الرطبة.
وقال المدير العام لمكتب التقييم البيئي في منظمة حماية البيئة الإيرانية: تبذل منظمة البيئة قصارى جهدها لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي الوطني بعد تحقيقات ودراسات الخبراء والمراقبة المستمرة لتنفيذ المشروع أثناء حفر آبار جديدة بطريقة تقلل من الأضرار التي ستلحق بهور العظيم.
وأضاف: لا يمكن إنكار أن حفر هذه الآبار يتطلب تجفيف أجزاء من المستنقعات، لكن نظراً للأهمية الإستراتيجية لاستخراج النفط من الحقل المشترك مع العراق، يجب أن نلزم مدير المشروع باستخدام الطرق والأساليب التي لها أقل التداعيات السلبية على المستنقعات. واستطرد كريمي: إذا تسبب المشرف على المشروع في أي ضرر للأراضي الرطبة في هور العظيم وبيئة المنطقة أثناء تنفيذ المشروع، فيجب عليه دفع تكاليف الأضرار المرتبطة به.
وسبق لنائب المساحة الطبيعية بالإدارة العامة لحماية البيئة في خوزستان أن حذر من وضعية المستنقعات والأراضي الرطبة في المواسم الحارة والحالة الحرجة لهور العظيم.
وذكر هذا النائب أن هور العظيم يعاني من حالة حرجة للغاية ونحن قلقون بشأن مستنقعاته ومساحاته المائية خلال فصل الصيف. فإذا لم تتم إتاحة الاستفادة من حقوق هذا الهور المائية، فسيخلق ذلك العديد من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الحرائق ونفوق الحيوانات المائية والعواصف الغبارية. وفي يوليو عام 2021، رفضت وزارة النفط الإيرانية تصريحات نائب منظمة البيئة الإيرانية حول خطورة تجفيف مناطق من الهور العظيم لاستخراج النفط من قبل شركات صينية.