في المرمى
ظواهر غير مسبوقة – سامر الياس سعيد
عد الموسم الحالي لدوري الكرة الممتاز بالدوري غير المالوف نظرا لاحتواء مبارياته على ظواهر غير مسبوقة لم تشهدها صفحات تاريخ الكرة العراقية عبر المواسم السابقة للبطولة المحلية من جانب كواليس المباريات التي شهدها الدوري المذكور.
نعم برزت لدينا العديد من الظواهر غير المسبوقة نتيجة غياب الجماهير عن المدرجات وبقائها في كواليس المباريات فانتجت جمهورا متعطشا يطلب الاثارة ويضيف للمباريات تلك الندية التي تتجاوز عن حدها وكل ما تجاوز حده بحسب المثل الشائع فهو ينقلب ضده وهذا ما حصل عبر مباراة فريقي ادي الشرطة بنظيره الديوانية وما شهدته من ظواهر عدت غريبة وغير مالوفة في واقع الكرة العراقية والتي استهجنتها اقلام الكتاب وحللتها اراء المحللين لتكون من المباريات الغريبة التي شهدها الدوري العراقي ليس على موسمه الحالي فحسب بل باعتبار كل المواسم والبطولات السابقة.
حقيقة لم نشهد في ان تحظى مثل هذه المباراة بحجم هائل من مواقع التواصل الاجتماعي والتصرفات التي ارتكبها جماهير الفريقين والتحشيد الاعلامي الذي طرز اجواء المباراة بحيث عد اجراء مثل تلك المباراة كانه نهاية المطاف او خاتمة الدوري ونتيجتها متوقفة على حسم بقاء اي من الفريقين ضمن الدوري الممتاز ومغادرة الاخر لدوري الدرجة الادنى بقدر ما رافقها من تعليقات واجواء تخطت الحماس ليدخلها الجماهير المتطرفين في خانة مباراة الحياة او الموت وكانها لاتعدو كونها مباراة كرة قدم فحسب.
هل تدخلت اجواء ابتعاد الجماهير عن المدرجات لتمنح مثل تلك المباراة حجما اكبر من كونها مباراة كباقي المباريات التي تجري ضمن اطار منافسات دوري الكرة الممتاز ام دعاها السوشيال ميديا لتكون مباراة بظواهر لم يعتدها حتى الجمهور الرياضي الذي حقيقة لم يعرف التطرف في مشاعره تجاه فرقه التي شجعها مثلما الحال مع الاندية الجماهيرية او اندية المحافظات ممن كانت جماهيرها في السنوات او العقود السابقة تتجشم عناء مرافقة فرقها لخوض مبارياته كان تكون الرحلة جنوبية بالنسبة للفرق الشمالية او بالعكس قاطعة الاف الاميال حبا في متابعة الكرة الجميلة والاجواء الحماسية التي تخلو بطبيعة الحال من الصور الشاذة التي لاتمت للرياضة باي صلة.
وكالعادة فان اللجنة التطبيعية باتت انسيابية قرارتها التاديبية تبرز مع كل مباراة فبعد الانتهاء من مباراة الكلاسيكيو والتي شهدت الكثير من الظواهر التي عدت غير مالوفة بالمرة من خلال احتفالات اللاعبين بالاهداف والتي شوهت مثل هذا الكرنفال الرياضي لاسيما من جانب لاعب دولي عليه ان يكون القدوة والمثال المتميز في ابراز روحه الرياضية البعيدة عن كل ما يدعو لتشويه وجه الرياضة الجميل حتى برزت مباراة فريقي الشرطة والديوانية لتظهر وجوها اخرى منحت واقع رياضتنا مئات الاستفهامات من جانب تحلي اللاعبين بالروح الرياضية وعدم جر مثل تلك المباريات لجوانب غير مساراتها المعروفة او الدعوة لبث روح العدائية مثلما هو الحال في متابعة تلك المباراة من خلال القنوات الفضائية عبر الكثير من المتابعين ممن استغربوا حركات وتصرفات لايتوجب بروزها في مثل تلك المباريات بتاتا فلذلك انطلقت العقوبات التاديبية لتظهر مدى ثقافة اللاعب المحلي فبرغم حجم العقوبة التي اوقعتها لجنة التطبيعية بحق بعض اللاعبين من خلال ما اقارفوه من تصرفات لكن يبقى التساؤل الابرز حول الزام الاندية نفسها بقدرتها على ضبط تصرفات اللاعبين وعدم انجرارهم لان يكونوا من فريق ذات نسبة اقل ممن يدعون لان تتخلى المباراة عن هدفها الاسمى بمنح مثل الرياضة ومبادئها المتسامية حتى تتحول بعض تلك التصرفات للاستهزاء او التشفي بالخصم او غيرها من الحركات التي تقتصر دلالاتها ومعانيها في مخيلة اللاعب الذي يقترفها دون توسع مجالها الى افاق اوسع فلذلك تبدو الفرصة قائمة من جانب اللجنة التطبيعية لدعوة الاندية لالزام لاعبيها وضبط تصرفاتهم وعدم الانجرار لكل ما يدعوهم لان يتخلوا عن دورهم في المستطيل الاخضر وابراز امكانياتهم الرياضية جانبا لكي ينشغلوا بامور هي بعيدة تماما عن الروح الرياضية.