سالم الآلوسي مؤرخ وآثاري وتراثي كبير
حسين الجاف
بغداد
إنسان فاضل في منتهى الكياسة والحصافة واللياقة واللباقة مؤرخ جهبذ وعالم تراثي ثقة ومحدث شائق الكلام لايمل حديثه ، وكاتب سيال القلم.. دقيق المواعيد ومفكر مرموق إختار الصواب أن يكون بجانبه دوما.. وأن يكون سنده فيما يكتب ويؤلف ويقول لذا لقى كلامُه ومؤلفًًُه وحديثُه رضا الناس ومحبتهم للاديب الالمعي والمؤرخ الثبت والمقكر الجليل الاستاذ سالم الالوسي مؤرخ العراق الكبير وشيخ بغداد.. ووجيه وجهاء الثقافة في كرخها ورصافتها.. أصدر عشرات الكتب في التاريخ والتراث والادب كما وكان وما يزال- متعه الله بالعافية التامة.. مترجما فائق الكفاءة دخل الوظيفة العامة في نهاية الاربعينيات.. وقاد العمل الاداري والثقافي في وزارة الارشاد والثقافة والاعلام.. موظفا شديد الالتزام واداريا بالغ الاخلاص في كل ماكلف به من مهام ومسؤوليات كان في جميعها موضع اعتزاز رؤسائه ومحل اعتبار ومحبة مرؤوسيه.. وعلى الرغم من كونه من اسرة عربية عريقة كريمة من مدينة ألوس تمتد سلسلة شجرة نسبها الى بيت النبوة الكريم إلا انه ظل طوال حياته ذلك البغدادي الاصيل الودود المعتز بأصالة مدينته العراقية وتراثها وتاريخها وبرموزها وأهلها وفخورا بماقدمه لها من كتب وأثار ثقافية تحفظ تاريخها وتمجد حضارتها وتبعد النسيان عن اسماء رموزها ومن خدموها بصدق وأمانة والتزام.
تتلمذ على يد رجال أفذاذ وعاصر ورافق نخبه من ابرز أعمدة الفكر والذكر والثقافة والسياسة والادب.. محمد بهجت الاثري ود. ناجي الاصيل ود. مصطفى جواد والاخوان كوركيس وميخائيل عواد والشيخ محمد رضا الشيبي ود. عبدالرزاق محي الدين ود. جواد علي ود. كمال ابراهيم ود. صالح احمد العلي ود. جميل سعيد وطه باقر وفؤاد سفر وبهنام ابوالصوف ود. محمد الحسني وتوفيق وهبي بيك ومحمد جميل الروزبه ياني ود. عزالدين مصطفى رسول ود. كمال مظهر ود. معروف خزندار والشاعر حافظ جميل والدكتور كامل مصطفى الشيبي والدكتور جميل الملائكة ود. عبدالعزيز البسام ود. كامل البصير وفؤاد عباس والشاعر أنور السامرائي وعبدالحميد الرشودي وعبدالحميد الكنين ويوسف يعقوب مسكوني ونعمان ماهر الكنعاني والعشرات العشرات من غيرهم من رجال الفكر والثقافة والابداع.. مسيرة شاقة وكبيرة قطعها المحتفى به زادت على سبعة عقود في عوالم التاريخ والتوثيق والبحث الادبي والتراثي.. ولازال يرفد المكتبة العراقية والعربية والعالمية بمعطيات فكره الوقاد ونتاجات ابداعه الوضىء المضىء.. كاتبا لايجارى ومؤرخا.. لايتسلل الى مؤلفاته الباطل من بين يديه ولا من خلفه وماتولى العمل في دائرة او مؤسسة عامة إلا وترك فيها بصمته الايجابية ليدعو له منتسبوها والمستفيدون منها بالتوفيق والسداد وليذكره الاخرون بالاحترام والاعتزاز والتقدير. ولعل من ابرز مايميز شخصيته الثقافية والعلمية والاجتماعية هو تغليبه في علاقاته مع الاخرين للهوية الوطنية العراقية على أي انتماء فرعي آخر فكسب بهذا الموقف الوطني والانساني احترام الكل ومحبة الكل ومعزة الكل.. لذا تراه أخاً مخلصاً الكردي وصديقا صدوقا للتركماني وزميلا عميق الصلة بالسرياني وهكذا مع الجميع بأختلاف أصولهم وأطيافهم وطوائفهم ومعتقداتهم وآرائهم.. فصار نموذجا يقتدى به للعراقي الوطني الاصيل الحضاري والمثقف والانسان.. لذلك ترى داره العامرة في حي الداودي موئل المثقفين ومحط انظار الادباء والسياسيين واهل الابداع والمواهب.. فيستقبلهم بأحر عبارات الترحيب وبأكرم معاني الضيافة العربية الاسلامية الاصيلة ومنذ أطل الاستاذ المحتفى به سالم الالوسي على الجمهور العراقي عبر تلفزيون بغداد مساء كل يوم ثلاثاء كان ينتظره الجمهور العراقي بشوق ولهفة كونه كان يقدم على مائدة الثقافه رموز العلم والمعرفة والفكر في بلادنا العزيزة ولربما تجاوز ذلك وقدم مجموعة من كبار الادباء العرب ايضا عبر الشاشة العراقية الصغيرة كعبد الهادى التازى.. العلامة المغربي الجهبذ.. وسفير المغرب في بغداد وعثمان سعدي.. سفير الجزائر في بغداد.. ووصفي التل الشاعر والسفير الاردني في بغداد وهكذا لتصبح الندوة الثفافيه التي كان شعارها فيما يبدو الثقافه للجميع.. مؤئل أهتمام الشريحة العراقية المثقفة كلها بكل أطيافهم واعراقهم ومعتقداتهم المختلفه وعلى الرغم من اقترابه من عامه التسعين.. متعه الله بالصحة والعافية وبارك الله فيهما.. إلا انه مازال – حتى هذه اللحظة- يتخذ من الكتاب سميرا ومن القلم نديما ومن الوثيقة التاريخية رفيق درب فهو يقينا ينطبق عليه الشطرالاول .. من القول العربي المأثور
اثنان لايشبعان.. طالب العلم وطالب المال
لكنه ابدا وكذلك سيظل المؤرخ الألوسي طالب علم واستاذ جيل وصاحب رسالة ثقافية وانسانية وحضارية احوج مايكون إليها مجتمعنا في الوقت الحاضر منه في الماضي والمستقبل مثلما سيبقى دائما آثاريا كبيرا وباحثا تراثيا متميزا.. وإنسانا فاضلا مرموقا بكل المقاييس شعاره دائما:
انما المرء حديث بعده
فكن حديثا حسنا لمن روى
انه فعلا لقمين بمثل هذا الاحتفال والاحتفاء والاحترام والاعتزاز فبأسم اتحاد الادباء والكتاب في العراق وانا النائب الاول لامينه العام وبأسم امانة شؤون الثقافة الكردية في الاتحاد الذي اتشرف برئاسته أحي المؤرخ الكبير والاثاري المبدع والتراثي المتميز الاستاذ سالم الالوسي.. داعيا رب العزه ان يكلأه بعين عنايته ويديم عليه نعمة العافية والصحة ودوام الاستمرار في رفد مسيرة الثقافة العراقية والعربية بنتاجات اخرى من وقدات قلمه الانيق كما واشكر نادى الصيد العراقي.. خاضته المبدعين العراقيين والفن والثقافة والادب والفكر.. خاصا بالذكر رئيسه المهندس حسنين معلة.. ومسؤولة الشؤون المالية والادارية والثقافة فيه الشاعره سناء ونوت وباقي الاحبة الاجلة اعضاء الهيئة الادارية فيه داعيا الله جلا وعلا ان يوفقنا جميعا لخير وخدمة العراق الذي نحبه
وختاما نقول فاذا كان بروميثيوس اليوناني قد سرق النار من بيوت آلهة اليونان ليضيء به بيوت فقراء اليونان القدماء المعدمين فأن الاستاذ سالم الالوسي قد سرق النار من بيوت التاريخ ليضىء به أرواحنا المتطلعه الى السمو المعرفي والحضاري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته