الحشد يبارك المسيحيين بعيد القيامة: نحن معاً ما بقي الدهر
ساكو يدعو لكسر شوكة التعصب والضغينة وجهات رسمية وشعبية تهنئ بالفصح
بغداد – عبد اللطيف الموسوي
روما – الزمان
دعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو لمناسبة عيد القيامة الذي بدأ امس الى (كسر شوكة التعصب والضغينة والشر)، فيما هنأت جهات رسمية وشعبية المسيحيين بعيد القيامة، مؤكدة ان حمايتهم واجبة على العراقيين الآخرين، في وقت خيم الحزن على اقباط مصر بسبب التفجيرين اللذين استهدفا كنيستين واوقعا عشرات الضحايا الأبرياء.وقال ساكو في رسالة وجهها الى العراقيين بالمناسبة ان (قيامة المسيح، كلمة الله، هي ان نخرج من انانيتنا القاتلة ونرفع من قلبنا ألغام التعصب والبغض والحقد والشر، فنتخلص من أوجاعنا التي عمقتها بشاعة القتل والهدم والحرق والتشرد)، متسائلا (ماذا حصلنا من الحرب كل هذه السنوات، غير الموت والقهر والظلام والخوف والدمار). وتابع (الإنسان خلقه الله حتى يحب ويسامح ويخدم ويسعد ويحقق الحياة في القيامة والقيامة في الحياة.لذا كما كسر السيد المسيح شوكة الموت بقيامته إلى مجد الله الآب، علينا اليوم ان نكسر شوكة التعصب والضغينة والشر من داخل قلبنا وبناء حضارة الأخوة والمحبة والسلام، بهذا فقط نتغلب على الشر ونتمكن من دحر داعش وكل الأغراب الذين ينشدون الموت ويقاومون الحياة) .
واضاف (لا ننسى أن اهم حضارة كانت لنا، وآثارنا تشهد). وخلص الى القول (كفى الانتظار، لنجدد العزيمة والثقة والصداقة لتحقيق الوفاق وتصحيح المسار وبدء الإعمار حتى نعيش مثلما الله يريد ومثلما كلنا نتمنى .. قيامة مجيدة لجميعنا والسلام والأمان لبلدنا). وقدم رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي تهانيه الى المسيحيين بالمناسبة . وقال العبادي في بيان تلقته (الزمان) امس (اتقدم باسمى التهاني والتبريكات إلى الأخوة المسيحيين في العراق والعالم بمناسبة احتفالاتهم بعيد الفصح – القيامة – الذي يتزامن مع الانتصارات الكبيرة التي تحققها قواتنا البطلة على عصابات داعش الارهابية ). وتمنى العبادي للمسيحيين (دوام السعادة والعيش الكريم في عراق موحد ينعم ابناؤه بجميع ألوانهم ومسمياتهم ببلد آمن يسع الجميع). من جهتها، هنأت هيأة الحشد الشعبي المسيحيين بالمناسبة. وخاطب الناطق الرسمي باسم الهيئة احمد الاسدي المسيحيين قائلاً في بيان امس (أخوتنا أيها المسيحيون، يا غصن الوطن الأخضر والشجرة الوارفة دائمة العطاء، نهنئكم ونصافحكم بقلوبنا قبل أيدينا بمناسبة قيامة السيد المسيح – ع – ونقول لكم أنتم أبناء هذا الوطن وجودكم من وجودنا ومصيركم هو مصيرنا )، مضيفًا (نحن معاً مابقي الدهر وحمايتكم واجبة دينًا ووطناً وأخلاقاً وقيمًا).
ودعا الحبر الاعظم البابا فرنسيس إلى عودة السلام إلى الشرق الأوسط خاصا بالذكر سوريا التي وصفها بـ( البلد الشهيد) الذي يعاني من نزاع زرع الرعب والموت. وتضرع البابا امام ستين ألف مؤمن تجمعوا في ساحة القديس بطرس، الى الله بالمناسبة لينهي النزاعات في العالم وتهريب الأسلحة والمعاناة التي تلحق بالأكثر ضعفا. وندد بـ(مأساة سوريا حيث يقع المدنيون ضحايا حرب لا تكف عن زرع الرعب والموت رافعا دعاءه حتى يجلب الله السلام الى كل الشرق الاوسط بدءا بالأراضي المقدسة، وكذلك في العراق واليمن). وأدان (الهجوم الشنيع الذي وقع السبت في حلب ضد لاجئين فارين وقتل نحو 110 اشخاص غالبيتهم من اهالي الفوعة وكفريا) وابتهل إلى الله أن (يهب المسؤولين عن الأمم الشجاعة لتجنب اتساع النزاعات ووقف تهريب الاسلحة)، متمنيا (السلام والوفاق في نزاعات عدة تجري في العالم بدءا بالأراضي المقدسة إلى جنوب السودان واليمن والعراق وجمهورية الكونغو الديمقراطية). وفي مصر، أحيطت احتفالات عيد الفصح بتدابير أمنية مشددة أسبوع .واقد غلق محيط كاتدرائية القديس بطرس بالكامل وأقيمت نقاط عبور عدة لتفتيش أولي للحقائب. ولم يكن من الممكن الوصول الى الساحة الا بعد المرور تحت بوابات معدنية مشابهة لتلك التي تستخدم في المطارات ، فيما راقب المئات من رجال الشرطة وعناصر قوات الامن محيط الساحة. وقال مسؤولون بالكنيسة الأرثوذكسية في الإسكندرية امس ان ( المسيحيين تجمعوا في الكنيسة المرقسية التي شهدت أحد تفجيري أحد السعف وهي المقر التاريخي لبابا الأقباط الأرثوذكس وعبر المصلون من خلال بوابة أمنية لكشف المعادن وهي بوابة مماثلة لتلك التي فجر عندها الانتحاري نفسه الأسبوع الماضي). وأشار رئيس اللجنة التنظيمية بالكنيسة رفيق بشري إلى أنه (ُفوجئ بحضور عدد كبير من المصلين) مضيفاً (كنا نتوقع ان يكون المواطنون المسيحيون خائفين ولا يستطيعون الحضور للصلاة في عيد الفصح، الا ان اعدادا هائلة منهم حضرت الصلاة ما يدل على ان هولاء المواطنين ارادوا توجيه رسالة واضحة للعالم ان مسيحيي مصر لا يخافون من التفجيرات) .