نحن أمام كارثة إنسانية وأزمة وجود: نكون او لا نكون
ساكو يدعو البابا إلى الضغط على المجتمع الدولي لإنقاذ المسيحيين
بغداد – وائل متي
بعث بطريرك الكلدان في العراق والعالم مار لويس روفائيل الاول ساكو رسالة الى البابا فرنسيس وبطاركة الشرق ورؤساء المجالس الاسقفية في العالم ناشدهم فيها بالضغط على المجتمع الدولي من اجل انقاذ المسيحيين من الكارثة الانسانية الكبرى التي يمرون بها، حسب وصفه. فيما اعرب عن تضامنه مع الايزيديين ازاء الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها.
وقال ساكو في الرسالة التي تلقت (الزمان) نسخة منها امس ان (على قادة الكنيسة في العالم التحرك قبل فوات الاوان للضغط على اصحاب القرار لايجاد حلول جذرية للجرائم الضخمة والمخططات المدمرة)، مضيفا (الخطابات والبيانات والشجب ومسيرات الاحتجاج وحفنة التبرعات المتواضعة لا تنفع شيئا ولا تحل المشكلة مع تقديرنا لها فنحن نريد افعالا حقيقية وتضامن فنحن امام ازمة وجود نكون او لا نكون)، وتابع ساكو (هذه مناشدة وجدانية تبحث عن الحل الذي هو بيدالمجتمع الدولي نستصرخ ضميرها لتراجع حساباتها وعليها ان تخرج من مصالحها الضيقة وان تضغط بقوة على ممولي ومدبري الفصائل المسلحة ومطالبة المرجعيات الاسلامية باصدار فتاوى رسمية تحرم الاعتداء على المسيحيين)، وجاء في رسالة ساكو ايضا ان (المسيحيين في الموصل غادروا بملابسهم مرعوبين، واقتلعوا من بيوتهم قسرا وانتهكت حرمة كنائسهم وفي 2 اب 2014 حدث نزوح جماعي في قرى تلكيف وباطنايا وتللسقف بسبب استيلاء داعش على سنجار وذبح سبعين شخصا مما ارهبهم وفي الامس بدأت داعش تقصف بلدة تلكيف بقذائف الهاون وقتلت شابا مسيحيا فالمسيحيون عزل خائفون امام متغيرات متسارعة وانهم يدركون ان كل الاحتمالات واردة)، مبينا ان (الحكومة المركزية كما اصبح معروفا عاجزة تماما على فرض النظام والامان في عموم البلاد وبات النازحون الى اقليم كردستان يلمسون كم ان حدوده مفتوحة ازاء كل هذا ومن الواضح غياب التعاون بين حكومتي المركز والاقليم والحكومة الجديدة لم تتشكل بعد وتحتاج الى دعم دولي وجيش مهني مدرب ومجهز جيدا)، مؤكدا (نحن متألمون من غياب موقف واضح وقوي وجريء مندد من الزعماء الدينيين المسلمين بالرغم من ان هذه الفصائل تشكل خطرا على المسلمين انفسهم). من جهة اخرى اعرب ساكو عن تضامنه الكامل مع الاخوة الايزيديين وعرض تقديم المساعدة لهم بعد تعرضهم لهجمة شرسة من ما يسمى بتنظيم داعش في قضاء سنجار قبل ايام
وقال بيان للبطريركية الكلدانية تلقته (الزمان) ان (ساكو اتصل بالرئيس الروحي للايزيدية بابا الشيخ وبنجل الامير تحسين بك معربا لهم عن شجبه لما حصل في سنجار الامر الذي يندى له الجبين واعرب لهم عن المه وتضامنه وعن استعداده لاية مساعدة ممكنة). وعن تضرر المسيحيين من احداث سنجار اصدرت البطريركية بيانا اكدت فيه ان (قضاء سنجار تسكنه غالبية من الطائفة الايزيدية ومسلمون واقلية مسيحية من سريان ارثوذكس وكاثوليك وارمن، يخدمهم كاهن سرياني ارثوذكسي وكنيسة. دخلت اليها فصائل داعش يوم الاحد، فقتلت العديد من الايزيديين وسبت بعض النسوة ولا تزال الجثث في الشوارع، لا احد يتجرأ الاقتراب منها. ومعظم السكان هربوا الى الجبال أو الى ديرابون وفيشخابور القريتين المسيحيتين . وبالنسبة الى المسيحيين، فطلبوا منهم دفع الجزية 80 دولارا للشخص الواحد، لكن معظمهم هرب، وهناك البعض دفع الجزية للحفاظ على داره وماله!. اما الكنيسة فانزلوا صليبها وعبثوا بمحتوياتها وحولوها الى مكتب لهم وعشرات العائلات نزحت الى الجبال هاربة لا مأوى لها وتستغيث وليس من يجيب).