سارق القبلات
سارت على رمل الشاطئ ، تحل عقدة شعرها الأسود ، ينسدل على كتفها شبه العاري ، كانت ليلة مقمرة تداعب ملامحها الفاتنة ككائن ملائكي ،
كلماته لا تزال حية في اذنها ، تتأرجح ، تثير فيها الحنين ، لا شيء مجرد ذكرى عابرة ، تبعد طيفه بقوة ،
تقفز بجنون ، تتفتح ثنايا ثوبها الزهري الجميل وتدور حول نفسها ببطء …. تنقذها يده الممدودة من خلفها من لعبة الدوران تلك ، كادت تهوي ، يمسكها برقة ، يجلسان على برودة الرمل ، تسري في جسدها قشعريرة البرد ،
منذ متى وانت هنا ؟ لم أرك ؟!
يضحك ، يثرثر ساخرآ ، نظراته الوقحة تصفعها ، يشتتها ، ستهرب منه ، ماكرة ، لا تستطيع، ننتشي بفيض كلماته ، يرقصان هناك بكل سعادة ، يتهامسان ، تفر من قبلة خاطفة ، لا تجيد التقبيل ، تهزم أمام فتنته ، لماذا لم تتركه إلى الآن؟ لماذا تعود إليه بعد كل خيانة بحقها ؟!
هي جبانة ، لا لم تجبن ، الحب من دفعها للبقاء ، احاطها بذراعه ، احتواها ، تستسلم كعادتها ، يضجر القمر من استسلامها له في كل مرة ، لا يعجبه ضعفها ، هو شاهد على حبهم ، القاضي عليهما طالما يداعبان خصل الحب تحت ضوئه ويثيران لديه نشوة العشق ، سيتمرد هذه الليلة يعلن هو استسلامه الأخير ، يقرر ان يختفي فجأة ، اختفى وازدادت الظلمة حلكة وداهمها الرعب ، ماذا يجري ؟!
تفيق من هذيانها ، تبحث عنه ، تصرخ ، تستنجد بضوء القمر ان يبحث معها ، تبكي بمرارة ، أين ذهبت ؟!
تسمع همسات من حين إلى آخر ، صوته يدق باب اذنها بفزع ، ستحل الكارثة الحتمية، تقترب من الشاطئ، ثمة يد من بعيد تلوح لها ، تطلب نجاتها ، تركض نحوه ، تمد يدها له ، كادت تمسك به ، يده تذوب ويختفي في العمق.
سرور العلي – بغداد