زمـــان جــــديد ـ اقتدوا بالمناضلين يا مسؤولين ـ سعيد العذاري
ان الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله من قبل المسؤولين سنة وشيعة وأكراداً امر مستحيل.
فرسول الله صلى الله عليه وآله بقي. قلقا ولم ينم لان سبعة دراهم بقيت عنده ولم ينفقها، وكان يبقى عدة ايام بلا طعام. والاقتداء بالامام علي عليه السلام من قبل المسؤولين الشيعة امر مستحيل، قال الامام عليه السلام يا أهل الكوفة اذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ورحلي وغلامي فلان فأنا خائن، وخرج يوماً الى السوق ومعه سيفه ليبيعه فقال مَن يشتري مني هذا السيف، فوالذي خلق الحبّة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله، ولو كان عندي ثمن ازار ما بعته، و روي أن عقيلاً قال له انّي محتاج وانّي فقير فأعطني، قال اصبر حتى يخرج عطاؤك مع المسلمين، فأعطيك، فألحّ عليه، فقال لرجل خذ بيده وانطلق به الى حوانيت أهل السوق فقل له دقّ هذه الأقفال وخذ ما في الحوانيت، قال عقيل تريد أن تتخذني سارقاً؟ قال وأنت تريد أن تتخذني سارقاً؟ أنْ آخذ أموال المسلمين فأعطيكها دونهم.
واقتداء المسؤولين السنة والاكراد بأبي بكر وعمر امر مستحيل ايضا، لما اصبح ابو بكر خليفة قال للصحابة منعتني ادارة اموركم من التجارة فخصصوا لي راتبا فخصصوا له راتبا حدده له الامام علي وعند قرب موته قال لام المؤمنين عائشة ارجعي ادوات الطبخ لبيت المال لانها ليست ملكي. كان عمر بن الخطاب يتأخر في حضور صلاة الجماعة احيانا لان ثوبه لازال لم ينشف من الماء ولا يملك غيره، اما تمييزه في العطاء فقد كان على اساس القدم في الاسلام وعلى اساس ما قدمه المسلم للاسلام وخصوصا الجهاد، وحينما يصعب الاقتداء بهؤلاء ادعو المسؤولين الى الاقتداء بالمناضلين المبدئيين، مسؤول في قيادة شعبة النجف سنة الف وتسعمائة وسبعين لا يملك ثلاجة وبقي سنتين على تلك الحالة، وكان المسؤولون المناضلون لا يستخدمون سيارات الحزب لاغراضهم الشخصية، وكان العضو الموظف بعد انتهاء الدوام وبعد تناول وجبة الغداء يخرج من بيته ليؤدي مسؤوليته امام الحزب وامام المواطنين الى ساعة متاخرة من الليل بلا اجور ولا ثمن يتحرك على شيوعي او مستقل ليكسبه للحزب او يقضي حاجة شخص او يؤدي واجبا اجتماعيا او يشارك في العمل الشعبي. وفُصِل احد اعضاء الفرق في السبعينات لان اشتراكات الحزب المسؤول عنها ناقصة درهماً واحداً، المرحوم نعمان عيسى توجه للريف تحت زخات المطر ليجتمع مع الفلاحين وعاد سيرا على الاقدام مسافة عشر كيلومترات، عضو شعبة كلما جاء الى بيته وجد زنبيل عنب او رطباً في بيته الى ان عرف صاحبها وهو فلاح يريد ان يتعين حارسا، فقال له سأعينك حارسا ولكن كم قيمة العنب والرطب حتى اعطيك قيمتها ورفض ان يعينه الى ان تقبل قيمتها عضو شعبة متفرغ من وظيفته تعاتبه عائلته على انشغاله بامور الحزب والمواطنين فيكون جوابه اريد ان احلل خبزتي. اثنان اعضاء شعبة زورا مكان مسقط الرأس ليحصلا على قطعة ارض في المحافظة ففصلتهم قيادة الحزب والمبرر ان عضو الشعبة المزور لايصلح ان يكون مناضلا وشعار المناضلين هو المناضل اول من يضحي واخر من يستفيد، ومناضل يدرس الطلاب دروسا اضافية مجانا دون ان يأخذ منهم شيئا حتى الهدية يرفضها كشراء قميص له كان اغلب الاعضاء يتزوجون ويبقون ساكنين مع اهلهم لانهم لايستطيعون دفع ايجار بيت وكان المناضلون البارزون في مدنهم لايستغلون الارملة او المطلقة او المحتاجة لمساعدتهم في امور عاطفية او جنسية.
AZP20