زمان جديد 11 سبتمبر الشامي

زمان جديد 11 سبتمبر الشامي
حامد الكيلاني الغوطة الكيمياوية، اللحظة التاريخية التي دخلت حيز التنفيذ وابدلت بساتين الشام ومروجها وغناء حقولها الى فاصل زمني ثم سنعود أما الى البحث عن كل شاردة وواردة من الحدث الدامي بعد زوال الكثير من دلائله الصارخة الوضوح لإضاعة الوقت في اللجان والأوامر الاممية والدولية ثم الاجراءات وتطويق الارادات وتسفيه الوقائع الدامغة بهدوء السلطة الاستقراطية المترفعة عن الإتيان بهكذا فعل مشين لن يأتي به الا جماعات تفتقر الى الحس الفكري والتنظيمي والخططي، فبمنطق الدولة السؤال كيف يصدق احدهم ان تقوم بضربة كيمياوية وبهذا الحجم بعد يوم من وصول اللجنة المتخصصة بالكشف عن المواقع التي استخدمت فيها الضربات الصغيرة السابقة؟ ذلك يعني ان المؤشرات ستتجه بسذاجة الى ادانة الدولة، الواقع ان هذا اللبس في توقيت ونوع الاستخدام وموقعه يحتاج الى بحث موضوعي يقترب من العقل النقدي المتحرر.. ما نتفق عليه هو تلوث الواقع السوري بالصراعات السياسية والمذهبية وتم حشر الحياة في المهاترات والالعاب الرخيصة وتفكيك الجمل اللغوية والاستعارات لتختلط موضات الهوسات الدكتاتورية بالثورات وبالأصوليات والحركات الراديكالية ومغانم الاصطفافات بالأحداث ومتغيرات الواقع في دول المنطقة، لكن اين الضحايا من كل هذا..؟ كيف اثق بنظام يتعرض فيه الأبرياء وغالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن وهم نيام في بيوتهم الى موت جماعي والناطق عنه ينفي بجملتين استخدام النظام للسلاح الكيمياوي وسخافة من يشير الى ان النظام ارتكب ذلك ومبرر التسخيف تزامن الجريمة مع وجود لجنة التحقيق ..النظام في الواقع استفاد من وجود اللجنة للقيام بالضربة الكيمياوية لأنه على دراية بمنطق التسخيف الذي سيطال كل من يتهم النظام، الشيء الأهم عدم المفاجأة، يضاف إليه عدم الاهتمام بالضحايا، ففي واقعة بشعة تطال مواطنين لأي بلد، كان من الطبيعي ان تتصاعد لغة العاطفة من هول الصدمة فيتضح ذلك في التنديد وحماسة المسؤولين في دولة يفترض بها ان تكون راعية بل ومكلفة بحماية أرواح مواطنيها، بل حتى خطابها العام وشعاراتها الاعلامية فشلت في ايصال بشاعة الحدث كرفض معلن يلامس اعطاف النظام، ولا حتى تنكيس رايات، بل واصلت قصفها بالوسائل التقليدية وبالاقساط المريحة خارج الخطوط الحمراء التي تجاوزتها بضربات اختبارية صغيرة في 13 موقعاً لقياس ردود الفعل العالمي، كانت النتيجة كارثة الغوطة الشامية، وهي عند كل المفكرين والمؤرخين والمنصفين خط فاصل في التأريخ البشري كما كانت ضربة 11 سبتمبر في نيويورك حين استخدمت جيوش الاعلام الخارقة مضافاً اليها اهواء الافكار الغاضبة، ليبدأ عالم الاسلام فوبيا وماتبعه وما جرى وما يتواصل.. 21 اغسطس 2013 علامة فارقة في وجدان او ما تبقى وهو كثير من حب للسلام العالمي ولوجود العائلة الانسانية المجتمعة لمواجهة المخاطر ومرض التحقير المستشري لتحرير المريض من ايدي الجلادين الذين وضعوا بفعلهم هذا حجارة كبيرة امام الآمال بتخطي التراجيديات التي تحياها جماعات كبيرة في عالمنا.
نبهنا في زمانات جديدة سابقة الى خطورة تفاعلات الاسلحة الكيمياوية في مختبرات الواقع والسياسة البعيدة عن كل مفاهيم الكرامة الانسانية وايضا في المختبرات العلمية المُكتفة كالشعوب بمصيرها واقدارها العمياء الخرساء، ادعو الى ضرورة اختيار الحملات الشعبية لانقاذ الابرياء والمساعدة في دفع ولو عدسة منظار صغيرة في جوف جسد الظلام لاستعادة حركته ولو البطيئة بديلا لحركة راوح التي تبرر المجازر وتعطي لمرتكبيها حق توظيف المأساة لاستمرار مشروعية هيمنتها ومشروعية عنفها ان غياب الردع الدولي وسياسة غض الطرف عن جريمة بهذا الحجم تخطت المحرمات القانونية باستخدام السلاح الكيمياوي، سيشجع تداوله في اماكن ليس في سوريا فقط، لكن السيناريو قد يتافقم في احداث فتحات اخرى والمخاوف تتجه للعراق كخلق مناخات غامضة وتوجيه اشارات لمخاوف تزداد فعلا من وصول الجماعات المتشددة تجعل الغرب دائما مترددا، بل وتدفع ببعض الدول الى التفكير بالمنافع على طريقة الاستعمار القديم.. الشيء الاخر الذي اختم به صراخي المتبقي مع تتمات صراخ الضحايا القادمين، ان العالم سيشهد خروقات بالسلاح الكيمياوي حتى في مدن العالم الكبرى، لان ردود الفعل تجاه ايلول الشامي وهو بمقاييس الاستخدام المحرم للاسلحة غير التقليدية اكثر خطورة من ذلك اليوم الدامي في نيويورك الذي ابتلع في دوامته العراق وغيّرَ مسار واحداث التأريخ.
ردود الفعل القادمة ستحدد انفعالات بعض الجماعات وحماقاتها كجماعة اوم شنريكيو والاحرى حماقات هدوء الدبلوماسية العالمية التي تتماهي مع هدوء الوجه الارستقراطي للسلطات.. وهي جميعا وجوه بلا ملامح.. أو دم

/8/2013 Issue 4490 – Date 24 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4490 التاريخ 24»8»2013
AZP20