زمان جديد مقارنات ليست عابرة

زمان جديد مقارنات ليست عابرة
سامر الياس سعيد
تحلو المقارنات في عالم الصحافة وخصوصا في التخصص الرياضي حينما تفرض لغة الأرقام سطوتها على بيان امكانية الفريق في تحقيق التنافس مقارنة بالفريق الخصم وتعزيز لغة التكهن اعتمادا على أفضلية الفريق الورقية قبل اعلان موعد المباراة بساعات كثيرة ولكن مقارنتنا اليوم لاتتحدد بالواقع الرياضي فحسب لكنه سيتعدى الى الحاقه بالواقع الثقافي حينما سنتأمل بناءا على وقائع تقرير ثقافي نشرته احدى الصحف الدولية وعنونت مانشيته الرئيس بـ مشهد ثقافي أوربي عالمثالثي مشبهة بما يجري في أروقة المؤسسات الثقافية واهمال السلطات الحكومية للمشهد الثقافي بما يجري في العالم الثالث من اهمال متعمد بهذا المشهد وامكانية تسييسه وابعاده عن الغايات السامية التي يحملها ومعطياته المهمة .. ونستهل مقارنتنا الواقعية مع اقتراب موعد اطلاق النسخة المرتقبة من كاس الامم الاوربية وحظوظ كل فريق بناءا على تاريخه المشهود بلعبة كرة القدم ولعل اسبانيا من الدول التي تحمل حظوظا كبيرة تخولها لترأس الترتيب في التكهن بمقدرتها على تحقيق المرجو من اعادة السيناريو بحمل الكأس مجددا بعد أربع سنوات كانت فيها اسبانيا رئيسة الكرة الاوربية ومتربعة على عرش الكرة في هذه القارة وبعيدا عن المستطيل الأخضر فان ما تشهده ذات الدولة في أروقة الثقافة يجعلها بعيدة عن لغة التفاؤل كما أكد التقرير المذكور فقد كان قطاع الثقافة الأكثر تضررا من خلال مخطط تقشف كبير عرفته اسبانيا خلال تاريخها واسترسل التقرير ببيان خسائر القطاعات المهتمة بالثقافة مبينة ان خسارة الصندوق الفني لحماية السينما الذي يهتم بتمويل المشاريع السينمائية الواعدة خسر نحو 27 مليون يورو فضلا عن خسارة المتحف الوطني الموجود بالعاصمة الاسبانية حيث انخفضت ميزانيته في هذا العام الى 49 مليون يورو كما ان مسرح برشلونة الكبير كان عند حافة الاغلاق لولا هبات المتبرعين الذي أنقذته من الافلاس كما تطرق التقرير الى الواقع الثقافي المتذبذب الذي تشهده دول مهمة في القارة الاوربية كهولندا واليونان وفي توجهنا للواقع الرياضي فإننا نجد ان هنالك تفوقا ملحوظا للكرة في تلك البلدان تفوق ما تشهده المؤسسات الثقافية التي تعاني أعواما سيئة تنذرها بالاغلاق واقفال الصفحة الثقافية الزاهرة وتعرض المئات من الفنانين والادباء الى مواقف حياتية صعبة مما يجعلنا نتساءل عما يجري في أوربا من موجة عواصف بدات تهب لتطيح بصوت الثقافة الأعلى وتجعله مخنوقا بعد ان كان صادحا بالكثير من الابداعات التي انتشرت على صفحات متاحف مهمة ومميزة ولوحات تشكيلية رائعة وفنون أدبية انتقل اشعاعها بفضل الترجمة الى بلداننا العربية واذ ختم التقرير تفاصيله بالاشارة الى ان فرنسا والمانيا بوضع أكثر ارتياحا لكنه ختمه بتشاؤم ملحوظ حول مديات بقاء هاتين الدولتين بالوضع المريح المتناسب لنقل الاشعاع الثقافي المتمثل بالاهتمام بحركة المتاحف والفنون المختلفة واذ يطلق حكام مباريات الامم الاوربية صافراتهم ايذانا ببدء المتعة الكروية تترقب الانظار صافرة بدء النهضة الثقافية من جديد في اوريا بعد فترة لاشك ستكون منذرة بالكثير من الازمات.
/5/2012 Issue 4214 – Date 31 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4214 التاريخ 31»5»2012
AZP20