زمان جديد ـ وتستمر الاعتصامات ـ عبد الله البدراني

زمان جديد ـ وتستمر الاعتصامات ـ عبد الله البدراني
ما من شك ان المتوافدين على ساحة الاحرار اجتمعوا بعيدا عن المحسوبيات والتوجهات والتوجيهات او انهم يبحثون عن الشهرة التي تودي بصاحبها الى الهلاك في هذا الزمن المهلك حسب المثل الدارج الظهور يقصم الظهور وغيرها من ساحات الاعتصام انهم توافدوا بمحض ارادتهم. واذا امعنا التفكير والاستنتاج والنظر والتحليل فاننا نصل الى حقيقة مفادها ان الاسباب والدوافع هي مشروعة للغاية وبشكل حضاري لا يثير الاشمئزاز او غضب اناس اخرين والدليل على ذلك استمرار الاعتصامات والزخم العددي المتوالي يوميا وخصوصا ايام الجمعة. حيث رأينا العدد الهائل برغم برودة الطقس وغزارة الامطار والفيضانات التي اجتاحت اغلب مدن العراق فمثلما فاضت شوارع الموصل بالمياه فاضت ساحة الاحرار بالنفوس البشرية التي أتت من كل حدب وصوب وهذا يدل على انه هناك هاجس لا ارادي يدفع بالاقدام ان تخطو باتجاه ساحة الاحرار ويدفع بالعيون ان تسر بمنظر المجتمعين رغم اختلاف النسيج الاجتماعي الموصلي وانحداراته العشائرية والبيتوية والثقافية والفكرية فانا رايت العامل والفلاح واصحاب المهن الحرة والاديب والفنان وراس العشيرة وناشطين سياسيين من مختلف الاصقاع جمعهم هدف واحد يعرفه الاصدقاء والخصوم وهو الحيف والظلم الذي لحق بالمدينة واهلها منذ احتلال البلد من قبل الامريكان والى هذا اليوم والان ارى مرارا وانا امر يوميا بجوار الساحة ان المعتصمين يتكاثرون ولا اختلف معكم اذا قلت اني اراهم يمسكون بالساحة ليلا ونهارا، كما يمسك المقاتل بالارض وبالامس القريب افترشوا الساحة نياما ورقدوا حتى مطلع الفجر وهذا يدل على تماسك المتظاهرين وقدسية القضية التي يدافعون من اجلها او انهم يريدون ان يسمعهم القاصي والداني والاهم من هذا وذاك انك تقرأ في عيونهم حجم المسألة المجتمعين من اجلها وعلامات استفهام محيرة وعندما تقترب منهم او من احدهم لتطرح عليه سؤالاً يتضمن معرفة الهدف او الاسباب التي حدت به للقدوم الى الساحة والتوحد مع الالاف الاخرين فإنه يشعرك بغصة تخفي اشياء واشياء كامنة في جوارحه ولكنك اذا كررت الاسئلة مع آخرين فان الجواب يأتي على أنية من ذهب فمنهم من هضمت حقوقه كاملة ومنهم من يعاني من شظف العيش فلا مرتب يعيله وعائلته واطفاله لتجاوز متطلبات واحتياجات هذا الزمن الصعب ومنهم من اعتقل ابوه او اخو هاو قريبه منذ سنين ولايعرف الجهة التي قامت بالاعتقال ومنهم من لديه معتقل برئت ساحته من قبل القضاء العراقي ولكنه لم يزل قابعا في زنازين مهجورة والتهم الكيدية كثيرة جداً في هذا الزمان. أما المضايقات التي يتعرض لها المواطن الراجل والراكب من قبل قوات الجيش والشرطة حدث ولا حرج والاختناقات المرورية هي الاخرى اثقلت كاهل المواطن ان لم تكن قلة الخدمات وشحة مواد البطاقة التموينية الايلة للانهيار سببا اخر لخروج هذا الكم الهائل من المتظاهرين والمعتصمين والحكومة ادرى. ولا يخفى على العقلاء ان الاعتصامات لم تكن صبيانية او فوضوية كما يدعي البعض وانما هناك سمة حضارية ومدينية اضفت على الحالة قدسية اخرى وبشهادة افراد الجيش قبل غيرهم، والادل على ذلك ما نشاهده في الفضائيات المتنوعة التي تنقل الخبر بطرقها الخاصة ونحن كشريحة مثقفة متواضعة كتب علينا حمل رسالة انسانية فنقول لاطراف الحكومة ان استجابتكم بطيئة ولا تتناسب مع حجم هذا الغليان الشارعي فكلما استعجلتم في التنفيذ كلما خفت الموجة وسيأتي اليوم الذي سيتفرق فيه هذا الجمع، كلً الى منزله واسرته وحياته الخاصة بعد ان تتحقق مطالبهم ابعدنا الله وابعدكم وكل العراقيين، عن شبح التكهنات والتحليلات التي تنذر بالطائفية والهلاك..
اما الدافع المادي فلا وجود له اصلا ولو كان موجودا لتلاشى هذا الجمع من اول وهلة لان السيولة المادية لا يمكن ان تديم هذا الزخم مهما كان حجم الاموال المصروفة، وعملية شراء الذمم عمرها قصير كما لاحظنا بعض المظاهرات المسيسة في بغداد التي جرت في ساحة التحرير كيف ان العدد محدود والاستعدادات كبيرة. اما المواطن الذي تفوه اما اللجنة السباعية بعبارات لا تليق بقدسية الاعتصامات من ان الموصلين وراؤهم من يدفع لهم 50 خمسين الف دينار فهو حالم وربما لا يفيق من حلمه قريباً لانه لو حسبها حسابا رياضيا حسبة عرب فإن مجموع ما دفع وسيدفع لاحقا للمتظاهرين كما يدعي …….. يكفي لبناء اساطيل مدمرة تجهز على اعتى الحكومات لتزيل عروشها او تديم ميزانية دول متواضعة تحتضن البحر الاحمر.
AZP20

مشاركة